يتوقع خبراء ان تغزو أوروبا موجة شديدة الحرارة اذا تحققت التنبؤات الجوية الحالية، وقال اشر مينز من مركز تيندال لابحاث التغييرات الجوية ببريطانيا لا نستطيع الجزم بان زيادة وقوع الاحوال الجوية المتطرفة ترتبط بتنبؤات ارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية. وبينما يسترخي المصطافون الاوروبيون على الشواطئ تحت شمس لافحة الحرارة في أغسطس غير عادي قتلت الحرارة الشديدة وحرائق الغابات عشرات الناس في أوروبا وضرب الجفاف المزارعين من الاطلسي الى سيبيريا ، أعلنت البرتغال التي اصيبت بحرائق الغابات حالة الطوارئ. كما تعاني كندا وروسيا من حرائق مماثلة بسبب الحرارة والجفاف. في الصيف الماضي اجتاحت فيضانات مدمرة ألمانيا نسبها خبراء الى أحوال طقسية متطرفة متكررة حيث تزيد ظاهرة الاحتباس الحراري من تصاعد الغازات الى طبقات الجو العليا وبالتالي زيادة درجة حرارة الارض. وتقول اللجنة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية التي تعتمد على تقارير علمية من مختلف أنحاء العالم ان الجفاف والفيضانات ستكون أكثر حدوثا بسبب ارتفاع درجة حرارة الارض. وفي أحدث دراسة لها قالت اللجنة ان انبعاث الغازات التي تحبس الحرارة في طبقات الجو العليا وتخلق ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن ان ترفع متوسط درجات حرارة الكرة الارضية في المئة عام القادمة بين 4ر1 درجة مئوية الى 8ر5 درجة مئوية. وقالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية في تقرير الشهر الماضي بينما درجات حرارة الكرة الارضية تستمر في الارتفاع بسبب التغيرات المناخية فان الاحوال الجوية المتطرفة ربما تزيد وتصبح أشد وطأة، ولكن خبراء الاحوال المناخية بالمنظمة يقولون انه يستحيل التنبؤ بالطقس مقدما لاكثر من عشرة أيام ويحذرون من القفز الى نتائج بان العالم يشهد ارتفاعا في حرارة كوكب الارض. وقال كين ديفيدسون رئيس برنامج الاحوال المناخية بالمنظمة ليست لدينا أدلة كافية لنقول هذا الآن. نريد أكثر من حدث أو حدثين. مضيفا ان الصورة قد تتضح أكثر بحلول عام 2007 عندما تستكمل المنظمة تقييمها لاسباب وتأثير تغير الطقس. ولكن آخرين أكثر اقتناعا يقولون اننا نشهد بداية كابوس ارتفاع حرارة الكرة الارض الذي يعتقد خبراء البيئة انه سيسبب الجفاف والتصحر وارتفاع مستوى مياه البحار في العقود القادمة. واوضح اندي ييتمان المتحدث باسم مكتب الارصاد الجوية ببريطانيا لا نستطيع ان نعزو حدثا واحدا الى تغيير المناخ، ولكن كل أنماطنا تشير الى ان مثل هذا الامر سيكون أكثر تكرارا. مشيرا الي ان فصول صيف شديدة الحرارة مثل صيف 1995 التي كانت تحدث مرة كل قرن ستحدث مرتين كل ثلاث سنوات بحلول عام 2100. ولكن معلقين يتشككون في أن تغييرات مناخية يسببها الانسان ستحدث اطلاقا، ناهيك عن انها ستقع الان. واكد بيل أوكيف عضو مجلس ادارة معهد مارشال بواشنطن انه لا يوجد دليل على أن زيادة مقدارها 6ر0 درجة مئوية في حرارة الارض في القرن الماضي ستؤدي الى المزيد من الاحوال المناخية المتطرقة، وقال في غضون ما لا يقل عن 15 عاما حدثت ضجة بعد التنبؤ بتغيير مناخي ملموس تسببه الانشطة البشرية واستخدام الوقود الاحفوري واننا نواجه خطر نهاية العالم. وفي 1977 تنبأ مجلس العلوم القومي وهو لجنة حكومية للعلماء بحدوث عصر جليدي ، وأثر هذا التشكك في سياسة الولاياتالمتحدة المناخية التي انشقت عن بقية العالم عندما قرر الرئيس جورج بوش في 2001 الانسحاب من بروتوكول كيوتو للحد من الاحتباس الحراري.