تابعت لقاءات تصفيات آسيا سواء في الكويت أو الدوحة أو عمان (الاردن) ولاحظت كم هو الحماس والاثارة والندية، فالمدرجات ليس فيها موطىء قدم والنشاط في كل جانب والتشجيع يحركك من مكانك حتى وان كنت مثلي تتابع اللقاءات عبر شاشة التليفزيون.. واللاعبون يملأون ارجاء الملعب بالافراح وتنقل الفضائيات اعراسهم للملايين في دولهم مثل قطر التي لم تحقق أي بطولة آسيوية وكذلك الاردن، بل ان هناك منتخبات تتمنى ان تصل للنهائيات كطموح وأمل. واتذكر وأنا اتابع مثل هذه اللقاءات وهذا الحماس وهذه الاثارة، اتذكر كيف كانت مناسباتنا وافراحنا وكيف صرنا وصارت ملاعبنا ومدرجاتنا، وأسأل نفسي لماذا اصبحت مبارياتنا مملة، وجماهيرنا بعيدة ومدرجاتنا خاوية وبرامجنا رتيبة؟؟ ونحن الذين حققنا انجازات غير مسبوقة بتأهل متكرر لكأس العالم وبكؤوس آسيوية وتواجد خليجي وعربي عبر انديتنا ومنتخباتنا لاكثر من عقدين كاملين. فعلا انا ومثلي الآلاف من الناس الذين عاشوا لحظات الفرح وساعات الاثارة وسنين البطولات والانجازات، نبحث عمن يكون وراء هذا الغياب المثير لحماس جماهيرنا ولعلي اذكركم بالاعداد المتواضعة التي تابعت بطولة العرب للمنتخبات في الكويت والتي حقق منتخبنا بطولتها لتتأكدوا من حجم التغيير الذي حدث لجماهيرنا. (ربما).. اقول ربما يكون وراء ذلك غياب نجوم الشباك (المبدعين) وربما غياب المملكة بشكل كبير عن تنظيم البطولات كما كان في السابق، او ربما يكون لاعلامنا المرئي دور في ذلك من خلال برامجه غير المؤثرة في معظمها، أو وزارة المالية التي تنقط على القطاع الشبابي بالقطارة، أو اعلامنا المقروء الذي قسم المنتخب الى فئات وكرس التعصب للاندية على حساب الوطن ربما واحد من هذه الاحتمالات أوربما ان وراء ماحدث كل هذه الاشياء مجتمعة!! وان كانت الاجابات على هذه الاسئلة مهمة من باب ان معرفة السبب يسهل عملية الاصلاح، فان الاهم ان يتحرك الجميع لإعادة العربة لمسارها الصحيح ولتعود الحياة لملاعبنا والامل لمنتخباتنا.. فمازلنا نأمل بعودة قوية للكرة السعودية، وعودة اقوى لجماهيرنا الوفية ومزيد من الوعي لدى اعلامنا، والاهم من كل ذلك قناعة لدى وزارة المالية بان دعم الرياضة هو بناء للانسان قبل ان يكون بناء للحجر. ولكم تحياتي..