حذّر عضو مجلس إدارة ومدير عام شركة أسمنت الشرقية الدكتور زامل المقرن من التوسع في قيام مشروعات جديدة في مجال أنتاج الأسمنت، دون النظر إلى الحاجة الفعلية للسوق. وقال أنه لابد أن يكون هناك مراجعات من قبل المسئولين في الدولة لاحتياجات السوق، بحيث تكون الموافقات النهائية مبنية على أسس ودراسات سليمة. وتوقع أن يؤدي قيام العدد المعلن من شركات الأسمنت بالسعودية وتنفيذها بطاقتها الإنتاجية المعلنة إلى فائض كبيراً جداً في الإنتاج ليس على مستوى المملكة فحسب وإنما على مستوي المنطقة ككل. كما أكد أن مشروع الشركة العربية اليمنية للأسمنت المحدودة لإنتاج وتسويق الأسمنت والكلنكر بأنواعه، والذي أسسته الشركة بالتعاون مع بعض رجال الأعمال السعوديين واليمنيين سيبدأ الإنتاج في أواخر العام الجاري في اليمن، وأن الشركة تعمل حالياً على تأسيس الشركة السعودية الأسبانية للخرسانة مسبقة الصنع والتي سينتهي العمل فيها قبل نهاية العام الجاري. وأشار المقرن إلى أن شركة أسمنت الشرقية تقوم الشركة باستمرار بتجاوز الطاقة التصميمية للمصنع عن طريق رفع كفاءة تشغيل الأفران سواء بزيادة ساعات تشغيلها أو بزيادة معدل إنتاجية الساعة الواحدة بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المواد الخام، لمواجهة الطلب المتزايد على الأسمنت في السوق المحلية. @ في البداية نود أن نسأل عن أبرز المشروعات الحالية والمستقبلية للشركة، ومدى نجاح إنتاج شركة أسمنت الشرقية في السوق المحلي؟ - لا يخفى على أحد أن من أهم وأبرز مهام وفلسفة الشركات المساهمة تقوم على جانبين، وعلى قدر كبير من الأهمية، ويتمثل الجانب الأول في زيادة معدل ربحية السهم، والجانب الأخر تنمية حقوق المساهمين عبر طريق الاستثمار الأفقي والرأسي للشركات المساهمة، ويكون ذلك عن طريق توسعة وتحديث وزيادة كفاءة التشغيل والطاقة الإنتاجية للمصانع القائمة أو المشاركة في إقامة مصانع لمنتجات جديدة أو شركات تتعلق بنشاط الشركة داخل أو خارج السعودية. ويسرني في هذا المقام أن أؤكد لجميع المساهمين أن إدارة الشركة تعمل على المستويين الأفقي والرأسي لتطوير الشركة ولديها الكثير من المشروعات الصناعية التي تهدف إلى تطوير الشركة وتنميتها، فقد قامت الشركة مؤخراً بإضافة خط ثالث للإنتاج بطاقة 3500طن في اليوم لترتفع الطاقة التصميمية لإنتاج الكلنكر إلى 3.300.000طن في العام بواقع (10.500) طن يومياً، كما أكملت الشركة تنفيذ برنامج شامل ومتكامل لتحديث جميع المنشاءات والتجهيزات الخاصة بصناعة الأسمنت بخطوط الإنتاج القائمة بالمصنع وزيادة طاقة الطحن والتخزين والتعبئة والمناولة وكفاءة التشغيل لتخفيض نفقات الصيانة وتكلفة الإنتاج، كما تقوم الشركة بتحديث محطة الكهرباء الحالية إضافة إلى قيام الشركة بالتعاون مع بعض رجال الأعمال السعوديين واليمنيين بتأسيس الشركة العربية اليمنية للأسمنت المحدودة لإنتاج وتسويق الأسمنت والكلنكر بأنواعه ومن المتوقع بمشيئة الله بدء إنتاج مصنعها في أواخر العام الجاري في اليمن، وتساهم الشركة في شركات مساهمة أخرى كشركة التصنيع وخدمات الطاقة والمجموعة السعودية للاستثمار الصناعي، وتعمل الشركة حالياً على تأسيس الشركة السعودية الأسبانية للخرسانة مسبقة الصنع والتي سينتهي العمل فيها قبل نهاية العام الجاري. @ وما ذا عن تسويق منتجات الشركة في السوق المحلي، وهل تواجه الشركة مشاكل أو معوقات في تسويق منتجاتها؟ - استطيع أن أؤكد لجميع عملاء ومساهمين الشركة أنها لا تواجه أية مشكلة في تسويق منتجها محليا أو خارجياً، ويتضح ذلك من خلال حجم المبيعات الذي حققته الشركة خلال الأعوام الماضية حيث حققت الشركة خلال العام 2007م مبيعات غير مسبوقة في تاريخ الشركة حيث بلغت كمية المبيعات ( 3.659.943) طنا، وذلك بسبب زيادة الإنتاج وزيادة حجم المبيعات الأمر الذي انعكس على العائد على السهم وربحية السهم الموزع لمساهمي الشركة، وقد حققت الشركة أرباحاً تشغيلية غير مسبوقة خلال عام 2007م بلغت 526مليون ريال مقارنة ب 437مليون ريال لعام 2006م أي بزيادة بلغت 20%. @ دشنت الشركة مؤخراً مكاتبها الرئيسية في مبناها الجديد، والذي يعتبر استثماراً عقارياً للشركة، بالإضافة لكونه مقراً لإدارة الشركة، فكم بلغت المبالغ التي استثمرتها الشركة في بناء وتشييد المبنى؟ - ضمن المشروعات التي حرصت الشركة على تنفيذها إنشاء مقر لإدارة الشركة على أن يكون المبنى إداريًا واستثمارياً وهو أحد المشروعات الناجحة للشركة، حيث أن المشروع روعي في تصميمه أن يسد احتياجات الشركة من المكاتب كمقر رئيسي لإدارتها، وكذلك تلبية الطلب على المكاتب التجارية في المنطقة الشرقية، ومعلما عمراني من معالم المنطقة يتناسب مع حجم الشركة، ويقع المبنى على طريق الملك فهد السريع (طريق الدمامالخبر السريع) ولقد بدأت فكرة هذا المشروع قبل عدة سنوات قامت الشركة خلالها بإجراء الدراسات اللازمة ثم طرح المشروع في مسابقة معمارية وشكلت لجنة لدراسة التصاميم المقدمة للشركة ويتكون المبنى من 17طابقاً على مساحة إجمالية قدرها 14ألف متر مربع وتم تأجير المساحات الغير مستغلة من قبل الشركة بالكامل ولله الحمد . ويعد مبنى أبراج أسمنت الشرقية حالياً احد المعالم الحضارية بالمنطقة الشرقية حيث يجمع بين الجمال المعماري وتوظيف المكان بشكل علمي مدروس وقد بلغت تكلفته (70) مليون ريال. @ هل هناك نية لرفع إنتاج طاقة مصنع الشركة في ظل المبيعات المتحققة خلال العام الماضي، والتي كانت غير مسبوقة في تاريخها، وكذلك بعد تزايد الطلب على الأسمنت؟ - الطاقة التصميمية للمصنع بلغت منذ بداية الإنتاج التجاري بالمصنع عامي 1985م بخطين لإنتاج الكلنكر بطاقة 3500طن في اليوم للخط الواحد وتم إضافة خط ثالث لإنتاج الكلنكر بطاقة 3500طن في اليوم ليصبح إنتاج الشركة يومياً بواقع 10.500طن أي ما يعادل 3.300.000طن من الكلنكر في العام، وتقوم الشركة بإستمرار بتجاوز الطاقة التصميمية للمصنع عن طريق رفع كفاءة تشغيل الأفران سواء بزيادة ساعات تشغيلها أو بزيادة معدل إنتاجية الساعة الواحدة بالإضافة إلى ترشيد استهلاك المواد الخام. @ كم يبلغ حجم الاستثمارات التي ضختها الشركة حالياً، وكم حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها في حالة التوسع؟ - تتطلب صناعة الأسمنت تكاليف عالية جداً نظراً لكثرة العمليات التي تدخل في هذه الصناعة إبتداءاً من عمليات التحجير بالمحاجر والتي تتطلب توفير عدد كبير من المعدات الثقيلة للتحجير والكسارات والشاحنات لنقل المواد الخام إلى المصنع كما إن معظم محاجر شركات الأسمنت تكون بعيدة عن موقع المصنع الأمر الذي يزيد من تكاليف الصناعة فضلا عن ضرورة توفر قطع الغيار والصيانة اللازمة للأفران الأمر الذي يجعل صناعة الأسمنت مكلفة للغاية ولا شك أنه في حالة التوسع سيحتاج الأمر إلى استثمار بمئات الملايين من الريالات وفق حجم وطاقة الإنتاج المستهدف. @ هل تعتقدون أن الإنتاج الحالي لشركات الأسمنت يكفي حاجة السوق المحلية؟ - يقدر إنتاج الأسمنت السعودية حاليا بحوالي 30مليون طن في العام والمعروف أن استهلاك الأسمنت كسلعة إستراتيجية يرتبط بالأنفاق العام للدولة لمشروعات البنية التحية مثل الطرق والجسور والنشاط الحكومي الخدمي للمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية وغيرها من الأنشطة فضلا عن النشاط العمراني والإنشائي للقطاع الخاص وتشهد السعودية ولله الحمد العديد من المشروعات الصناعية والحكومية العملاقة في كافة المجالات الأمر الذي انعكس على تزايد استهلاك الأسمنت بالبلاد، ويتضح ذلك من خلال الميزانية العامة التي أعلن عنها مؤخراً حيث ضمنت العديد من المشروعات الكبيرة وفي ظل توسعات مصانع الأسمنت الحالية والتي لم يتم الانتهاء من بعضها ومن المتوقع دخولها للسوق خلال العام الحالي بالإضافة للمصانع الجديدة التي بدء إنتاج البعض منها، ومن المتوقع دخول المتبقي منها خلال العام الجاري وبدخول هذه الطاقات للسوق سيكون هناك اكتفاء ذاتي محلي من الأسمنت وستتوفر كميات كبيرة للتصدير خارج المملكة. @ في ظل قيام صناعات جديدة في مجال الأسمنت وتزايد الطلب على المتخصصين في هذا المجال، هل أثر ذلك على توطين الوظائف في شركات الأسمنت؟ - لا شك أن المنافسة في سوق العمل أمر طبيعي وان الموظف يطمح دائماً للوضع الأفضل كما تعمل شركات الأسمنت وغيرها من الشركات التجارية أو الصناعية بالمحافظة على موظفيها المؤهلين والذين لديهم خبرات كبيرة في مجال الصناعة، ولهذا السبب تقوم الشركات الصناعية من وقت لآخر بإعلان حزمة من الحوافز التي تؤدي للمحافظة على الكوادر المؤهلة ودعمها، كما تعمل الشركات أيضا على تدريب موظفيها السعوديين في كافة المجالات من أجل سعودة وتوطين الوظائف مستقبلاً، ولاشك أنه في الآونة الأخيرة لوحظ اتساع سوق العمل الدولي وازدياد الطلب على العمالة الفنية الماهرة مما خلق نوع من الأزمة محليا في ظل المنافسة الشديدة على العمالة خارجيا. @ وما هي الخطط الموضوعة لسعودة الوظائف بالشركة وكم تبلغ نسبة السعوديين بالشركة؟ - تولى إدارة الشركة أهمية كبيرة لموضوع السعودة وتوظيف الشباب السعودي وتأهيله وتدريبه لتحمل مسئولياته الوطنية في إدارة هذه الشركة حالياً ومستقبلا إيمانا منها بضرورة العمل على توطين التقنية ومساعدة الشباب السعودي للاضطلاع بدوره المرتقب في نهضة هذه البلاد وتحمل مسئوليته تجاه وطنه في ضوء توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وقد حصلت الشركة على جائزة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة لجهودها المقدرة في مجال السعودة وتوظيف الشباب السعودي وفي هذا الصدد قامت الشركة بعقد اتفاقات تدريب مرتبط بالتوظيف مع صندوق الموارد البشرية لدعم وتوظيف الشباب السعودي في المجالات الإشرافية والإدارية والفنية وإحلالهم محل الموظفين الأجانب بعد اكتسابهم للخبرات والمهارات المطلوبة وتعد هذه الاتفاقيات التي تعقدها الشركة مع صندوق الموارد البشرية تكملة للبرنامج التدريبي المستمر بالشركة منذ عام 1990م وذلك بإلحاق خريجي كلية الهندسة والكليات التقنية والثانوية الصناعية والثانوية العامة القسم العلمي وتدريبهم في مركز التدريب بالمصنع والذي تقوم الشركة بتطويره وتحديثه بصورة مستمرة . وكانت الشركة قد عقدت الاتفاقية الثانية مع صندوق الموارد البشرية عام 2006م لتدريب 50مواطنا وقد أكمل منهم 40متدرباً فترة التدريب المقررة بنجاح وتم إلحاقهم كموظفين للعمل بالشركة كما تم الاتفاق خلال عام 2007مع صندوق الموارد البشرية لتدريب وتأهيل 100مواطن وقد تم إلحاق عدد 20مواطنا خلال عام 2007ليصل العدد الإجمالي للعاملين السعوديين بالشركة (371) موظفا حيث بلغت نسبة السعوديين 46.5% من أجمالي العاملين بالشركة، وجاري العمل على إكمال توظيف العدد المتفق عليه مع الصندوق خلال العام الجاري بمشيئة الله. ونظراً لموقع المصنع في منطقة بعيدة عن العمران نوعاً ما ولسعي الشركة لاستقطاب الشباب السعودي وتوفير كل ما من شأنه أن يساعد على استقرارهم قامت الشركة بإنشاء عمائر سكنية على ثلاث مراحل خلال الفترة من عام 2002م حتى عام 2007م بإجمالي عدد 144وحدة سكنية لإسكان الموظفين السعوديين وعائلاتهم بالمصنع نظراً لتزايد عددهم سنوياً، وتتكون الوحدة السكنية من خمس غرف مؤثثه بالكامل وتحتوي على كافة التجهيزات والكماليات لراحة ورفاهية العاملين. وإدارة الشركة لا تألوا جهداً في توفير كل ما يساعد على استقرار الشباب السعودي ويتضح ذلك من حجم الإنفاق الذي تصرفه الشركة لهذه الغاية. @ أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن منح عدد كبير من تراخيص شركات الأسمنت كما أعلن عن تأسيس البعض منها، هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث فائض في إنتاج الأسمنت في المستقبل؟ - لا شك أن الأسمنت سلعة إستراتيجية ويجب أن يتم توفرها بصورة تكفي لاحتياجات البلاد التنموية ولحاجة المواطنين نظراً لارتباطها بحاجة الإنسان للسكن ومع ذلك فإن مثل هذا العدد المعلن من شركات الأسمنت بالسعودية في حالة تنفيذها بطاقتها الإنتاجية المعلنة سيؤدي إلى فائض كبيراً جداً في الإنتاج ليس على مستوى المملكة فحسب وإنما على مستوي المنطقة ككل ويعتبر العدد المعلن اكبر عدد لشركات من نوع واحد يتم الإعلان عنها لممارسة نفس النشاط ولا شك أن الشركات المرخص لها ستقوم بإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لمصانعها قبل البدء في إجراءات التنفيذ، وأعتقد أنه لابد أن يكون هناك مراجعات من قبل المسئولين في الدولة لاحتياجات البلد بحيث تكون الموافقات النهائية مبنية على أسس ودراسات سليمة. @ هناك من يشكك في التكاليف العالية لتأسيس مصانع الأسمنت ويرى أن ارتفاع التكاليف مبالغ فيها؟ - لا أعتقد بوجود من يشكك في التكاليف العالية جداً لإنشاء مصنع للأسمنت أياً كانت طاقته الإنتاجية نظراً للمعدات الثقيلة المستخدمة في صناعة الأسمنت مثل معدات المحاجر والكسارات وصوامع التخزين والأفران والمطاحن وأجهزة التحكم ومحطات الكهرباء ومعالجة المياه، إضافة إلى تكاليف الصيانة وقطع الغيار فضلا عن العمالة الفنية المتخصصة لتشغيل وصيانة تلك الأجهزة والمعدات ودخول الشركات الصينية مؤخراً في مشروعات إنشاء الأسمنت أدى دون شك لانخفاض التكاليف. @ ناك اتهام لشركات الأسمنت أن مساهماتها في تطوير الصناعة لا تزال محدودة، وغياب البحث العلمي والتطوير؟ - ليس هذا اتهام لشركات الأسمنت فقط بل هي مشكلة حقيقية تواجه القطاع الصناعي في كل دول العالم النامي والفرق واضح بيننا وبين الدول الصناعية الكبرى في هذا المجال ومع ذلك لم تدخر الشركة وسعاً في سبيل تطوير البحث التطبيقي فقد كانت سباقه للتعاون مع بعض المؤسسات البحثية كمعهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ويجب أن يكون هناك توجه واهتمام حكومي أولاً تجاه التطوير والبحث العلمي ومن ثم تقوم الدولة بدفع القطاع الخاص بالاتجاه نحو إعطاء هذا الجانب الأهمية اللازمة. @ شهدت السوق ارتفاعات كبيرة لأسعار الأسمنت ما هي الأسباب، وهل تتوقعون عودتها في القريب العاجل إلى أسعارها السابقة؟ - سوق الأسمنت وكغيره من السلع يخضع لقانون العرض والطلب وكما ذكرت سابقا فإن دخول التوسعات الجديدة للشركات القائمة ودخول إنتاج الشركات الجديدة إلى السوق المحلي كفيل بالمحافظة على أسعار الأسمنت.