مما لاشك فيه ان الاطفال واليافعين يعتبرون من اهم الفئات العمرية التي يجب ان نلوذ بها عن العنف البدني والصدمات النفسية لما لها من تأثير على صحتهم وسعادتهم ومقدرتهم العلمية والوظيفية في الحياة وذلك لايجاد جيل قوي سليم جسديا ونفسيا من الشباب المسلم الناضج فكريا. ان التنشئة الاجتماعية تلعب دورا فعالا فتؤثر اما ايجابا او سلبا على سلوكيات الاطفال وذلك حسب الاساليب النفسية المتبعة من قبل الوالدين فان كانت هذه الاساليب سليمة اصبحت اتجاهاتهم متعاطفة بعدين عن العدوان. وقد اهتم الطب النفسي والذي هو احد فروع الطب البشري بفئة الاطفال واليافعين وجعل لكل منها فرعا قائماً بذاته. تذكر تقارير واحصائيات منظمة انقاذ الاطفال الدولية ان هناك عشرين مليونا من الاطفال تشردوا من بيوتهم وان اربعة ملايين طفل اصيبوا بنوع من العجز بسبب الحروب اما بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فان هناك عشرين مليون طفل دون سن خمسة عشر عاما يتعرضون لسوء المعاملة والاهمال سنويا سواء اكانت الاساءة لفظية او معنوية او جسدية. ولا ننسى اثار الثقافات العالمية بما لها من بعض الجوانب السلبية التي تهدم مكارم الاخلاق وتتسبب في احداث صدمات اجتماعية ونفسية وانحرافات سلوكية في حياة الاطفال واليافعين. نذكر بعض الاضطرابات الاجتماعية والنفسية بالنسبة للاطفال مثل مشكلات التخلف الدراسي ومشكلات صعوبة التعلم واضطرابات التوافق الاجتماعي والميل الى العزلة وفقدان الثقة بالذات واضطرابات التعبير اللغوي ومشكلات النطق ومشكلات الاكل واضطراباته واضطرابات الاخراج كالتبول الليلي اللاارادي واضطرابات الخوف والاكتئاب وتأثير العنف والحروب عليهم وقلق الانفصال عن الوالدين اما بالنسبة للمشكلات الاجتماعية والنفسية لليافعين تتمثل في انحرافات السلوك الاجتماعي والتدخين وتعاطي المخدرات والتفحيط والهروب من المدرسة والخروج عن طاعة الوالدين. وبذلك يتضح لنا اهمية المتابعة والتوجيه الاجتماعي المناسب للاطفال واليافعين من خلال الدراسة ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والعيادات النفسية الملحقة بمستشفيات الصحة النفسية ورجال الدين والهيئات المعنية بفئتي الاطفال واليافعين وعمل البارمج الترويحية والثقافية المناسبة للفئات العمرية حيث تتطلب كل فئة برامج وانشطة اجتماعية تساعدها على مواجهة المشكلات التي تمر فيها وتمنحها طاقات جديدة ومهارات اجتماعية متقدمة تساعد على التعامل مع الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يمر بها الاطفال واليافعين وذلك لانهم بعض الحاضر وكل المستقبل. *اخصائي اجتماعي