عقد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث في الرياض امس الاحد مؤتمرا صحفيا في المستشفى بمناسبة اجراء 7 عمليات لزراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري لحالات مرضية تنوعت معاناتها بين فشل النخاع العظمي الخلقي واخرى تعاني امراض نقص المناعة الخلقية وثالثة لحالات تعاني سرطانات الدم التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي التقليدي وسجلت العمليات نسبة نجاح بلغت 70 بالمائة. وشارك في المؤتمر كل من الدكتور مهاب اياس استشاري امراض الدم رئيس برنامج زراعة النخاع العظمي للاطفال والدكتور خالد الشيباني المديران التنفيذيان لتشغيل المستشفى والدكتور علي الشنقيطي استشاري امراض الدم والدكتور حسان الصلح رئيس قسم امراض الدم والاورام للاطفال. وقد اوضح الدكتور مهاب اياس في المؤتمر ان عملية زراعة الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري هي عملية اثبتت نجاحها عالميا في علاج كثير من الامراض القاتلة التي يعانيها بعض الاطفال كأمراض فشل نخاع العظم الخلقي التي تنتهي بهم الى الوفاة مبكرا اذا لم تجر لهم عمليات زراعة النخاع العظمي بسبب عدم وجود اقارب يطابقونهم في فصيلة الانسجة وسجلت تلك العمليات نجاحا عالميا بنسبة 60 بالمائة. واكد خالد الشيباني سعي مستشفى الملك فيصل التخصصي للحفاظ على حياة هؤلاء المرضى حيث تم نهاية العام 2002م ابرام عقد مع شبكة بنوك دم الحبل السري العالمية لتقوم بموجبها تلك البنوك الموجودة في بعض الدول العربية والامريكية بتزويد المستشفى بوحدات من الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري للمرضى السعوديين الذين ترسل عينات من فصائل انسجتهم الى هناك للبحث عن انسجة مطابقة لهم من تلك البنوك العالمية حيث يجري مستشفى الملك فيصل التخصصي بدوره فحوصات مخبرية دقيقة عند حصوله على وحدات الدم المطلوبة من الخارج للتأكد من مطابقتها للحالات المرضية لديه وخلوها من اي فيروسات او جراثيم قد تهدد حياة المرضى. وذكر الدكتور عبدالرحمن النعيم ان نحو مائة مريض سعودي سنويا معظمهم دون سن الرابعة عشرة بحاجة الى زراعة نخاع عظمي ولم يتمكنوا من اجرائها بسبب عدم تطابق الانسجة مع اي من افراد العائلة الامر الذي يستلزم استيراد الخلايا الجذعية المستخرجة من دم الحبل السري من الخارج ليقوم المستشفى بدوره بزراعتها لهؤلاء المرضى. وقال الدكتور علي الشنقيطي انه منذ سنوات كان معظم اولئك المرضى الذين لايتوافر لهم متبرع قريب مطابق لفصيلة انسجتهم في المملكة يتوفون في اعمار مبكرة بينما يضطر القلة الى السفر الى الولاياتالمتحدةالامريكية او بعض الدول العربية لاجراء عمليات زراعة الخلايا الجذعية هناك الا ان النتائج لم تكن مشجعة بسبب تفاقم المرض نتيجة وضع المريض على قائمة الانتظار لفترات زمنية طويلة علاوة على الكلفة العلاجية التي تتراوح ابين مليون الى مليوني ريال سعودي فضلا عن صعوبات السفر التي طرأت بعد احداث 11 سبتمبر العام 2001م. واكد الشنقيطي ان تكلفة استيراد وحدة دم الحبل السري من البنوك العالمية من اجل زراعتها للمرضى السعوديين تبلغ نحو 95 الف ريال سعودي للوحدة الواحدة دون ان يشمل ذلك كلفة اجراء العملية في المستشفى. واعلن الاطباء المشاركون في المؤتمر ان مستشفى الملك فيصل التخصصي توجه لاقامة بنك وطني لحفظ دم الحبل السري في المملكة بالتعاون مع وزارة الصحة ويهدف هذا التوجه الى تجميع نحو 5 الاف وحدة دم بنهاية السنوات الاربع القادمة.