القضايا الادبية التي تثار على الساحة من حين لآخر لتحرك الركود المر, ظاهرة طيبة اذا تناولها الحوار والفكر الجاد البناء, ولكنها في نفس الوقت داء يسهم في تفكيك البنية الادبية اذا اهملت واضيفت الى كم القضايا الاخرى المتراكمة. ان أي محاولة لاثارة هذه القضايا وطرحها على بساط البحث من جديد ليتناولها الحوار والفكر والنقد امر هام يثري الحركة الادبية الفاترة والدائرة في فلك المحاور الابداعية والنقدية الوافدة, ان قضية خطيرة تتمثل في اعادة النظر في التراث بمفهوم عصري واردة ولا تتحمل التأجيل والتغاضي, وان قضية بعث مذاهب نقدية ونظريات طواها الغرب من زمن طويل على الساحة امر من الخطورة, بمكان ولعل عودة الى تدقيق بعض المصطلحات واعادة طرحها بفهم وانتباه محترز ايضا من الاهمية. ان تنقية الساحة امر واجب وتنظيمها ضرورة ملحة وجرأة الطرح مهما بلغت قساوتها قدر لا مناص منه. ان مثل هذه الامور ستزيل لبسا كبيرا وخاصة في محيط النقد الادبي الذي يعج بالمصطلحات النقدية والمذاهب المتعددة. وهكذا تبدو الساحة متعطشة الى كل ما يحرك ركودها ويستكنه ابعادها وواقعها وتراثها ويحاول ترتيب مفرداتها على جميع المستويات وليس هذا جهدا قليلا ولا واحديا ولكنه عمل مضنى يحتاج الى التكاتف والحوار البناء, وليرم كل منكم بحجر! ولعل (الحجر) الذي رمى به الناقد (عبدالفتاح كيلطيو) في كتابه الذي نطرحه هنا (الادب والغرابة) - يحرك هذا الركود وان كان ما طرحه يندرج تحت مسمى (الدراسات البنيوية) - وليكن - ولكن التناول فيه من الجدة والتمكن ما يحملنا على الوقوف امامه ومناقشته ولعل ذلك يولد حوارا هاما يكون الكتاب مفتاحا له او قطرة هي ارهاصة الغيث الذي ننتظره جميعا. (ان نية الكاتب كما يقول د. عبدالكريم الخطيبي في تقديم الكتاب) ترمى الى تدقيق بعض المصطلحات: الادب, النوع, النص, تاريخ الادب, السرد.. وفعلا انه يعرف كل موضوعه من هذه الموضوعات بانتباه محترز.. وبطريقة تدريجية الا انه انتباه مصحوب بنوع من المكر النادر في مجال الادب فلكي يوجد هذا الاخير يتحتم عليه ان يكون (نقديا) أي انه يتمثل نظريات ومناهج التحليل, ومن وجهة ثانية يتحتم عليه ان يكون (ادبيا) وذلك باستبطان الاشكال الاستطيقية لتحليله عموما.. يجب علينا ان ننوه بداءة ان الكاتب قدم كتابه موزعا الى قسمين القسم الاول يهتم بتوضيح بعض الكلمات الاصطلاحية التي ذكرت من قبل والقسم الثاني يهتم بتحليل بعض المؤلفات الكلاسيكية اسرار البلاغة, مقامات الحريري, مقامات الزمخشري, ملحة الاعراب, حكاية السندباد, ونحن هنا سنقدم القسم الثاني حتى نترك مهلة هي من الاهمية بين قسمي الكتاب. النص الادبي: يبدأ الكاتب هذا القسم بتوضيح هذا المصطلح (النص الادبي) وهو بذلك لا يقدم سابقة ولكنه يحاول ان يقدم اضافة فتعريف (النص) و(الادب) شغل الكثير من الكتاب والنقاد فهناك على سبيل المثال سارتر في كتابه (وما الادب) و(نظرية الادب) رينيه ديلهك, اوستن وارين وهناك (النقد الحداثة) عبدالفتاح المسدي وغيرهم ولكنها محاولات تتناول اكثرها وظيفة الادب, او اثار النصوص الادبية دون ان تتناول بالتعريف او التدقيق في كلمة (الادب) ولا تعلن كما يقول (كليطيو) (عن الدوافع التي ادت بها الى اختيار نصوص معينة والى دراستها على اساس انها نصوص ادبية). من هذا المنطلق كانت محاولة الكتاب لتعريف (النص الادبي) فتعريف الشيء بداية الاحاطة به وقد قسم الكاتب تعريفه الى قسمين قدم في اولهما تعريفا لكلمة (النص) وفي الثاني تعريفا لكلمة (ادب). ما معنى النص؟ "اول ما نلاحظ ان كلاما ما لا يصير نصا الا داخل ثقافة معينة, فعملية تحديد النص ينبغى ان تحترم وجهة نظر المنتمين الى ثقافة خاصة ان نصا ما قد لا يعتبر نصا من طرف ثقافة اخرى". من هذا المدخل يقدم الكاتب محاولته في تعريف النص على اساس ان فكرة تكون الثقافة من مجموعة من النصوص حيث تكون علاقة النص بالثقافة كعلاقة اللانص, با للاثقافة: حيث يتمتع النص بخاصيات اضافية تعزله عن النص فالحكم والامثال لها صياغة تميزها عن غيرها من الاقوال التي تعتبر نصوصا, فللانص بها تنظيم لغوي ولا يستشف منه أي مدلول ثقافي اما النص فله مدلوله الثقافي الواجب الحفاظ عليه ويتم ذلك بالتدوين والتعليم وبالتالي بالتفسير او التوضيح فالتعليم يحقق هدف النص (حيث اللانص لا يفسر ولا يؤول ولا يحظى بأي اهتمام - بل لعل انعدام التفسير يشكل مقياسا كافيا لتعريف اللانص). الف ليلة وليلة لم تفسر لانها حسب وجهة نظر الثقافة الكلاسيكية لم تكن تعتبر نصا. ويضيف الكاتب الباحث الى النص تحديد النص نسبة الى قوله الى مؤلف معترف بقيمته (أي مؤلف يجوز ان تصدر عنه نصوص). وهذا يجعلنا نتفق مع الكاتب في كون الف ليلة وليلة ليست نصا لا من منطلق انعدام تفسيرها فقط ولكن من زاوية عدم نسبتها الى مؤلف بعينه وبهذا يمكن اضافتها الى (الموروث الشعبي) من وجهة نظرنا. ان شرط نسب النص الى مؤلف (وجوب تحقيق شروط دقيقة لا يمكن بدونها ان يصير شخص ما مؤلفا يعتد بكلامه). ويقدم لنا كليطيو بلماحية واعية ملاحظته التي استقاها من كتاب (وفيات الاعيان) لابن خلكان عن انعدام طفولة المؤلف الحجة. فابن خلكان (لا يهتم بالمؤلف الا عندما يلتقي هذا الاخير بشيوخه أي بحفاظ وخزنة النصوص) (فالمؤلف العصامي شيء يتصور) من هذا المنطلق يصبح المؤلف احد اعمدة الثقافة ويتبدل حتى اسمه الذي ينسى ويبدل باسم آخر (فمن هو ابو محمد القاسم بن علي بن محمد عثمان؟ انه الحريري ومن هو ابو القاسم محمود بن عمر انه الزمخشري فكأن المؤلف عندما يصبح حجة يولد من جديد). وهكذا يمنح للمؤلف قيمته, يمنح (كليطيو) لتعريف النص بعد ان كان تعريفا يضاف الى مجموع التعريفات التي تناولها الكثير من الادباء ومنها التفكير الاسلوبي والسياقي وغيرها. وننتقل من الكاتب مع تعريفه لكلمة (ادب) اذ يقول: اننا اليوم لا نكاد نستعملها بالمدلول الذي كان لها في الثقافة الكلاسيكية وانما نستعملها بمدلول كلمة litteratlure وفرق بين ان تقول (الادب) وبين ان تقول litteratlure والملاحظ اننا عندما نكتب تاريخ الادب العربي - وهذا شيء يشكل خطرا كبيرا - نكتبه انطلاقا من مدلول كلمة litteratlure أي اننا نسقط التصورات المعاصرة على ما الف في القرون السالفة. لهذا يحق لنا ان ندعو الى تاريخ للادب العربي يحترم جهد الامكان المدلول القديم ويبين التطورات التي مر بها. فالادب (بالمعنى القديم من وجهة نظر الكاتب يشكل نمطا خطابيا ينبغي التنقيب عن مكوناته البنيوية). وهذه نقطة جديرة بالمناقشة الحقة واقامة الحوار من حولها واعتقد ان هنا هام ويشكل منعطفا نحو تاريخ للادب العربي برؤية مختلفة قد نقول عنها جديدة ويقدم لنا (الباحث) مثالا لما تدل عليه الكلمة عند ابن المقفع على ما يجب التحلي به من الاخلاق والفضائل والتعامل مع الغير فالادب هنا صيغة تعليمية والنص هنا تغلب عليه صفة الامر والنهي, وايضا حكم (زهير) في معلقته اقرب الى الموعظة منها الى الشعر وكليلة ودمنة كذلك اقرب الى الموعظة منه الى القصة. الادب في هذا المجال له مدلول واحد رغم الانواع العديدة التي تندرج تحته. ويقدم الباحث بعد ذلك رؤية حول مفهوم كلمة litteratlure من حيث كونها حديثة الميلاد وتتبلور داخل مجموعة (يينا) التي كانت مكونة من كنوفاليس وشيليننغ والاخوان شليفل ويؤكد على اننا مازلنا ندور في فلك المفاهيم التي طرحتها هذه المجموعة مثل (الادب لا يقبل التفرقة بين الانواع ويرمي الى تحطيم الحدود) وان النص الادبي يجب بالاضافة الى التحرر من الانواع يسعى الى تضمين النظرية التي انتجته وغيرها من هذه الافكار. ويطرح (كليطيو) تساؤلا هاما هل يوجد تعريف بنيوي للنص الادبي.. أي تعريف يعتمد على بنية النص الادبي؟ والتعريف الذي ينقب عنه يجب ان يشمل جميع الانواع التي تعتبر ادبية أي يجب الا ينظر الى الانواع على حدة وانما الى النص الادبي كيفما كان نوعه. ويجب فوق ذلك ان يكون من الدقة بحيث لا ينطبق الا على الادب, بل ان هذا التعريف هو الذي سيجعلنا نقرر ما هو ادب وما هو ليس بادب؟ (وهذا السؤال قد طرحه البنيويون من قبل وساروا في الاجابة عليه مسارا واسعا ولكنهم اكتفوا بالنظر الى نظام البنية مع الاغفال لحركة الزمن التاريخي لتكون البنية واحيل القارئ هنا الى اكثر من مرجع للاستزادة والتوضيح في اعمال (رولان بارت) الكتابة في درجة الصفر, واعمال (تودروف) وخاصة كتابه ما هوى البنيوية؟ وهناك في معرفة النص للكاتبة (يمنى العيد) وغيرهم. وبعد كل هذا يقول (الباحث): ان التعريف الذي نود العثور عليه غير موجود ويقدم لنا ضمن التعريفات المتعددة التي طرحت تعريفين شائعين الاول (يرى في النص الادبي احالة على عالم اشياء وشخصيات واحداث خيالية) والثاني ينطقب من (الوظيفة الشعرية) التي ترى ان النص الادبي يتخير بتقييم الامكانيات اللغوية بحيث ان وظائف الكلام الاخرى تكاد تتدمى لتترك المجال لنظام من العلاقات الدقيقة بين عناصر النص وهي علاقات تتجلى في الوزن والجناس والطباق والمجاز وغيرها. والتعريفان محدودا الطابع اذ ينطبق الاول على بعض الاجناس الادبية كالمسرحية والرواية والثاني على بعضها الآخر كالشعر. ويحيلنا الباحث الى مقولة لرولان بارت (تعريف الادب يفشل في بناء موضوعه والاحاطة بهذا الموضوع بصفة مقنعة ولعل هذا الفشل يرجع الى الاصرار على دراسة الخطاب الادبي بمعزل عن الخطابات الاخرى). وهكذا تنتهي محاولة الباحث في تعريف النص الادبي لينتقل بنا الى تعريف آخر هو تصنيف الانواع. تصنيف الانواع: لعل الجهد الذي قام به كليطيو هنا والاجتهاد المطروح منه اكثر تحديدا عن سابقه بداية يقدم لنا ملاحظة من الاهمية بمكان وهي خصوصية افق الانتظار الذي يفتحه كل نوع ادبي بمعنى ان كل قارئ يطلع مثلا مجموعة من المآسي فانه ينتبه الى مجموعة العناصر التي تجمع بينها مما يجعله ينتظر ان يجد في أي مأساة اخرى نفس العناصر التي عرفها من قبل. فالنوع اذا يتكون من اشتراك مجموعة نصوص في طرح نفس العناصر. ويقسم العناصر الى اساسية وثانوية فافتقاد العناصر الثانوية في النص لا تسبب ضررا في انتمائه الى النوع عكس ما يسببه فقد العناصر الاساسية من اخراج النص من دائرة النوع. والنوع له اسم به يعرف ولكن عملية التسمية يعتريها احيانا بعض التردد وعندما تذكر نوعا من الانواع فاننا نستند الى نظرية في الانواع ولو ضمنا والنوع من هذا المنطلق يتحدد بما ليس واردا في الانواع الاخرى. والكلام عن الانواع يقودنا بالطبع الى التقسيم والتقسيم يحدو بالباحث ان يتعرض بايجاز عن كلام القدماء في النظم والنثر والجد والهزل. النثر يعني التشتت والتبعثر عكس النظم الذي يعني الترابط والتماسك والتفرقة كبنية على تشبيه الكلام بالدر فالنظم بمثابة الخيط الذي يجمع الدر وبالتالي كان الاهتمام به اكثر. وبعد الكلام عن الجد والهزل يقدم لنا الكاتب تصنيفا يقترحه. يعتمد على تحليل العلاقة التكلم بالنص ويعني كما يقول بمسألة اسناد الخطاب النص وبما يترتب عن الاسناد من انماط خطابية. والانماط الخطابية كما يقدمها لا تتعدى اربعة من وجهة نظره التي قدمها: 1- المتكلم يتحدث باسمه: الرسائل والخطب والعديد من الانواع الشعرية التقليدية. 2- المتكلم يروي لغيره: الحديث في كتب الاخبار. 3- المتكلم ينسب خطابا لنفسه لغيره. 4- المتكلم ينسب لغيره خطابا يكون هو منشئه. هنا حالتان: اما لا يفطن الى النسبة المزيفة فيدخل الخطاب ضمن النمط الثاني واما يفطن الى النسبة فيدخل الخطاب ضمن النمط الاول, وكمثال نذكر لامية العرب التي انشأها خلف الاحمر ونسبها الى الشنفري. ثلاث ملاحظات: 1- النمط يلم عدة انواع. 2- الخطاب الواحد يمكن ارجاعه الى نمطين, مثلا ويوم دخلت الخدر خدر عنيزه فقالت لك الويلات انك مرجلى كلام الشاعر من الصنف الاول, اما كلام حبيبته فمن الصنف الثاني (ان كان الامر يتعلق برواية) او من الصنف الرابع (ان كان الامر لا يتعلق بنسبة). 4- في الخطابات المندرجة ضمن الصنف الاول, ينبغي مراعاة حصة الخطاب العام الذي ينبع من (الحقل الثقافي) للتبسيط يمكن ارجاع الانماط الاربعة التي ذكرناها الى نمطين: أ - الخطاب الشخصي. ب - الخطاب المروي: 1- بدون نسبة. 2- بنسبة. ز- صحيحة. ب - زائفة. ج - خيالية. والى هنا ينتهي اقتراح كليطيو الذي تعمدت ان اورده كاملا لطرحه ايضا على بساط الحوار ليكون محورا من محاور النقاش يضاف الى سابقه وقد حاول ان يوضح التقسيم بتحليل لاحد جوانب المقامات. شخصيات المقامات يمكن ارجاعها الى صنفين: المتكلم ابو الفتح السكندري والمستمع عيسى بن هشام وكذلك بقية الشخصيات وعيسى بن هشام يلعب دورين في المقامة فهو يساهم في الاحداث السردية, وينقل كلام ابي الفتح مع الاشارة الى السياق الزمني والمكاني الذي قيل فيه. ويتساءل الكاتب لمن يتوجه بالخطاب؟ لمستمع من الدرجة الثانية يصير بدوره راويا هو الذي يقول: حدثنا عيسى بن هشام قال: ويلخص بعد ذلك الى ان المقامة تحقق ثلاثة مواقف خطابية: الموقف الاول يجمع ابا الفتح بعيسى بن هشام, والثاني يجمع هشام بمخاطب غير مسمى والثالث يجمع هذا الاخير بمخاطب جديد غير مسمى. وهذه الطريقة تذكرنا بالحديث الذي يقوم على الاسناد وينتهي بنا الباحث الى ان اشخاص الهمذاني من ورق أي انهم خياليون, وانهم بالعرض على الجدول الذي قدمه سابقا فسنجد انها تدخل ضمن: ب, 2, ج أي ضمن الخطاب المروي بنسبة خيالية. قواعد السرد: يشير هنا الباحث الى العلاقة التي تربط القائم بالسرد بقواعد السرد من جهة ومن جهة اخرى العلاقة التي تربط المتلقى بنفس القواعد. فالقائم بالسرد ينطلق من قواعد يتخذ منها موقفا بالاذعان او التمرد وكذلك المتلقي ينطلق من النص ليقرنه بما يعلم من نماذج سردية اذا سلمنا ان السرد كالسياسة والصدفة لعبة فانه يجب علينا ان نبحث القواعد التي يخضع لها. كانت هناك محاولات عديدة لابراز قواعد السرد من افلاطون الى هنري جيمس مرورا بالحريري وابن الخشاب وبدرو ولكن اغلب المتقدمين ادخلوا في حسابهم اعتبارات فلسفية او دينية او مدرسين تجعلهم يقفون من السرد موقف المناهض او المدافع او تجعلهم يعتنون بنوع معين فالتناول العلمي لقواعد السرد لا نلمسه بصفة جذرية الا منذ ان اصدر فلاديمير بروب دراسته عن الحكاية الفلكلورية مع العلم انه لم يكن يتوقع التطورات التي اسفر عنها كتابه. فقد كان كتاب فلاديمير محورا للاهتمام اذ تبين ان النموذج الذي قدمه يمكن ان يغطي انواعا اخرى. واصبح السرد بصفة عامة هو القضية وليست الانواع السردية. ويقدم لنا كليطيو ملحوظة هامة حسب معرفته ان هذا النوع من الدراسات لم يجد له صدى في العالم العربي يعني حسب ظروفه الثقافية الراهنة بالمضمون مما يجعل المناقشة تتركز اساسا حسب قول الكاتب على العلاقة بين الرواية والمجتمع وعلى الدور الذي يجب ان تلعبه الرواية في المجتمع اذ ذاك لا مفر من خوض الحرب الايديولوجية ومن تقييم الانتاج مما يجعل من الباحث ناقدا وينبه قائلا لا ينبغي ان يفهم من كلامي هذا انني بصدد الدفاع عن الشكلانية انني اسعى فقط الى التنبيه على المستويات المختلفة التي لابد من مراعاتها اثناء العملية النقدية والى العلاقة التي تربط بين هذه المستويات. ويقدم لنا بعد ذلك قطعة مبتورة من حكاية لشهرزاد في الف ليلة وليلة ليعرف من خلالها الحكاية تعريفا اوليا بكونها مجموعة من الاحداث او الافعال السردية تتوق الى نهاية وتنتظم في اطار ويشد افعالها رباط زمني منطقي. والرباط الزمني لا يشكل صعوبة ولكن ما يشكلها هو الرباط المنطقي الذي يشكل امام القائم بالسرد مدى ضيقه اذ يجب عليه الا يتصرف الا ضمن ثلاث قواعد على الاقل. @ لوحة