عزيزي رئيس التحرير.. كنت قد قرأت بجريدة (اليوم) الموقرة في العدد 11043 يوم الثلاثاء 12 من رجب 1424ه مقالا للاستاذ الفاضل محمد عبدالعزيز السماعيل بعنوان (الحمل الوديع) حول موضوع الوحام لدى المرأة الحامل. حقيقة ان الموضوع شيق وذو شجون ولكن الطرح الذي تناول به الاستاذ السماعيل موضوعه لم يكن موفقا على ما يبدو حيث انه وصف حالات الحمل والولادة والرضاع والفطام بالاوقات التي يعاني فيها الرجل بالشقاء والنصب والاهوال فمتى اصبحت نعمة من نعم الله شقاء على صاحبها؟ وكأن الكاتب الموقر لا يريد الحياة صعبة على الاطلاق ثم ان هذه المراحل على ما يعتريها من جهد وتعب ومعاناة فهي تهون امام تربية الابناء والبنات التربية الصالحة. كذلك ركز الكاتب الفاضل على جوانب الحياة المادية دون المعنوية من اول المقال الى آخره ناسيا او متناسيا ان هنالك اناسا في حياتنا يتمنون الذرية الصالحة لسنوات طويلة حتى يأذن الله تعالى بذلك لهم. ان فترة الحمل اياما وشهورا تمر على المرأة منا على مافيها من المكابدة والصولات والجولات فهي احداث رائعة وعظيمة تبرز فيها قدرة الخالق عز وجل وتدعونا لشكره والحفاظ على نعمه. ثم ان الوقائع التي اوردها الاستاذ السماعيل حول موضوع (الوحام) اثناء فترة الحمل لا تعد ممارسات جماعية بل هي حدثت لافراد شواذ في سلوكياتهم في تلك الفترة من الحمل فليست كل النساء مستبدات بازواجهن ففي مجتمعنا من تتمنى وتطلب الرخيص والمتوافر فلايحصل لها ذلك وانا اعرف بعض النسوة من لا تأكل الا الموجود عندها فقط بحيث لا تجرؤ على التمني.. مجرد التمني. بعد ذلك اعود واكرر ماقد ذكرته سابقا بان بعض النساء لسن متحكمات في أزواجهن على الاطلاق.. في المقابل ليس كل الرجال متعاطفين مع زوجاتهم بل بعضهم فلا يجب عليك ايها الكاتب الموقر ان تستخدم اسلوب التعميم قل (بعض) فنحن ضد الخطأ سواء اكان صادرا من المرأة ام من الرجل ولسنا من جنس ضد اخر دون وجه حق واما اذا كنت من ذوي التجارب في تلك الامور لا سيما امر (الوحام مع المرأة) فلا تعمم ايضا. اما بالنسبة لمسألة الوحام فهي ليست عبثا او من تمثيل المرأة حيث يذكر الدكتور سبيرو فاخوري في كتابه (طفلك من الحمل الى الولادة): ان اكثر الاطباء مجمعون على ان اسباب الوحام نفسية اذا ثبت ان المنظر البشع والرائحة الكريهة يعكران صفو النفس فيثيران الوحام. حتى ان توحمت المرأة منا على شيء ما ليس فيه فائدة ويمكن لها استبداله بشيء اخر متوافر فلها ذلك فمثلا لو توحمت بالحلوى فلها ان تتناول من الفاكهة ما يعود عليها بالفائدة الصحية كالعنب مثلا وهكذا ويقول الدكتور فاخوري في نفس الكتاب: ان الندوب والعلامات والبقع السوداء التي تظهر على جلد الطفل عند الولادة ليست كما يعتقد البعض نتيجة شيء رأته الام او فكرت فيه او اشتهته اثناء الحمل اذ ليس هناك على الاطلاق اي اتصال بين اعصاب المرأة ودورتها الدموية وبين اعصاب الجنين ودورته الدموية وهذه الندوب والعلامات (الوصمات) التي تظهر على الطفل عند ولادته ترجع الى بعض انواع الخلل البسيطة التي تطرأ على الجنين في مستهل تكوينه ولكنها ليست اساسية وهي عادة تختفي كلما نما الطفل وتقدم به العمر. ختاما ارجو ان تكون نار غضبك قد انطفأت الان بعد ان عرفت حقائق جديدة حول موضوع (الوحام) لا كما تنسجه انت ومن وحي الخيال. نجيبة الشيبة- الاحساء