نقلت صحيفة الواشنطن بوست امس الثلاثاء عن دبلوماسيين ومسؤولين قولهم ان العديد من الحكومات الاجنبية تقاوم بشدة المساعي الاميركية للحصول على اموال لما تسميه اعادة بناء العراق. وتتزايد الضغوط على ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بسبب تزايد تكاليف الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة للعراق. وكان ممثل الاحتلال في العراق الحاكم المدني الاميركي بول بريمر قدر الاسبوع الماضي تكاليف ذلك الاحتلال بعشرات مليارات الدولارات. الا ان تفجير مقر الاممالمتحدة في بغداد في 19 اغسطس خفف الحماس لعقد مؤتمر الدول المانحة للعراق والذي من المقرر عقده في مدريد في اكتوبر حتى ان بعض مسؤولي الاممالمتحدة يتساءلون ما اذا كان يجب تأجيل المؤتمر حتى تستطيع المنظمة الدولية تعزيز فريقها في العراق، طبقا للمسؤولين. وقالت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة ترغب في عقد المؤتمر لانه مع تردد الحكومات الاجنبية في المساهمة في اعادة اعمار العراق فان عبء تلك العملية سيظل واقعا على كاهل دافعي الضرائب الاميركيين. وتعتبر فرنسا من اشد المعارضين للاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة للعراق وكذلك للجهود لتحمل تكاليفه الا ان دولا اخرى تقاوم دفع فاتورة ذلك الاحتلال، طبقا للصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اجنبي في نيويورك لم تكشف عن اسمه قوله ان تلك الدول تظهر ترددا مؤسفا ومخجلا كذلك. وقال ان العديد من الحكومات تتبنى منهج لننتظر ونر. واشار مسؤول في الاممالمتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه الى ان هناك درجة من عدم الارتياح بدخول معترك العراق مضيفا ان الهجوم الذي استهدف مقر الاممالمتحدة في بغداد ادى الى اعادة تقييم حول الدور الذي يجب ان تلعبه الاممالمتحدة. وصرح مسؤولون اميركيون للصحيفة بان واشنطن تضغط كذلك على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي عينه بريمر من اجل زيادة امكانية الحصول على تمويل خارجي. وقال مسؤول اميركي ان الفكرة هي ان يتم الاعتراف بحكومة عراقية بالسرعة الممكنة حتى يتم وضع الاساس للحصول على فرص اقراض باسرع وقت ممكن. الا ان مسؤولا في البنك الدولي صرح للصحيفة بأنه سيتم تأجيل وضع برنامج اقراض حتى تتواجد حكومة يمكن التعامل معها. وقال مسؤول اخر انه يجب ان يكون للسلطة العراقية سياسة اقتصادية صلبة وان تتمتع بالشرعية الدولية. واشتكى المشرع الاميركي جيم كولبي عضو لجنة الاعتمادات الفرعية في مجلس النواب الاميركي للصحيفة من ان ادارة بوش ليست صريحة بما فيه الكفاية حول المبالغ التي تحتاج اليها في العراق. واضاف لا اتوقع الحصول على الكثير من الاموال من المانحين الاجانب الذين لم يساهموا بشكل متواصل بالكثير من الاموال.