تذكير شارون بأنه لا يستبعد حربا جديدة ضد بلاده يجعل حرب العاشر من رمضان هاجسا لا يفارق مخيلة الإسرائيليين. مازالت الحرب العربية الاسرائيلية التي اندلعت في مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر او في يوم الغفران بالنسبة لاسرائيل، تشكل بعد ثلاثين عاما على اندلاعها، هاجسا بالنسبة للدولة العبرية التي اهتزت ثقتها بكونها الدولة التي لا تقهر. وكما في كل عام ستعزل اسرائيل نفسها في "يوم الغفران". الا ان هذا الاحتفال يشكل ايضا الفرصة لاستعادة ذكرى الذين سقطوا في مواجهة مصر وسوريا اللتين شنتا هجوما مفاجئا في السادس من أكتوبر 1973. ويتذكر الإسرائيليون خصوصا فشل اجهزة الاستخبارات العسكرية التي عجزت عن توقع بدء الهجوم المصري السوري.. ولم يستبعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون هذا الاسبوع امكانية تكرار مثل هذا الهجوم. واكد لا استطيع استبعاد هذا الاحتمال لاننا نعيش في منطقة لم تقبل وجود اسرائيل. وبعد الهجوم الاول تمكنت القوات الاسرائيلية من استيعاب الصدمة وتوغلت داخل الاراضي المصرية والسورية قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار. لكن بعد الفوز الساحق والخاطف في يونيو 1967 على الجيوش العربية، ذكرت حرب 1973 اسرائيل بان عليها الا تقلل من شأن جيرانها واعدائها. وقال بني موريس استاذ التاريخ ان اسرائيل ايقنت بعد هذه الحرب ان ليس بوسعها توسيع رقعتها الجغرافية من خلال الغزوات العسكرية كما في العام 1948 عند قيام دولة اسرائيل وفي العام 1967. واعلن هذا المؤرخ ان هذه الحرب ترسم ربما حدود التوسع الاسرائيلي واظهرت لغالبية الاسرائيليين ان ليس بامكاننا التوسع اكثر وان العالم العربي ليس كيسا نستطيع ان نضربه كما يحلو لنا. ووقع رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن معاهدة سلام بعد ذلك بخمس سنوات في كامب ديفيد في الولاياتالمتحدة مع الرئيس المصري الراحل انور السادات. وكانت تلك اول معاهدة سلام من نوعها توقعها اسرائيل مع دولة عربية. لكن المؤرخ العسكري مارتن فان كريفيلد يعتبر ان هذه الحرب قد تكون الانتصار الاكثر حسما الذي حققته اسرائيل لانها اظهرت للحكومات العربية ان اسرائيل ستستمر في الوجود. وقال ان التأكيد ان حرب 1973 اثبتت ان الجيش الاسرائيلي ليس بالقوة الكافية ولا يستطيع السيطرة على الشرق الاوسط بالقوة، ليس خطأ لكن بوسعنا ايضا التأكيد انها كانت (الحرب) اكبر انتصار تحققه اسرائيل على اساس انه لم تجر من بعدها ولا محاولة واحدة لشن حرب واسعة ضدنا . ويرى جاك كوهين الذي كان في التاسعة عشرة من عمره في 1973 في سيناء (مصر) كيف ان نصف افراد وحدته التي كانت تضم سبعين رجلا قتلوا في المعارك. وقال علمتنا الحرب ان القوة لا تكفي. علينا ان نحاول بجدية اكبر ان نحاور وليس فقط ان نلجأ الى السلاح، حتى وان كنا الاقوى. واعتبر اسرائيل هاريل الكاتب في صحيفة هآرتس ان اسرائيل مازالت تعاني من اثار تعب المعارك. وقال منذ هذا الانتصار الكبير نتصرف من وجهة نظر نفسية والى حد ما من وجهة نظر عسكرية، كما لو اننا اصبنا بهزيمة كبيرة. واضاف اننا لم ننه فعليا في يوم من الايام حربا بانتصار كذلك الذي تحقق ضد الالمان واليابانيين والذي الغى بالفعل كل خيار بحروب اخرى في المستقبل.