خلال العامين الماضيين تسارع انهيار القيم والمبادئ في ساحة الشعر الشعبي بصورة لم تحدث من قبل , وهذا التسارع المريع لم يأت صدفة , ولم يكن وليد ظروف ٍ طارئة بل إن مقدماته كانت مرئية منذ سنوات , وقد حذر منه الكثير من أصحاب المسئولية الأدبية ولكن تحذيراتهم كانت تجابه بالظنون والازدراء والإهمال .. الآن وبعد أن سقطت الأقنعة دفعة واحدة وتكشفت الألاعيب التي تمارس خارج عقدة تأنيب الضمير في ساحة الشعر الشعبي من خلال برنامج (نسايم ليل ) والذي أشرت له بعنوان هذه الزاوية ب..(هبايب ليل ) نظرا ً للتعرية التي قام بها والتي تشابه التعرية التي تقوم بها ( الهابيب ) وهي اسم يطلق على الرياح باللهجة العامية , أفاق الجميع وبدأت حملاتهم المتشجنة تجاه هذا البرنامج الذي كتب نهاية مرحلة الالتفاف على الانتقادات وعرى الكثير من الأسماء التي كان يعتقد المغفلون أنها نذرت وقتها وجهدها ومالها لخدمة الشعر , ولم يعد من لديه الحد الأدنى من التبصر يشك لحظة واحدة في أن هذه الأسماء لا تحمل إلا أفكارا ( ذاتية ) مصابة بالجذام الذي يأكل أطراف المصابين به , وبكل أسف أن اغلب الانتقادات التي وجهت لهذا البرنامج كانت سطحية وموجهة لظاهر البرنامج كمقدمته وضيوفه ولم تذهب ( اغلب ) هذه الانتقادات إلى ما يجب أن تذهب إليه , فهذا البرنامج الانتهازي يمثل الوجه الحقيقي لاستغلال الشعر من قبل فئة قتلته منذ سنوات وجلست على ضريحه تستغل عواطف ومشاعر زائريه لتحقيق كل المكاسب الممكنة ..!! إن من يتابع ضيوف هذا البرنامج وفقراته يدرك انه اعد بطريقة انتهازية بشعة , تخدم أهداف مطبوعة واحدة عبر آليات تخلت عن كل القيم والمبادئ الأدبية والاجتماعية والأخلاقية ولعل من شاهد نوعية ضيفات البرنامج من النساء ولا أقول الشاعرات يدرك أن الأهداف الأدبية كانت مغيبة خلف أهداف ( أخرى ) بدأت نذرها تلوح في الأفق.. مؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد ..!! من أوصلنا إلى هذا المنحنى الخطر ..؟ ألا يجدر بنا أن نتساءل لماذا وصلنا إلى هذا الانحدار ..؟! وللإجابة عن هذه الأسئلة يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا وان لا نتهرب من المسئولية الأدبية والأخلاقية فجميعنا داخل دائرة الاتهام لأننا سمحنا لهذه الفئة ( المختلفة ) مع أدبيات الشعر وثوابت المجتمع بأن تمارس تجاوزاتها الأدبية منذ سنوات ونحن نشاركها بأساليب مختلفة لعل أسهلها شراء مجلتهم وكلما شهدنا تجاوزا ً رددنا بغباء عبارتنا الانهزامية ( البقاء للأفضل ) حتى مات هذا الأفضل احتجاجاً على صمتنا وبرودنا وبقي الشعر المتداول اليوم (مختلفا) جدا ً عن الشعر الذي نعرفه ..!! @ همسات مكتوبة .. * للسيد الشعر .. بعد أن كنت رفيق الفرسان وأهل الفكر والأدب أصبحت ألعوبة بين مقدمات برامج الأطفال والذئاب الجائعة .. لا تحزن يا سيدي فنحن نعيش في زمن الذات الانتهازية ولم نعد قادرين على حمايتك لأننا ( اختلفنا ) كثيرا ً عن الذين كنت تعرفهم ويعرفونك. * للصديق الشاعر ..( نواف الدبل ) .. أنت شاعر جميل وهبك الله الكثير .. لماذا يا صديقي سمحت للصغار بأن يستدرجوك إلى مستنقعات ال.. ( نصف كاس ) .. ألا تعلم يا صديقي أن هؤلاء يتسولون الضوء من احتراق الشهب .. عد إلى عالمك النقي ولا تلتفت لهم فأنت اكبر من ذلك ..