عبدالله العسكر

ينوي الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف العودة للعمل السياسي بترشيح نفسه في الانتخابات الروسية القادمة, جورباتشوف الذي خرج من سدة الحكم في الاتحاد السوفيتي القديم خاسرا كل شيء القوة والعظمة والشعبية عندما رشح نفسه في الانتخابات امام يلتسين لم يحصل سوى على نصف في المائة من مجموع الأصوات وكأن الشعب الروسي يقول له اذهب الى غير رجعة فقد رحلت ورحل معك الاتحاد السوفيتي بكل ما فيه من قوة وجبروت وطغيان وعظمة فهل يصوت الشعب الروسي لجورباتشوف بعد مرور اكثر من اثني عشر عاما على زوال الامبراطورية السوفيتية...؟ لا اعتقد، وانا لو كنت روسيا لحاولت اقناعه بعدم التفكير في دخول الانتخابات مرة اخرى, فجورباتشوف لم تحل لعنته على الاتحاد السوفيتي فحسب بل على العالم الاسلامي الذي وجد نفسه بعد نهاية الحرب الباردة يصارع بلا اسلحة او قدرات خارقة للعادة كالتي كان يملكها جورباتشوف بآلياته وقنابله وقواته في مواجهة الولايات المتحدة التي لم تجد أمامها سوى الشرق الأوسط تصول وتجول فيه, عملاق يصارع لا شيء, ولا ندري عندما يود جورباتشوف العودة للكرملين ماذا سيفعل مرة اخرى هل سيبيع حق الفيتو الروسي ام هل سيمزق روسيا مرة اخرى الى دويلات يترأسها الرئيس الامريكي, ام ماذا سيفعل في حال استطاع الدخول للقصر الرئاسي مرة اخرى؟ لا احد يستطيع التكهن بذلك ولكن كم اتمنى ان ينالنا عطف فخامته ليوافق على بيعنا حق النقض الفيتو تكفيرا عن خطيئته لنصول ونجول في مجلس الأمن طالما ان الروس قد نسوا هذا الحق منذ أمد بعيد!