القنوات (التجارية) من البديهي للمرء أن يتعرف على هويتها وسياستها دون مشاهدتها أو الاطلاع على أهدافها وسياستها العامة كقناة خاصة مهتمة بالاقتصاد والإعلانات التجارية، ولكن الغريب في الأمر هو أن تشاهد شعار واسم القناة (التجارية) مرتبط بالهز والرقص على أجمل الأغاني والمواويل العربية ، والأدهش من ذلك أن تشاهد الغزل وشريط ال( sms ) يتسارع في بث الأرقام الهاتفية كاملة ودون حذف بين المشاهدين العرب ، في سابقة تعد الثانية من نوعها فضائياً في أن يكون اسم قناة مخالف تماماً لما تقدمه من مواد إعلامية بعد أن تحول الشريط الإعلاني لقناة (العدالة) الكويتية في فترة من الفترات إلى طلبات زواج وتعارف بين الجنسين. يبدو أن آثار الأزمة الاقتصادية العالمية طالت مسؤولي القناة (التجارية) لكي تبعد هموم الاقتصاديين ورجال الأعمال العرب المتضررين من هبوط الأسهم العالمية والمحلية وانهيار الشركات الكبرى الأمريكية ،لتقدم لهم مادة ترفيهية تنسيهم أحزانهم مع رقصات الفتيات والأغاني العربية من كافة الألوان، وتعوض خسائرها المادية في عدم استطاعتها جذب الإعلانات التجارية من المسوقين والتجار ، ولتنسلخ من هدفها المنشور على موقعها الرسمي بالإنترنت (قناة التجارية باب مفتوح لبناء علاقات تجارية بين رجال الأعمال في كل العالم). المشاهد والناقد الإعلامي لن يلوم مسئولي القناة في سلوكهم ذلك الاتجاه (الهابط) ولكن دائرة المسؤولية تقع على عاتق الشركات المقدمة للخدمات الفضائية ك(نايل سات) التي تغض أعينها ومراقبتها لما تقدمه بعض القنوات من مخالفات صريحة لأدبيات المفهوم الإعلامي وتحديد الهوية ، فكيف تمت الموافقة على إطلاق مثل تلك القناة التجارية التي تاجرت بعقول مشاهديها من رجال ونساء ومراهقين وسماحها بالغزل و(الترقيم ) دون استحياء وخجل من الرأي العام وليصبح الإعلام العربي أضحوكة بين وسائل الإعلام العالمية. مسئولو هذه القناة في "دبي" مطالبين حالياً بتغيير مسمى قناتهم من (التجارية) إلى (التعارفية أو العاطفية) لتؤكد للعامة أهدافها الصريحة دون (كر وفر) ،والذي لا يمكن وروده كخطأ فني أو تقني بأن يكون اسم المغازل وبلده في وسط شاشتها وبرقم كامل .. فهل يا ترى ذلك الهدف الذي ترتمي إليه القناة في بنائها للعلاقات (التجارية) أو (العاطفية) بين الشعوب ورجال الأعمال !! .