طالبت سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة الأردنية الهاشمية، عبر خطاب دبلوماسي رسمي، وزارة الخارجية العراقية بشأن حادث مقتل الطفلة تقى الجشي وملابساته، بفتح تحقيق موسع وعاجل فيه للوصول للجناة. وقال رئيس شؤون السعوديين في السفارة السعودية في الأردن صالح بديوي ل"اليوم": إن السفارة بعثت بخطاب للخارجية العراقية؛ لفتح تحقيق في الحادثة، ومعرفة تفاصيلها وملابساتها، مشيرا إلى أن توجيهات السفير السعودي لدى الأردن وغير المقيم في العراق فهد الزيد، نصت على تقديم كل الإمكانيات وتسهيل الاجراءات لنقل والدة الطفلة وابنتها المتوفاة إذا أرادت العائلة، تماشيا مع توجيهات حكومتنا الرشيدة، أن سلامة المواطن أولا وتوفير كل الامكانيات له. من جانبه، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، في تصريح خاص ل"اليوم"، أن نتائج التحقيق الأولية تشير إلى أن الاعتداء على الحافلة لم يكن هدفا للركاب من الجنسية السعودية، حيث إنه على الفور فتحت الجهات الأمنية في الوزارة تحقيقا موسعا حول الحادثة، وباهتمام مضاعف من جميع القيادات الأمنية، وعلى جميع المستويات؛ للوصول إلى الجناة. وألمح العميد معن إلى أن من ينفذ مثل تلك الاعتداءات هي جماعات تكفيرية، موضحا أن القوات الأمنية العراقية تخوض معركة ضدها، حيث إن هدفها لا يفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة أو رجل ولجميع الجنسيات، وحتى الأشقاء السعوديين الذين يقدمون إلى العراق بحكم الروابط الأسرية، أو العلاقات بين الجانبين يعتبرون ذلك جرائم ضد الانسانية. من جهة أخرى، وفي مشهد حزين، شيع أهالي عدد من المدن العراقية الطفلة تقى ماجد الجشي «5 سنوات» التي توفيت، الثلاثاء؛ جراء تعرضها لطلقة نارية في هجوم مسلح استهدف إحدى حافلات النقل الصغيرة أثناء عودتهم من مدينة سامراء. وسيطرت حالة من الحزن الشديد على المشيعين، وتم دفن جثمانها في مقبرة الغري بمدينة النجف، وسط مشاعر حزن وأسى. «اليوم» كانت على تواصل مع والدها ماجد الجشي في العراق، الذي يعيش حالة ذهول مستمرة وحزنا على فراق ابنته، وقال والدموع تعترض كلماته: "صغيرتي تقى رحلت بصمت دون وداع، رحلت مضرجة بدماء فجرّتها رصاصة مجهولة، كانت لا تزال تخطو خطواتها الصغيرة نحو الحياة، فكانت ضحكاتها تملأ أرجاء المكان، الذي باغتتها فيه الرصاصات الغادرة". ويروي الوالد المكلوم اللحظات الأخيرة التي رأى فيها طفلته، التي لقيت حتفها قبل سفرها مع والدتها، يتذكر أنها طارت فرحاً حينما أخبرتها والدتها بأنها ستصطحبها معها هذا العام إلى العراق، ولم تكن تدرك حينها بأن القدر كان ينتظرها هناك، وأنها لن تعود مجدداً لرؤية محيّا والداها ووجه اختها فرات. وأضاف: «تقى، الوجه البريء، الذي لا يعرف سوى الضحكة الرنانة، باتت حكاياتها مثل النجوم في ليلة ظلماء، كانت شمعة متقدّة لكل من عرفها في حجّ كل عام، إذ كانت تلازم والدتها كل عام في موسم الحج فأحبّها الجميع، كلّ من رآها أخبرنا كيف كانت، وما كانت أحاديثها وكيف كان جميل سلوكها وحسن طباعها التي أثرّت في كل من حولها، وكل من عرفها وكل من كان قد رآها أو سمع عنها». وبيّن أن تلك الرصاصة اخترقت الأجواء من قنّاصها المجهول، لتستقر في صدرها ففارت دماؤها من فمها، والدتها الثكلى كانت تريد أن تخبئ ابنتها في حنايا صدرها، ولكنها سقطت هي الأخرى إثر رصاصة استقرت في إحدى قدميها، فغادرت الطفلة الحياة على الفور وسط ضجيجهم وصراخهم.