دشن فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أمس الأول الأربعاء أولى أمسيات الشعر الأمريكي، التي يقدمها الدكتور مبارك الخالدي تحت عنوان على مسرح الجمعية "بويتك بوبريPOETIC POTPOURRI"، والتي لمس منها الحاضرون اختلافًا في أساليب العرض والتقديم. وجاء في مقدمة الدكتور الخالدي التي قدّم فيها لفكرة سلسلة أمسياته بالقول: لم يكن اختيارنا للمفردة " potpourri" اسمًا أو وسمًا لهذه الأمسية اعتباطيًا جزافًا، إنما لاعتقادنا أنها الكلمة التي تقبض على الفكرة الجوهرية التي سينهض فوقها مشروع سلسلة أمسيات الشعر الأمريكي المعاصر، الذي يسعى فرع الجمعية إلى تنفيذه في موسمه الفني والثقافي الجديد. ويوضح الخالدي معنى الكلمة قائلًا: بوبري، يقول المعجم: إنه خليط من أزهار وأعشاب لتعطير الأمكنة. أما في تعريفنا إياها تنزاح الكلمة عن معناها القاموسي لتكون المفتاح لفهم واستكناه هذا المشروع وللتعبير عن طبيعته وأهدافه، ومجازًا تسحضر خليط الأزهار الحقيقية لتكون معادلًا موضوعيًا للقصائد الأزهار التي ننتقيها من حديقة الشعر الأمريكي الغناء. وهي من ناحية أخرى المفهوم الذي نهتدي على ضوئه إلى اختياراتنا. إن فحوى المفردة "بوبري" هو التعدد والمتعدد والتعددية المدلول عليه بالخليط، لتعكس التعددية العرقية والإثنية والثقافية للأدب الأمريكي وللشعر الأمريكي بوجه خاص. وقدمت الأمسية الأولى ترجمة نصوص مختارة لثلاث شاعرات من أصول وثقافات عرقية مختلفة، هُنَّ: ريتا دوف، جوي هارجو، وجول كلتشر، ويحتوي مشروع بويتك بوبري على ترجمات إلى العربية، مع قراءات باللغة الإنجليزية، ذكر الخالدي أنها حصيلة بحث وترجمة الخالدي في الشعر الأمريكي المعاصر، وسيتم تقديم المشروع في أمسيات متوالية شهرية خلال عام 2014م، يليها إصدار كتاب يضم النصوص الشعرية الإنجليزية والمترجمة إلى اللغة العربية مع قرص مدمج يحوي إطلالة على أهم العروض المصاحبة. وعرف الخالدي بالشاعرة الأولى وهي "ريتا دوف" المولودة عام 1952 بأنها شاعرة وقاصة وروائية ومحررة وأكاديمية وموسيقية وبارعة في الرقص الكلاسيكي، صدر لها سبعة دواوين أولها "المنزل الأصفر الذي على الزاوية" 1986، وآخرها "سوناتا مُلاتيكا" في عام 2009. وقرأ الخالدي من شعرها بمصاحبة عزف الفنان سلمان جهان على العود عددًا من القصائد منها "سود في ليلة سبت" التي جاء فيها: " ليس هذا مكانا لليلك، أو لشخص في رحلة إلى نفسه. الأرداف أرصدة هنا والليل مقصود أن يومض أحمر، برونزيا، ليمونيا في غضون كل انحناءة ودودة. الجمال، قبض عليه متلبسًا بالكذب، والحقيقة فركت إلى حدّ الوجع: هنا تحصل على ندمك كحق دستوري. إنه دائمًا ما لا نخافه، هو ما يحدث دائمًا". ثم عرف الخالدي بالشاعرة "جوي هارجو" بأنها شاعرة ومؤلفة وكاتبة سيناريو وموسيقية تعزف على آلة السكسفون. وتعد من الأسماء البارزة فيما يعرف بالموجة الثانية من نهضة المواطنين الأصليين "الهنود الحمر". فاز ديوانها 1990 "الحب المجنون والحرب" بجائزة الكتاب الأمريكي. وقرأ الخالدي للشاعرة عددًا من القصائد منها قصيدة "الاعتدال" التي جاء فيها: يجب أن أمتنع عن اقتحام القصة بالقوة لأني إن فعلت سأجد نفسي ونبوت حرب في يدي ودخان الحزن يترنح باتجاه الشمس، أمتك ميتة إلى جانبك. استمر في المشي ميتعدة رغم سرمديته. ومن كل نقطة دم ينبت أبناء وبنات أشجار، وجيل من الأحزان ومن الأغاني. كما عرف الخالدي بالشاعرة الثالثة، وهي جول كلتشر المولودة عام 1974، وهي مغنية وكاتبة وعازفة قيثارة ومنتجة وممثلة وتشتهر باسم جول، ترشحت لجائزة غرامي أربع مرات، تجاوز عدد ألبوماتها المباعة 27 مليون صدر لها عام 1998 ديوان "ليلة بدون درع".وقرأ الخالدي عددًا من قصائدها منها قصيدة "حصان بري" التي جاء فيها: أحبّ أن أسميك حصاني البري وأطعمك مريمية فضية أحب أن أرسم قصائدي بطين صحراوي اللسان بعرض ظهرك وأمتطيك بوحشية كالريح الجنوبية الحلوة حين تهبّ عبر كنتاكي البرية الخضراء. هذا وتخلل قراءة الشعر عرض لمقاطع من غناء الشاعر ومقاطع من إلقائهن للشعر، كما جابت خشبة المسرح غيمة من عطور متطايرة تستكمل مشهد هذه الأمسيات ذات الطابع الخاص.