لخص الدكتور يوسف عيسى بن حسن الصابري - مدير عام معهد التنمية الادارية بدولة الامارات نائب رئيس الاتحاد الدولي لمدارس ومعاهد الادارة لمنطقة الشرق الاوسط المشاكل التي يواجهها البحث الاداري في الوطن العربي من التجاهل وعدم توافر التمويل اللازم لهذه البحوث مشيراً إلى تواضع دخول الباحثين الاداريين كما ان طبيعة التعليم السائد في الوطن العربي أنه يستمد معلوماته من التراث الاوروبي الذي يختلف عن التراث العربي الاصيل. المناخ العام يقول د. يوسف يمكن تلخيص اهم هذه المشكلات في المناخ العام الذي يحيط بالبحوث الادارية التي تتأثر بالفعل بالظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي تحيط بها كما ان البيئة المحيطة لا تشجع على العمل العلمي او الابداع في شتى صوره وما لم تتحسن ظروف هذا المناخ ستمضى البحوث الادارية نحو تعميق وترسيخ الجهل والتخلف للواقع العربي. وثمة مشكلة اخرى هي طبيعة النظام التعليمي السائد حيث ان المرجعية الاساسية للجامعات العربية هي مرجعية للتراث الاوروبي والامريكي وتستمد معظم جامعاتنا العربية افكارها من فلسفات نشأت في بيئة مخالفة للخصائص الذاتية والتقاليد العربية كان من نتائجها ازدواجية الهوية العربية والاسلامية في النظام التعليمي كما ان طبيعة النظام التعليمي السائد لا تساعد على تطوير حركة البحوث الادارية خاصة البيروقراطية الادارية وكثرة الاعباء التدريبية والادارية على اعضاء هيئة التدريس اضافة إلى آلية نظم الترقية بالاضافة للاشكاليات المرتبطة بالجانب المالي وتمويل البحوث. العقول المنهجية وهناك مشاكل بخصوص الباحثين الاداريين العرب حيث نلاحظ عدم امتلاك العقلية المنهجية لدى بعض الباحثين وكيفية معالجتها للمشكلات المطروحة بالاضافة للتسرع في اتخاذ القرارات والنتائج الخاصة بأبحاثهم مما ينعكس بالسلب على طبيعة النشاط البحثي. وتعتبر دولة الامارات جزءا من العالم العربي يؤثر ويتأثر بما يدور فيه كما ان البحث العلمي الاداري في الوطن العربي لا يجد الاهمية المرجوة كما هو الحال في الدول المتقدمة مثل اوروبا وامريكا الا ان الوضع في الامارات يختلف قليلاً حيث تأتي الامارات في مقدمة القائمة على الدول العربية في مجال البحوث الادارية نتيجة توحيد ودعم مراكز البحوث الموجودة لديها ونطمح في الوصول لمستوى الدول المتقدمة كما ان دولة الامارات متقدمة في قضايا الادارة والاقتصاد والتجارة. ولدينا تواصل علمي واداري مع الكليات والمعاهد سواء في المملكة العربية السعودية او في مصر مما يثمر مناقشة القضايا المشتركة بين البلدين والخروج بنتائج مرضية. معايير الجودة واضاف:وهناك معايير جودة وتميز للبحوث الادارية التي تتطلب توفير مستوى مرتفع من التنظيم الفكري والنضج العقلي وعلى أساس وضع الفروض المناسبة والتأكد منها بالتجربة وتجميع البيانات وتحليلها ولذلك فان معايير التميز لا بد ان تفتقد إلى الدقة العلمية من خلال تنظيم سير العقل تنظيماً مرتبطاً بقواعد واصول يلتزم بها الباحث في طريقة نمو المعرفة وهذا بلا شك هو الاسلوب العلمي الذي يحدد فعالية التميز. كما يشترك في البحث العلمي توافر مشكلة محددة يحاول فيها ايجاد الحلول المناسبة بأسلوب علمي وفقاً لاختيار الباحث وبالاستناد إلى مجموعة من الحقائق القابلة للبرهان والتحليل. الصورة الكاملة وهناك معايير لابد من توافرها في البحث ومنها منهجية البحث حيث يتم من خلالها رسم المعالم التحليلية والتطبيقية بعد استكمال الجوانب النظرية واعطاء الصورة الكاملة عن طبيعة المشكلة وامكانية بلورتها كما ان اختيار مشكلة البحث من الموضوعات الاساسية وذلك لأن أي خطأ او سوء تقدير في اختيار الموضوع يؤدي إلى تضييع وقت الباحث وجهده. بالاضافة لضرورة توافر البيانات والمعلومات الدقيقة التي تساعد على الوصول لحلول موضوعية والعمل على تطويع البيانات وفقاً للفروض العلمية المعتمدة التي تفتح المجال لوضع الاستنتاجات. مطلوب اهتمام اكثر بالافكار البيئية