أفادت رايتشل إحدى بنات العالم القتيل ديفيد كيلي خبير الأسلحة الكيميائية والجرثومية البريطاني إنه كان قد وصف أحد النواب في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم قام باستجوابه قبل يومين من موته في 17 تموز / يوليو بأنه (نذل حقيقي). وقالت أمام قاضي التحقيق اللورد/ بريان هاتن الذي يتولى التحقيق في قضية مقتل أو انتحار الخبير الذي كان يعمل أخيرا مستشارا في وزارة الدفاع البريطانية: لقد قال لي بهدوء وببعض التأثر ان هذا الرجل نذل حقيقي، لكنها رفضت تحديد هوية النائب. واوضحت أمام لجنة التحقيق المكلفة توضيح ظروف موت والدها إنه لم ينزعج من الاسئلة التي طرحها عليه النائب المعني وانما من الطريقة التي طرحها بها. ويبدو ان النائب هو على الارجح النائب العمالي اندرو ماكينلاي الذي قسا على ديفيد كيلي خلال مثوله امام اللجنة البرلمانية. وبعد وفاة ديفيد كيلي اعتذر هذا النائب من عائلة الخبير البريطاني. وقد وجد كيلي (59 عاما) نفسه وسط مواجهة بين دوانينغ ستريت (مقر الحكومة) وبي بي سي (هيئة الاذاعة والتلفزيون) بعد التقرير الذي بث في 29 ايار / مايو وكان كيلي مصدر المعلومات الرئيسي فيه وقد اتهم حكومة توني بلير بانها ضخمت التهديد العراقي لتبرير الحرب على العراق. من جهتها، قالت أرملة الخبير القتيل إن زوجها شعر بأن الحكومة خذلته خلال الاسابيع التي سبقت موته. وأضافت جانيس (58 عاما) أرملة كيلي أنه فزع من الطريقة التي كان من الواضح أن المسؤولين سعوا بها الى تقويض مصداقيته عقب اعلان انه مصدر تقرير ال "بي بي سي". وقالت: إنه شعر بأنه خذل وتعرض للخيانة. وبسؤالها عمن شعر بخيانته له قالت: أعتقد انه كان يقصد وزارة الدفاع لأنهم هم الذين جعلوا اسمه يعرف للعامة. وكانت الحكومة قد غضبت من تقرير هيئة الاذاعة والتلفزيون وطالبتها بالكشف عن مصدرها ورفض المذيع الذي قابل كيلي الطلب لكن الخبير قام بإخبار رؤسائه بوزارة الدفاع انه يعتقد انه هو الذي قدم المعلومات للمذيع. ونتيجة لذلك استجوبته لجنة من السياسيين حول علاقته بالصحفيين. وبعد يومين من ذلك شوهد كيلي قتيلا في إحدى الغابات وكان وريد رسغ إحدى يديه مقطوعا. وقالت زوجته للجنة التحقيق أمس إن زوجها حصل على تأكيدات من كبار مسؤولي وزارة الدفاع بانه لن يعلن عن اسمه عندما يتعرض لهجوم. غير ان المكتب الصحفي لوزارة الدفاع أكد اسمه للصحفيين بعد عدة ايام. وأشارت جانيس الى أن زوجها الذي كان يعمل خبير أسلحة تابع للأمم المتحدة قد قام بعشرات الزيارات للعراق وبالرغم من ذلك وصفته وزارة الدفاع بأنه مسؤول متوسط الرتبة او مسؤول صغير. واضافت: إنه شعر بألم عميق، فقد تمت معاملته كذبابة، أعتقد أن هذه هي العبارة التي استخدمها. وقالت: إنه كان يتعذب خلال الايام التي سبقت واعقبت اذاعة استجوابه على أيدي لجنة برلمانية، لم أره تعيسا كما كان في ذلك الوقت. وكانت جانيس تتحدث عبر دائرة تلفزيونية للجنة التحقيق في دور محاكم العدل الملكية. وفيما يتعلق بصباح اليوم الذي انتحر فيه كيلي قالت أرملته: كنت متوعكة عدة مرات في هذه المرحلة لأنه كان يبدو يائسا وقد بدا ذاهلا ومكتئبا، أعتقد أنه كان كسير القلب.