لا اريد في هذه الزاوية ان انصب من نفسي محاميا للدفاع عن شركة ارامكو السعودية فهي شركة كبيرة ولديها ادارة قانونية كاملة يعمل فيها جيش من المحامين كما ان لدى الشركة ادارة للعلاقات العامة قادرة على التعامل في مثل هذه الامور. ما اود ان اتطرق اليه هو تصريح ناري اطلقه المهندس عبدالرحمن بن صالح الربيعان مدير ادارة الاراضي والممتلكات في امانة مدينة الدمام ونشرته هذه الجريدة الغراء في عددها رقم 11008 الصادر يوم الثلاثاء 7 جمادى الآخرة 1424ه في هذا الملحق (اليوم الاقتصادي) بمانشيت عريض تحت عنوان (ارامكو تعطل منح اراضي المواطنين بالشرقية) وبعيدا عن مناقشة الاثارة التي قصدتها الجريدة من وراء ذلك اريد ان اركز على فحوى التصريح. فالمهندس الربيعان يقول ان الاراضي التي تحت يد الامانة محاطة من جميع الجهات فمن الشمال والشرق محجوزة لشركة ارامكو السعودية ومن الغرب والجنوب املاك لصالح عدة جهات حكومية بالاضافة لشركة ارامكو وهو هنا لم يسم تلك الجهات الحكومية لا ادري لماذا؟ ان هذا الكلام فيه تجن كبير على الواقع، فالاراضي التي تحيط بمدينة الدمام اوسع من ان تملكها جهات معينة او تدخلها ضمن محجوزاتها وحتى ان حصل ذلك فانه يدل على خلل ما، إذ كيف يصرح لجهات حكومية غير البلدية بتملك اراض حول المناطق السكنية؟ ان ارامكو السعودية نفسها تفك الحجر عن كثير من الاراضي اذا اقتضت المصلحة العامة ذلك ولم يكن في ذلك خطورة على السكان، هذا من جانب ومن جانب آخر نجد ان ارامكو السعودية تشكو هي الاخرى بانه لم يعد لديها اراض تمكنها من اقامة مخططات جديدة لمنح موظفيها اراضي سكنية ضمن برنامجها لتملك البيوت. ومن يعمل في ارامكو السعودية يعرف جيدا القائمة الطويلة للمنتظرين من الموظفين لمنح الشركة. اما قول سعادته (ان المساهمات العقارية في المنطقة الشرقية تعتبر ملكيات خاصة يحق لمالكيها التصرف بها وهذا دليل على النهضة العمرانية التي تشهدها المنطقة) فهو الآخر مجاف للواقع اذ كيف تظهر المساهمات العقارية بسرعة البرق وتصلها الخدمات كافة وتباع اراضيها بسعر الذهب ولا تستطيع الامانة توفير مخطط واحد للمنح؟ فانا مثلا اقيم في المنطقة الشرقية منذ مايزيد عن خمسة وعشرين عاما ولم اسمع عن مخطط جديد قدمته الامانة للمواطنين غير مخطط الجامعيين وهي منح صريحة اما مخطط ضاحية الملك فهد لذوي الدخل المحدود وهو المخطط الذي تفضلت به الامانة على المواطنين فما زال صحراء جرداء تعوي فيها الذئاب، بل وحتى الدفعة الثانية من اراضي الجامعيين في مدينة الدمام والتي املك أنا شخصيا ارضا فيها هي مخطط على الورق فقط اذ يكفي اني انا شخصيا لا اعرف موقع ارضي التي منحت اياها قبل مايزيد عن العشرين عاما على الطبيعة. ان العبرة ليس بالمنح فقط بل العبرة بان تقدم للمواطن منحة يستفيد منها ويستغلها في بناء مسكن له لا للمتاجرة بها من قبل بعض اصحاب المكاتب العقارية الذين يستغلون حاجة الناس. ان مثل هذه التصريحات النارية لا تسمن ولا تغني من جوع ويجب ان نترفع عنها اذ اننا صرنا نعيش في مجتمع واع لا تنطلي عليه مثل هذه الامور وقد اعجبني حقيقة رد المواطن حسن محمد القحطاني على تصريح مدير مكتب العمل بالشرقية ونشر في نفس الملحق الاقتصادي هذا الذي فند فيه ما ورد في تصريح سعادة مدير المكتب تحت عنوان (رفض التوظيف الصيفي ينعدم في الشرقية هذا العام). ان توخي الدقة واللجوء الى الشفافية والصراحة امر مطلوب من قبل المسئولين في جهات العمل كافة حكومية كانت او غير حكومية ذلك لان التورية وقلب الحقائق او التضليل وتعليق الاخطاء على شماعة الآخرين اصبحت من الامور المفضوحة الان (فالشمس لا تغطى بمنخل).