الإبداع كلمة مرنة ومضمونها جميل ولكن لا يوجد الى الآن تقريبا تعريف موحد ومحدد لهذه الكلمة فقد استخدمت كلمة مرنة (للإبداع) لانه يمكن استخدام الإبداع في أكثر من مجال فمن الممكن ان تستخدم في الصنع والاكتشاف او التكوين او غير ذلك من المجالات المختلفة. ولكن الذي يهمني هو الإبداع المعماري, فما هو الإبداع المعماري؟ هل الإبداع المعماري هو الاختراع ام هو اكتشاف شيء موجود غير واضح للناس ولكن أبدع في إظهاره على الواقع, ام ان الإبداع المعماري هو عملية اختزالية لممارسة المهنة بمعنى آخر عملية تراكمية للعمل في ذلك المجال من خلال التجارب والبحوث والإطلاع وبلورته بشكل جديد يواكب العصر ام ان الإبداع المعماري هو توظيف المشروع لما خصص له مع ربط الشكل بالوظيفة (ربط عناصره جميعها لخدمة الوظيفة الأساسية).. إلخ. الإبداع لا أتوقع انه موجود لدينا بكثرة لعدة أسباب وان قال قائل انه يوجد هناك مبدعون لدينا فانا أوافقه الرأي وهم في شتى المجالات ولكن من يحجب هؤلاء المبدعين عن اعين الناس او يقف حجر عثرة في طريقهم لكي لا يتقدموا او ان يكون هناك زيادة في الحرص عليهم فتنعكس ضدهم والكثير والكثير لذلك قلت لا يوجد لدينا مبدعون بكثرة. ومن هذه الحالات اذكر لكم على سبيل المثال لا الحصر (الجامعة) عندما كنت ادرس في الجامعة كلية العمارة فانه في نهاية كل عام كان يتم تقديم مشاريع التصميم لكل طالب وكان هناك ابداع من بعض الطلاب سواء في الفكرة او الاخراج بشكل جميل وجيد وبطرق مختلفة ولكن الذي يحصل ان بعض هؤلاء الطلاب يقابلون بنظرة الشك من قبل المحكمين للمشروع فمثلا يقال هذا ليس بعملك.. لماذا لا يكون هذا عمل الطالب أصبح الطالب الآن في شتى المراحل التعليمية أكثر تطلعا مما مضى ولكن يختلف من شخص الى آخر وذلك بفضل الله ثم التقدم الحاصل تكنولوجيا حيث كان في السابق الرسم في كلية العمارة بطريقة عادية أما الآن فأصبح الرسم بنسبة كبيرة بالكمبيوتر وبرامجه المتعددة وذلك لوجود البرامج المتخصصة في ذلك فيتم اعداد المشروع كاملا في وقت بسيط جدا, أعود وأقول ممكن ان يكون هناك نسبة ضئيلة جدا لا تذكر فيها شك ومع هذا من وجهة نظري لو تم فعلا مساعدة من قبل آخرين فهو يتعلم ممن يساعدوه والحياة تجارب وممارسة واليوم يتعلم وغدا يعلم وهذه في الآخر وجهة نظر ولكن المهم هو انه يوجد قتل للابداع لدى طالب العمارة في بعض الجامعات في مادة التصميم خاصة. كيف لنا ان نرى إبداعا في ظل هذه الظروف التي تميت الإبداع والمبدعين المعماريين خاصة, كيف نستغرب عدم وجود مبدعين ونحن ضدهم, كيف لنا ان نرتقي بالبلد ونحن لا ندعم هؤلاء المبدعين المعماريين او غيرهم حتى معنويا على اضعف الأمور عوامل عديدة تحكم هؤلاء المبدعين المعماريين ناهيك عن وضع المعماري في السوق لدينا فانه لا مجال للإبداع او تدريب المعماري السعودي في وجود الأجنبي وهم يتعلمون ويتدربون عندنا. وكما قال المثل (يتعلمون الحلاقة اقصد العمارة في رؤوس الأيتام) لماذا لا يكون هذا التدريب والممارسة والتعلم للمعماري السعودي, كيف لنا ان نبدع كمعاريين سعوديين ونحن لا يوجد لدينا أبسط الأمور وهي ممارسة المهنة في هذا الوطن المعطاء وذلك لعدم وجود مكان للممارسة ولا قوانين وأنظمة لهذه الممارسة ناهيك عن المشاريع التي تصمم خارج الوطن وتأتي مثلها مثل العمالة المستقدمة فأصبح لم نسلم من أكثر المعماريين الأجانب في المكاتب الهندسية ولا من المشاريع التي تصمم خارج المملكة. لذلك فانه اذا كان يوجد بعض المبدعين المعماريين لدينا فانهم سوف يتذبذبون او ينتهون اذا لم نهتم بهم وندعمهم ونطور إبداعهم ومهاراتهم على أرض الواقع من خلال وجود المشاريع بأنواعها من هذا يجب ان يكون هناك آلية لمتابعة هؤلاء المبدعين المعماريين وان يقوم المبدع المعماري بتطوير نفسه بنفسه أيضا وألا ينتظر اهتمام ودعم الآخرين له وبالله التوفيق.