ما حقيقة هذه المشاعر المضطربة وما العلاج الذاتي؟ سعادة الدكتور/ ناصح الرشيد اكتب لك مشكلتي او حيرتي التي اعانيها، واود ان اعرف الحقيقة أو أعرف بالتحديد هل انا على حق فيما احمله من افكار، بداية اقول لك انا شابه متعلمة في العقد الثاني من عمري لدي طموح ومقدرة على تنمية الذات، مررت بتجربة حب فاشلة مع قريب لي لم تنته بالزواج كما اتفقنا ولكي انسى آثارها احاول ان اقرأ وان اعرف ما حولي خاصة في مجالات ما يطلق عليه العلاج الذاتي عن طريق التفكير العميق والتأمل واحيانا اشترك في الدورات التي يقيمها بعض المختصين بذلك.. ولكني اقف حائرة بين ما أحمله من افكار ترتبط بإرث من العادات والتقاليد وبين ما اسمعه واقرأه - واشعر احيانا بمشاعر المرارة والسخط والشعور بالالم. واتساءل هنا عن هذا الشعور الذي ينتابني وعن حقيقة العلاج الذاتي الذي اقرأ عنه كثيرا؟ ربما تكون افكاري متضاربة ولا استطيع التعبير جيدا عما بداخلي، ولكني في الحقيقة في حاجة الى من يساعدني ويضيء لي الطريق الذي يمهد لي الرضا النفسي والوثوقية بالآخرين. انني والحمد لله من اسرة طيبة واعمل بوظيفة جيدة ولي دخل جيد ولا اعاني من المشاكل المادية التي يمكن ان تسهم في ايجاد بعض الصعاب. في النهاية اشكر لك ما تقدمه في صفحتك الرائعة والتي هي نقطة اطلاق للبوح والتعبير عن دواخل من يعانون ولايجدون من يصغى اليهم. @@ نور. س التسامح مع الذات الاخت الفاضلة / نور قدر ما اربكتني تساؤلاتك ، قدر ما سعدت برسالتك التي تحمل من الوعي الكثير، فالتساؤل مفتاح المعرفة والطريق الصحيح اليها. بداية لن نناقش قضية فشل حبك مع قريبك والذي على ما يبدو كان شكلا من اشكال الخطبة كما لمست مما لم اطرحه من رسالتك. ولكني سأحاول ان اجيب عن اسئلتك قدر الامكان واسأل هنا سؤالا هام هو : ما الافضل للانسان لكي يكون سعيدا وينأى بذاته عن الغضب والالم؟ ان الاجابة عن هذا السؤال تتطلب منا معرفة الذات ومعرفة علاقتنا بالعالم من حولنا، ومحاولة ايجاد تبريرات لمشاعرنا. ان مفارقة مشاعر المرارة والسخط والشعور بالالم يمنح الانسان حالة من الروحانية التي تصل الى حد التسامح مع الذات ومع العالم الذي حولنا. فالغضب والسخط الذين نشعر بهما لهما علاقة مباشرة بنا فقط وبقدرتنا على مسامحة انفسنا، ومسامحة الآخرين فالسماح درب الى الحرية والى العلاج الذاتي من الالم واقول ربما كان سبب ما ينتابك من سخط وألم وغضب هو عدم نسيان الماضي وعدم سماح النفس والآخر وبداية اي علاج ذاتي هو تأكيد الذات وهذا ما يركز عليه علم النفس ويطلق عليه (التوكيدية) فعلي ان اثق في ذاتي وان اتوقف عن اخافة نفسي بافكار سوداوية وان اكون اكثر ليونة وصبرا وطيبة مع نفسي وان اتعلم مدح نفسي فاذا كان النقد يحطم محور الافكار الداخلي فان المديح يكونه فعلينا ان نعترف بقوتنا وقدراتنا النابعة من ايماننا بالله اولا ثم بانفسنا التي لن يصيبها شيء الا ما قد كتبه الله لها والتي لن يؤذيها احد قدر ما نقوم نحن بايذائها وقد نهانا عن ذلك ديننا الحنيف. انني يانور مع العلاج الذاتي المرتكز على دعائم من المعرفة والعلم والذي يطالبنا اولا بالتعرف على ذواتنا فالكثير منا لم يتعرف على ذاته بعد ولم يجلس معها في صفاء ليؤكد قدراتها التي منحها الله لها. واقول لك ان التفكير المعمق حول ما هو مهم للجسم والعقل معا والرياضة البدنية وتنمية الطاقات النفسية والروحية جميع هذه من طرائق العلاج الذاتي. اما ما نراه في الاسواق من كتب ودورات لمدعين تمنحك السعادة في اسبوع وتقضي على القلق في ايام وكيف تكون غنيا مثل الآخرين و... و... وغيرها فهذه من وسائل التخدير التي تبعدك عن فهم ذاتك فهما جيدا، فالعلاج النفسي او الذاتي علم له قواعده وفنياته واسسه فالنفس البشرية معقدة بتركيبها وبنظامها وتختلف من شخص الى شخص. ونرى ان القدرات النفسية التي تنتج الامكانية والموهبة في معالجة الآخرين هي الكنز الذي يجب ان يمتلك.. ولكن اين هو؟ وكيف نحصل عليه؟ علينا ان نبدأ من داخلنا اولا ثم الى من يملكون القدرة على ذلك بوعي فالمشاكل التي تحيط بنا تختلف من مكان الى مكان وقضايانا الشخصية ليست واحدة، وثمة امور واختلافات عديدة.. وهناك الكثير من الكتب التي يمكن ان اعددها لك للافادة منها. يانور عليك بنفسك فصالحيها وتسامحي مع واقعك بالشكل الذي يرضيك.. واختاري جيدا ما تقرأينه وما تذهبين اليه من دورات حتى لاترتبكي فليس كل ما يلمع بذهب.. واعتذر اذا كانت اجابتي مرتبكة كسؤالك. تمنياتي لك بالسعادة @@ ناصح