هذه حوارية جديدة من سلسلة (حوارات لقرن جديد) عالج فيها مفكران بارزان قضية الحداثة وما بعدها, رصدا فيها تغير النسق المعرفي المادي للحداثة, ففي حين ان الحداثة عمدت الى جعل الجوهر الإنساني في صالح الآلة والسوق والقوة, فان ما بعد الحداثة اختزلت ذلك الجوهر الى شيء احادي البعد (جسد وشهوة), الأمر الذي يستدعي تساؤلات عن مدى صدقية القيم التي بنتها الحداثة, وتحليلا لحالة الإفلاس التي تعانيها الفلسفة والحضارة التي قامت عليها, وهو ما قام به الباحثان مع تركيزهما على البديل الذي يمكن للثقافات المخالفة لمذهب الحداثة ان تقدمه في سياق الصراع الحضاري. وقد جاء الكتاب في قسمين, الأول منهما حوى بحثي الكاتبين عن الحداثة وما بعدها, حيث ركز بحث الدكتور عبدالوهاب المسيري على الفروقات ما بين المادية القديمة والجديدة, المعالم الفكرية لما بعد الحداثة ومصطلحاتها, كما رصد العلاقة بينها وبين الصهيونية والنظام العالمي الجديد. اما بحث الدكتور فتحي التريكي فقد فصل في مفهومي الحدث والهوية, وبحث في قضايا الحرية والعقل في ظل الحداثة وما بعدها, وأسهب في الحديث عن العولمة ومعضلة الثقافة. وكعادة هذه الحواريات عقب كل باحث على بحث الآخر،بما أثرى البحث وأرسى ارضية معرفية عن تحولات الفكر الحداثي لقرن جديد. الكتاب: الحداثة وما بعد الحداثة المؤلف: د. عبدالوهاب المسيري فتحي التريكي الناشر: دار الفكر دمشق. عدد الصفحات: 368