مثل الكثيرين من المكسيكيين يحب ايروبتو بيزا ريوس ان يلهو بكرة القدم , الا انه يفعل ذلك في حي معروف بالخشونة. عندما يتوقف السياح في البلدة يرتدي بيزا القميص الاصفر للفريق المفضل لديه (امريكا) ويبدأ اللعب مع تماسيحه التي أطلق عليها اسماء لاعبين سابقين. ويصيح بيزا وهو يركل الكرة الموضوعة على رأس تمساح ضخم غير متحرك: هيدر بييك, جيد جدا. ثم يضع بيزا الكرة على رأس تمساح يزن 325 كليو غراما ويقول: زامورانوا , الان جاء دورك , أرهم انك تسيطر على الكرة , ويرفع التمساح رأسه ويجعل الكرة تتدحرج من رأسه الى ظهره ثم ذيله. ويقول بيزا انه قام بترويض وتدريب 47 تمساحا خلال السنوات الاربع والعشرين الماضية على شاطئ بلايا ليندا في منتجع ايكستابا قرب ساحل المكسيك على المحيط الهادئ, وهي منطقة اشتهرت خلجانها وجزرها بالتماسيح. وقبل أن يطلق صيحة قوية من صيحات طرزان المعروفة , يعلن بيزا: أنا ملك التماسيح. ويستلقي بيزا على ظهر بعض تماسيحه ويحك بطونها بل ويقبل بعض التماسيح الصغيرة ويقوم باطعامها. هل كان السمك لذيذا يسأل بيزا تمساحا يرفع عنقه حتى يحكها بيزا , فيما تحافظ تماسيح أخرى يقرب عددها من العشرين تمساحا على مسافتها منه. ويقول بيزا أنه استطاع على الدوام ان يتعايش مع مخلوقات يهرب من امامها الناس: انني أملك موهبة التخاطب مع التماسيح لأنه منذ ان كنت مراهقا كانت لدي عادة التعايش مع العقارب والافاعي والعناكب الصغيرة والكبيرة , ولم أتعرض لأي هجوم من هذه الحيوانات , واليوم تساعدني تماسيحي على كسب قوتي. وبما أنه يقيم عروضه على أرض حكومية يقول بيزا أنه لا يستطيع ان يفرض أجرا على السياح مقابل تفرجهم على لعبه مع التماسيح , ولكنه يطلب التبرع من المارة. وفي نمرة أخرى يسحب بيزا تمساحا صغيرا طوله 120 سم من كيس بلاستيكي ويدعه يعض وجهه وذراعه , ويسمح للسياح بالتقاط صور لهم مع التماسيح مقابل ما يترواح بين دولارين واربعة دولارت. ويقول بيزا أنه يحمل تماسيحه معه اينما يذهب عندما تكون صغيرة جدا , ثم يطلقها في المعابر المائية في بلاينا ليندا عندما تكبر وتصبح ثقيلة جدا. والتمسايح ليست لديها اصدقاء كثيرة، ويقول بيزا: أن عدد التماسيح قد تراجع كثيرا في السنوات الاخيرة نتيجة لانتشار الفنادق وملاعب الغولف والطرق السريعة والفنادق على امتداد الساحل الذي كان متوحشا ذات وقت. ويقول سيرجيو انريكويز اركازا , رئيس دائرة الموارد الوطنية والحياة البرية في وزارة البيئة الفدرالية أن حوالي نصف المساحات التي كانت تعيش فيها التماسيح قبل 30 سنة اصبحت مبنية , والوزارة لم تجر أي دراسات لتقدير عدد التماسيح الموجودة في المنطقة. ويشير اركازا الى أن بعض حوادث مهاجمة التماسيح للناس في المنطقة مؤخرا لفتت الانظار الىتقلص اماكن عيش الزواحف , مما استدعى تشكيل لجنة حماية التماسيح والمحافظة عليها. ومن مهام اللجنة اتخاذ قرار حول ما اذا ينبغي نقل التماسيح من المناطق قد تحدث فيها مواجهة بينها وبين البشريين, وذلك لصد الدعوات الى القضاء عليها بشكل نهائي. وقد ذكر ان امرأة خرفة قتلت في 22 ابريل الماضي عندما توغلت في ممر مائي يعيش فيه حوالي 100 تمساح. الا ان التماسيح لا تتعاون دائما في جهود اعادة توطينها في أماكن أخرى. يقول اركازا: ان التماسيح حيوانات متأقلمة , ومع أنه يتم نقلها الى اماكن بعيدة عن موطنها الاصلي يعود الكثير منها الى المكان الذي ولدت فيه وثمة فنادق ومطاعم تواجه مشاكل الان لأن التماسيح عادت بعد خمس سنوات أو عشر سنوات من نقلها الى مناطقها الاصيلة.