الخطأ من طبع البشر (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) . ==1== من أين لنا طهر الملاك ==0== ==0==ومن ذا الذي لا يذنب من الذي يخط قط ==0== ==0==ومن له الحسنة فقط ؟ ==2== فبجانب الخطأ والزلل يود المرء الستر على نفسه فلا ينفضح امره ويهتك ستره لأن هتك الستر يعني الفضيحة والفضيحة تعني الخزي والعار والذل والصغار ومن عظيم نعمه الله على العباد ستره عليهم . فليتذكر كل منا هذه النعمة العظيمة ويسأل الله دوامها عليه وأن لا ينزعها منه. فكم من إنسان ترك دياره وخلف داره يوم انفضح عند الناس فما عادت أرض تقله ولا سماء تظله فآثر الرحيل . هذه النعمة نعمة الستر ولدوامها أسباب فما هي ؟ اولها : ستر المسلم على أخيه المسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة رواه مسلم . وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى (هو الله سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء ستير يحب الستر على عباده فمن سترهم ستره ومن صفح عنهم صفح عنه ومن تتبع عوراتهم تتبع عورته ومن هتكهم هتكه وفضحه ومن منعهم خيره منعه خيره .. فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه). ثانيا : من أسباب الستر عدم تتبع عورات المسلمين فبعض الناس يحلوله هذا الأمر فيتتبع عورات المسلمين يقول صلى الله عليه وسلم (يا معيشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ) . ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ==1== إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ==0== ==0==وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة امريء==0== ==0==فكلك عورات وللناس ألسن ==2== ثالثا : من أسباب الستر أيضا كف الغضب وضبط النفس إذ أن انفلات النفس وامضاء الغضب أمر يفعله كل الناس إلا من رحم الله لكن قليل من يصبر في مواقف الغضب ولذلك ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله (ومن كف غضبه ستر الله عورته ) . رابعا : ومن أسباب الستر كذلك عدم الرياء وحب السمعة لقوله صلى الله عليه وسلم (من سمع بعمله سمع الله به مسامع خلقه وصغره وحقره) . خامسا : اجتناب مواطن التهم والشبهات فهذه مسأله مهمة فبعض الناس يضع نفسه في مواطن التهم والشبهات فيتهم ويكون هو السبب في فضيحة نفسه لذلك جاء في الأثر من رمى نفسه في مواطن الشبهات فاتهم فلا يلومن إلا نفسه. فعلى المرء العاقل الذي يحرص على دينه وعرضه أن لا يعرض نفسه لذلك . ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في ذلك فحين كانت معه صفية زوجته رضي الله عنها ومر أحد الصحابه قال الرسول صلى الله عليه وسلم على رسلك (إنها صفية) الله أكبر أشرف الخلق يدرأ الشبهة عن نفسه وهو غني عن ذلك ولكنه درس للأمة. سادسا : ومن أسباب ستر الله لعبادة الاقلاع عن المعاصي وعدم اجتراح السيئات فإن الإنسان إذا غرق في بحار الآثام فضحته ذنوبه وسيئاته وبات على وجهه ومحياه فالمعصية ظلمة في القلب والوجه بعكس الطاعة . سابعا : الدعاء فما احوجنا إليه في جميع شئون حياتنا فعلى المرء أن يدعو ربه بالعفو والعافية ودوام الستر وعدم الفضيحة . وأخيراً : عدم المجاهرة بالمعاصي : فبعض الناس يستره ربه لكنه يفضح نفسه فإذا ما فعل فاحشة أشاعها عند أصحابه وكأنه حقق نصراً أو بنى مجداً. الله يسترك ويضع عليك كنفه لكنك تأبى إلا الفضيحة والعياذ بالله لذلك قال صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) . وقفه : كثير من ضعاف النفوس المريضة يستغلون خطأ أو زلل الغير كورقة ضغط عليهم لتحقيق مآربهم إما وإما فلا تلينوا ولا تقبلوا ولا تتنازلوا لهم وتوبوا إلى الله وارجعوا إليه . وليفعل ضعاف النفوس ما يشاؤون لأن الاستسلام لهم سيجر إلى ما هو أفظع منه طوال الحياة.