قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني ان الجزائر انتصرت من حيث الجوهر في الحرب التي مضى عليها عقد ضد الجماعات المسلحة ولم يبق منهم سوى جيوب صغيرة. وعصفت بالجزائر موجة من اعمال العنف بعد ان ألغت السلطات عام 1992 انتخابات عامة اوشك التيار الاسلامي المحافظ على الفوز بها. وتفيد التقديرات مقتل ما بين 100 و150 الفا مع استمرار اعمال العنف في السنوات اللاحقة. وقال زرهوني لرويترز على هامش احتفال رسمي لقد انتصرنا في الحرب لكنها لم تنته بعد. ما زالت هناك بضع مجموعات منعزلة تواصل الهجوم .. لكننا انتصرنا في الحرب. ودعا زرهوني كذلك لمزيد من التعاون بين الدول في مكافحة الجماعات المسلحة وهي الدعوة التي رددتها الجزائر على مدار اكثر من عقد. وتراجعت هجمات الجماعات المسلحة بشكل حاد في العامين الاخيرين. وقالت صحف محلية ان من المعتقد ان الشهر الماضي هو الاقل دموية منذ عام 1992. واعربت صحف محلية ودبلوماسيين مقيمين في الجزائر عن اعتقادهم انه لم يتبق من المسلحين الخارجين عن النظام سوى بضع مئات بعد ان بلغ عددهم نحو 25 الفا في اوائل التسعينات. وكان استئناف رحلات شركة اير فرانس للخطوط الجوية الفرنسية الى الجزائر في يونيو حزيران علامة على زيادة الاستقرار في البلاد. وكانت قد توقفت بعد عملية خطف دموية لطائرة تابعة للشركة على ايدي الجماعة الاسلامية المسلحة عام 1994. لكن قيام الجماعة السلفية للدعوة والقتال بخطف اكثر من 30 سائحا اوروبيا هذا العام في الصحراء الكبرى شكك في مدى النصر الذي حققته الحكومة في الحرب على المسلحين. والجماعة الاسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال هما الجماعتان المسلحتان اللتان ما زالتا تنشطان بعد ان رفضتا عفوا عرضه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 1999 مقابل القاء السلاح. اما الجيش الاسلامي للانقاذ المنبثق عن الجبهة الاسلامية للانقاذ وهي الحزب الذي كاد يفوز بانتخابات عام 1992 وصار محظورا الآن فقد قبل العفو.