تدخلان معا في المصعد تعرف ان لديكما المشكلة نفسها تتوقفان امام الباب ذي اللافتة اللامعة تجلسان تنتظران دور الدخول، ثمة من يهمس باسمه قبلك داعيا اياه لمقابلة صاحب الكرسي يمضي دالفا، محفوفا بتحية كبيرة بضع دقائق ويخرج، يطفر البشر من وجهه، فحاجته قضيت ومشكلته حلت, لا يتعجل الرحيل يفضل ان يمد خيوط الحديث مع السكرتير. انت لاتزال تنتظر دورك، تسأل، انتظر قليلا وسوف تدخل، تبلع تعليقا، وتطوي ساقيك لانتظار مديد، تقطعه بالتلفت وبالتصفح العابث لمجلة بائتة منذ اشهر ملقاة امامك لاتريد للضجر ان يجثم على صدرك تتسلى بقراءة الابراج تبحث عن الكلمة الضائعة تقرأ ردود (المستشار) في باب (مشكلتك لها حل) تبتسم (ياليت). يزحف الوقت ومشكلتك تثقل تريد لهذا الباب ذي اللافتة اللامعة ان ينفتح لك يطبق عقربا الساعة على الاوكسجين تتنفس بعمق، تزفر، لابد من الانتظار تلتقط الجريدة تنزلق العينان على اخبار المدللين في الرياضة والفن. تخبط راحة كفك على انباء العقود وتجديدها العالي وارقامها الفلكية (سبحان المعطي الوهاب). تنتبه لرفيقك في الدخول، ناهضا للمغادرة يلقي بكلمة شكر صاخبة وتحية الوداع، ووعد بالزيارة، حين تسمح الظروف متى يسمح (ظرفهم) لك بالدخول، يغادر، وترن في اذنك جملة خاطفة (من لديه الدعم، يعبر اولا) صاح بها بطل فيلم شاهدته مؤخرا، ينتظر دوره في الحصول على شقة سكنية، ولا تعرف كيف كتبتها في ورقة، اضفتها الى قصاصات تحشو بها جيبك دائما، لا تفرغه الا حين تبلغ سخرية الاصدقاء مداها من عاداتك القديمة ومكتبة الجيب المتنقلة في ثيابك. تتسارع خشيتك ان تلتهم (لجنة طارئة) وقت صاحب الكرسي فلا تستطيع مقابلته تتعوذ من سيرة اللجان. تطمئن الى حصتك المتبقية من الوقت لاستقبال المراجعين. تطمئن، لكن شوكة الانتظار لاتزال تخز وتوجع. تقف. تقترب من طاولة السكرتير تحدثه عن شوكة الانتظار يبادرك بابتسامة (ان الله مع الصابرين) يسحب ملفا بورقة وحيدة ويعتذر للدخول تعود ذاويا الى كرسيك. مع من تتحدث الآن.. (من لديه الدعم، يعبر اولا). تتحسس شوكة انتظارك. تغادر الباب بلافتته اللامعة تود لو (تقلعها) وتطوح بها لكن.. ان الله مع الصابرين.