يستعد فنان الكاريكاتير سامي بديوي لاستقبال كتابه الأول حول تجربته في فن الكاريكاتير، ويعتبر هذا الفن مظلوم بنسبة معينة في الكتابات الأدبية والثقافية إذ لو حاولنا إحصاء الكتب التي تناولت هذا الفن لتمكنا من عدها على أصابع اليد الواحدة. وقال بديوي: إن الكتابة بالنسبة لفنان الكاريكاتير مهمة جداً وتعتبر مكملة لشخصيته في بعض الأحيان مضيفاً إن الإبداع له أبعاد كثيرة وقد يكون الفنان ملما بعدة أبعاد منها، إلا أن ذلك ليس ضرورياً وليس دائماً يكون الفنان كاتباً. مضيفاً إنه ليست هناك موضوعات أثيرة لدي, فأنا أرسم ما يؤثر في, إلا أنني أفضل الكاريكاتير الذي لا يحتوى على تعليق لأني أرغب في توسعة دائرة قرائي .. فأنا أطمح في العالمية حتى نثبت للعالم أجمع أن المصريين بصفة خاصة و العرب بصفة عامة لديهم مواهب لا تقل قدرا عنهم. وأكد الفنان في حديث خاص لليوم إننا لا يمكن أن ننسى دور الفنان الراحل " محمود كحيل " فى دفاعه عن القضية إلى أن توفاه الله, فمن لديه أدنى نظر يجد أنه سواء للحركة الصحفية بوجه عام أو للحركة الكاريكاتيرية بوجه خاص يجد أن دور فن الكاريكاتير قد زاد بشكل واضح جدا في الفترة الأخيرة و ذلك لعدة أسباب منها أن المشكلة الفلسطينية قد زادت تعقيداتها بزيادة الصلف الصهيوني الذى تأثر به كل أفراد هذه الأمة من خليجها إلى محيطها و رسام الكاريكاتير مثل أى عربي غيور متأثر بجراح أمته بل يزيد أنه يملك الأداة للتعبير عن هذه الأوجاع. ومن ناحية أخرى زيادة الإصدارات الصحفية فى أرجاء الوطن العربي و بالتالي زاد عدد رسامي الكاريكاتير مما زاد من دوره فى بيان مظلومية و ضياع الحق العربي الذى أتمنى من كل قلبي أن يعود قريبا. مشيراً إلى أن الفنان الحقيقي هو الذى يبدع من أوجاعه فطالما وجدت الأوجاع - و أظن لا يوجد مثل القضية الفلسطينية وجعا - وجد الإبداع. وأضاف الفنان سامي بديوي: إن الكاريكاتير يصل للمتلقي بسرعة جداً.. بل يزيد على الشعر في بعض الأحيان حيث أن الشعر معروف عنه خاصة في فترة الستينات والسبعينات أنه الوسيلة المفضلة لدى الناس. بينما في وقتنا الراهن قد يكون الكاريكاتير وسيلة أسرع و ذلك يرجع للمتلقي حيث ان متلقي الشعر لابد و أن يتمتع بحد أدنى من الثقافة اللغوية فضلا عن إحساسه بالكلمة.. أما قارئ ومتلقي الكاريكاتير فلا يشترط و جود هذا الحد الأدنى.. هذا بالنسبة للكاريكاتير المصاحب بتعليق.. أما فى حالة الكاريكاتير الذى لا يحتوى على تعليق و الذى أتخصص فيه فنسبة وصوله أسرع من كليهما لأن المتلقى هنا لا يشترط فيه معرفة لغة الرسام فقد يكون الرسام عربيا و يفهم مغزى الكاريكاتير كل من يرى الرسم سواء كان عربيا أو من أي جنسية أخرى فكم من رسائل الكترونية استقبلتها من زوار موقعى و كانت نسبة غير العرب أكثر من 98% من مجموع الرسائل التى كانت معظمها إشادة مع وجود بعض الرسائل الساخطة أو غير الراضية وهذه القلة في اعتقادي هم محرضون من قبل الصهاينة أو أنهم حاقدون على العرب وليس السبب فنياً على الإطلاق. وقال الفنان بديوي: إن الأفكار الكاريكاتيرية نوعان الأول أن يقوم فنان الكاريكاتير بترجمة أشياء خاصة به أو بالدولة التى يعيش فيها أو بالأحداث المحيطة به .. أما الثاني أن يكون الحدث له دور هام فى ظهور الفكرة و التى ليس من الضروري أن تظهر بظهور الحدث فقد يظهر الحدث فى وقت ما, أما الفكرة فتظهر بعدها بفترة.. و هذا لا يمنع ظهور الفكرة بعد ظهور الحدث. وفيما إذا كانت الجرائد تعتمد اعتماداً رئيسياً على الكاريكاتير كفن إبداعي متميز ومستقل عن الكتابة؟ يقول بديوي من وجهة نظري أجد أن فن الكاريكاتير يمكنه القيام بالدورين معاً فقد يكون عاملاً مساعداً للموضوع الصحفي.. و فى نفس الوقت يمنكه أن يحل محل المقال بل أنه أقصر طريقاً منه ففى المقال أو الموضوع الصحفي اللذين يحتاجان إلى مساحة للنشر أو وقتاً من القارئ يمكن للكاريكاتير توصيل فكرة ما فى مساحة أقل ووقت أقل قد لا يستغرق في الغالب دقيقتين. وعن المعارض في رسوم الكاريكاتير والدور الذي تلعبه على المستوى الجماهيري قال بديوي: إن الدور المعتاد و المأمول من إقامة المعارض هو معرفة نبض الجماهير مباشرة و ذلك من خلال الاحتكاك المباشر مع الجمهور فالمعارض الفنية مثلها مثل فن المسرح فالممثل على خشبة المسرح يتلقى رد الفعل سواء كان إيجابياً فيعرف أنه يسير على الدرب الصحيح.. أو سلبياً فيصحح من أخطائه... ففنان الكاريكاتير يتعرف من خلال المعرض الذى يقيمه إما أنه على الدرب أو أن له أخطاء لابد من تصحيحها. أما بالنسبة لحضور النقاد والمتذوقين فلا يجب أن نغفلهم بحجة الحضور الجماهيري، فهذا وذاك أمر آخر، مضيفاً إن لكل فن متذوقيه ونقاده وهؤلاء نحسب لهم ألف حساب أيضاً. وأكد الفنان بديوي أن فن الكاريكاتير في مصر في ازدهار مستمر مضيفاً إن هذه الشهادة ليست لأنى مصرى و لكنها نابعة من منطلق موضوعي.. هذا ليس بالنسبة لفن الكاريكاتير فى مصر فقط بل إن فن الكاريكاتير العربي عموماً ازدهر بشكل واضح و يزدهر و سوف يزدهر إن شاء الله تعالى.. أما مكانى فى فن الكاريكاتير المصري فقد وصلت لمكانة لم أكن أتوقعها و أشكر الله عليها مقارنة بسني الصغيرة.. وتجربتي، بل أزعم أن لي مكان على الخريطة العالمية الذى ألحظه من خلال رد الفعل الناتج لموقعى الخاص على شبكة الانترنت.. و كذلك من خلال الجوائز العالمية التى حصلت عليها. مشيراً إلى أن فن الكاريكاتير يسير بطريقة مرضية و لكن ليست الصورة التى أتمناها.. ففى الماضى كان له مكانة أفضل, فقد كان فى الماضي يرفع إعلاناً ما و يوضع بدلا منه كاريكاتير أحد الفنانين أما الآن للأسف إذا زادت مساحة المادة الصحفية يتم إلغاء الكاريكاتير حتى لا يتم اختصار المادة المكتوبة و لكن على الجانب الآخر يوجد صحفيون يقدرون مدى أهمية الكاريكاتير المنشور فى موضوعهم و يرفضون الغائه و يقومون باختصار الموضوع لصالح الكاريكاتير. وصلت للعالمية بشهادة الاعلام رسوماتي لا تحتاج الى تعليق