اثار انتباهي الجدل الذي رافق ملصق اعلاني لتشجيع الرضاعة الطبيعية في سنغافورة ويظهر الاعلان طفلين وهما يرضعان من امهما مع تعليق يوضح ان حليب الام افضل من حليب البقرة. وقد جادل واحتج البعض بسبب المقارنة بين الام والبقرة. ويبدو ان بعض النساء يرين انهن افضل من البقر، ولا ارى هذا صحيحا من وجهة نظري خاصة فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية. فالبقرة ترضع (عيالها) فطريا ولم تتغير هذه الفطرة وتنحى منحى حضاريا كما تراه المرأة المعاصرة اليوم التي حرمت طفلها حقا من اهم حقوقه الشرعية وهو الرضاعة الطبيعية. ورغم تعلم المرأة الا انها للاسف تخلت طواعية عن هذا الواجب الفطري وحرمت طفلها من النمو العقلي والنفسي والعضوي السليم. وفي الوقت الذي نقول فيه ان (العلم نور) الا انه في مجال الرضاعة الطبيعية نجد انه ظلمة وتقاعس بالنسبة للمرأة. وفي الوقت الذي كانت فيه الامهات والجدات يحرصن على رضاعة ابنائهن حرصا شديدا نجد ان الامهات المتعلمات تراجعت لديهن اولوية الرضاعة الى آخر سلم اولوياتهن، وفي الوقت الذي لم توجه للامهات والجدات (الاميات) برامج اعلامية او توعوية نلاحظ ان مستشفيات الاطفال والولادة في المملكة تبذل جهدا كبيرا في اعداد البرامج والانشطة التوعوية لتشجيع المرأة على الرضاعة الطبيعية ويتضمن ذلك المرور اليومي على الامهات الوالدات، عدم صرف الحليب الصناعي للرضع الا بموافقة الطبيب ، تنظيم دورات تدريبية داخلية وخارجية للعاملين في المجال الصحي، محاضرات للامهات، عيادة ارشادية لحل المشكلات التي تصادف الامهات، توزيع نشرات تثقيفية وانشاء لجان صديقة للطفل بالمستشفيات. انظروا كم تبذل المستشفيات من جهد ومال لاقناع الام بأهمية وضرورة وفائدة الرضاعة الطبيعية بينما كانت الام (الامية) ترضع طفلها فطريا لانها كانت تعي ان ذلك واجبها وجزء اساسي من تكوينها العضوي والنفسي وطاعة لربها الذي امرها بفطامه بعد عامين من الرضاعة حرصا على صحة وسلامة ابناء المسلمين كما جاء في كتابه الكريم (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة..) البقرة 233. صحيح العلم نور والجهل انور في بعض الاحيان.