يقول الباحثون في منطقة باستيرز الجليدية بالنمسا أن درجة الحرارة التي بلغت رقما قياسيا في هذا الصيف يمكن أن تسبب ذوبانا آخر ينذر بالخطر لاكبر نهر جليدي في النمسا. ويشعر المتخصصون في البيئة والعلماء بالقلق إزاء الحالة المؤسفة للنهر الجليدي غير السميك الرمادي والذي وصل ارتفاعه إلى 500،2 متر عند سفح أعلى جبل في النمسا وهو جبل جروسجلوكنر البالغ ارتفاعه 800،3 مترا. وقال جيرهارد لييب من معهد الجغرافيا بجامعة جراز المتخصص في بحوث الانهار الجليدية والذي قضى أسبوعا في سبتمبر الماضي لجمع معلومات عن الجليد إن نهر باستيرز الجليدي فقد في هذا العام وحده 30 مترا من طوله أي تقريبا ضعفي متوسط الذوبان السنوي كما فقد 5.6 أمتار من سمكه. وقال لصحيفة كلاين تسيتونج إن هذا الحجم من الذوبان لم يسبق له مثيل في العقود الماضية، وهذا يعني أن 24 مليون متر مكعب من المياه ذابت من حالتها الجليدية وفاضت بعيدا. ويحذر علماء منظمة جرينبيس من أن الانهار الجليدية تختزن المياه وكلما ارتفعت حرارة الارض قلت المياه المحصورة في صورة جليد. وستكون النتيجة مزيدا من كوارث الفيضانات المتكررة والانهيارات الارضية. ويقول المتخصصون في البيئة إن ارتفاع حرارة الارض هي خطأ الحكومات غير المبالية والشركات متعددة الجنسيات التي تعمل على تخريب الغلاف الجوي بسحب الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال حرق البترول. ومنذ بداية الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1975 فقدت المرتفعات الجليدية في منطقة جبال الالب في المتوسط نحو ثلث سطحها ونصف حجمها. ومنذ عام 1975 زادت العملية حيث فقدت من 20 إلى 30 في المئة من حجمها.