وصف عدد من المسؤولين بالرياض الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بمناسبة موافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على اقامة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بانها جاءت لتؤكد للجميع فتح آفاق أوسع وأشمل للحوار والتعبير في هذا الوطن بين كافة أبنائه بمختلف فئاتهم وشرائحهم خاصة في تلك الظروف الحالية التي تحتاج فيها الى لم الشمل والالتفاف جميعا لمواجهة طيور الظلام وخفافيش الليل التي ترغب في النيل من وحدة هذا الكيان الكبير.. ووصفوا ان إنشاء المركز جاء في وقته ليؤكد للعالم كله نظرتنا الواعية للحوار والانفتاح على الآخر.. منهجية الحوار ففي البداية قال فيصل بن معمر وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية: تحقيقا لتطلعات بناء البلاد حرص ولاة الأمر حفظهم الله على الاستجابة لما تحتاجه بلادنا من تنمية فكرية تساهم إن شاء الله في ترسيخ وحدة هذا الوطن. ومركز الملك عبدالعزيز وما يحمله من اسم للملك عبدالعزيز غفر الله له وطيب ثراه سيكون قناة هامة ليتفاعل الجميع مع الحوارات والنقاشات التي سوف تحصل في وقتنا الحالي لأجل البحث عما يحقق مصلحة ديننا ثم وطننا ان شاء الله كما سيكون للمركز أهمية كبيرة في تنظيم منهجية الحوار داخل المملكة. ونتمنى ان يحقق هذا القرار الراشد الأهداف التي رسمها سمو ولي العهد رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كما نأمل ان تساهم مكتبة الملك عبدالعزيز فيما أوكل لها من مهام في تطوير المركز ودعمه دينيا وثقافيا وعلميا واقتصاديا واجتماعيا. الطريق الصحيح وقال الدكتور عبدالإله بن سعد بن سعيد الاستاذ المشارك بقسم الاجتماع بجامعة الملك سعود: بدون شك مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يعتبر خطوة إيجابية ممتازة جاءت في الاتجاه الصحيح, وتولدت هذه الفكرة بلا شك نتيجة للأوضاع المتغيرة في اتجاهات الناس نحو المسائل الدينية والفكرية والاجتماعية في الآونة الأخيرة. وفي الحقيقة ان عدم ثبات وجهة واحدة تنطلق من منهج السلف الصالح الذي يحث على الاعتدال والوسط وعدم التطرف في كل الأمور يؤدي الى اشتداد الأمور وزعزعة الأفكار. لا جدال ان وجود هذا المركز سوف يفتح المجال للحوار الهادف البناء من أجل الوصول الى الحقيقة في الحوار دائما وأبدا, كما ان الأسلوب الأمثل لحل ما يواجه الفرد من آراء وأفكار جديدة عليه يتطلب مناقشة مع الآخرين من أهل العلم والرأي والحكمة حتى يصل الفرد الى الطريق الصحيح. ان الإنسان عندما يعيش في عزلة فانه يتصور دائما ان ما تمليه أفكاره عليه هو الصحيح مما يجعله يتصرف تصرفا يضر بنفسه وبالآخرين. وقال: ان معظم الدول المتقدمة والنامية لا يمكن ان تصل الى الحقيقة إلا بعد الحوار والمناقشة والوضوح. ولكن هذا الحوار وهذه المناقشة وهذا الوضوح يجب ان يبنى على منهج وأسلوب السلف الصالح وعلى الشريعة الإسلامية التي دائما تسعى الى مصلحة الإنسان في دنياه وآخرته. الهجمة الصهيونية وقال الدكتور سليمان بن عبدالعزيز العقيل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود: يعد الحوار الوطني في هذا الظرف الزماني بالنسبة للمجتمع السعودي هاما جدا وذلك لمجموعة من الأسباب منها: * الظرف الدولي الذي يمر به العالم تحت ما يسمى النظام العالمي الجديد. * الهجمة الصهيونية الصليبية الشرسة على المجتمع السعودي. * العداء من قبل بعض الفئات الاجتماعية التي لم تستوعب مجريات الأحداث او لم يكن لديها سعة أفق (الإرهابيون). * التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي يمر بها المجتمع السعودي جراء نتائج خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية. * الانفتاح المجتمعي على المجتمعات والثقافات الأخرى عبر وسائل الإعلام مثل (الانترنت الفضائيات) وغيرها. * أكثر من نصف سكان المملكة العربية السعودية دون العشرين من أعمارهم مما لا يتيح لهم معرفة توحيد السعودية. * هناك أسباب أخرى تتعلق بالأمن والاجتماع والاقتصاد. هذه الأسباب وغيرها تجعل ان هناك حتمية لوجود حوار وطني تتفق عليه الفعاليات الثقافية والدينية والسياسية على شكل مستقبل المجتمع السعودي وكيفية تناولها القضايا المطروحة في الواقع. واذا نظرنا الى تاريخ المجتمع السعودي نجد ان الملك عبدالعزيز وأبناءه سعود وفيصل وخالد رحمهم الله حكام المملكة العربية السعودية كانوا يهتمون بالحوار الوطني من خلال المجالس المفتوحة ومن خلال الاتصال المباشر بين قيادات المجتمع بشكل عام في لقاء اسبوعي يضم الملك ومن يحضر لديه, وكان هذا اللقاء شبيها بالمنتديات التي تعرف بها الموضوعات التي تهم الوطن في حاضره ومستقبله. الثوابت قائمة أما فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم بن ناصر الحمود الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال: ان سياسة المملكة لم تكن في يوم من الأيام سياسة استبداد وتعصب. وذلك بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي تنعم بها البلاد على يد ولاة أمرها وقادتها من لدن الملك عبدالعزيز رحمه الله ولا تزال ثوابتها قائمة وسياستها رشيدة والحمد لله الى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وكافة الأسرة المالكة حفظهم الله - من كل سوء ومكروه. وتأتي هذه المبادرة الطيبة من لدن خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بالموافقة على إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مدينة الرياض لتجسد للناس كافة وللشعب السعودي خاصة ما يتميز به الحكم في بلاد الحرمين الشريفين (المملكة العربية السعودية) من فتح باب الحوار على مصراعيه من أجل تحقيق المصلحة العامة لكل مواطن فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (الدين النصيحة. قلنا لمن يارسول الله. قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). فالتعاون على البر والتقوى أساس متين بنيت عليه السياسة السعودية, وهذا يتطلب من كل مواطن ان يكون مخلصا لوطنه يحب له ما يحب لنفسه فهو الظل الذي يستظل به والحصن المنيع الذي يركن اليه ويعيش فوق أرضه وتحت سمائه آمنا مطمئنا فحب الوطن من الإيمان. وهذا الحدث التاريخي يتيح المجال أمام المثقفين والمفكرين من أبناء الشعب السعودي ألا يبخلوا على وطنهم بآرائهم ومقترحاتهم السديدة في جو تسوده المحبة والألفة بعيدا عن الشقاق والنزاع, مع سلامة المقصد, وهذه السياسة الحكيمة لا تستغرب على هذا الوطن الغالي, الذي ينشد المصلحة لأبناء شعبه ويدفع عنهم كل أسباب العنف والابتزاز, ويدلهم على طريق الحياة الآمنة المطمئنة المعتدلة البعيدة عن الغلو والتطرف والإرهاب. ولقد سر الشعب السعودي قاطبة بهذا النبأ الذي يحمل في طياته البشارة بالسعي دوما لما يحقق رفاهية هذا الشعب وأمنه واستقراره. وأرجو من أصحاب العقول السليمة النيرة والفكر السديد والنظرة الفاحصة ألا يبخلوا على هذا المركز بتجاربهم في الحياة فان الوطن وطن الجميع وصلاحه من صلاحهم, وولاة الأمر وفقهم الله يرحبون بكل رأي سديد من شأنه ان يزيد من ترابط هذا الوطن ووحدته وجمع كلمته. وسيكون لهذا المركز بإذن الله اثر فاعل في القضاء على الأفكار المنحرفة وبيان الحق وإبطال الباطل. وقد تضمنت كلمة ولي العهد الأمير عبدالله وفقه الله بهذه المناسبة الإشادة بهذا المركز وهذه المبادرة السامية الكريمة. كما وعد حفظه الله بدعم هذا المركز بالكفاءات الوطنية وتسهيل مهامهم لكي تتم أعماله على أكمل وجه ويحقق الأهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها. 9 أهداف وقال بدر بن أحمد كريم عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة الثقافية والإعلامية بالمجلس: يعد إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ثمرة من ثمار حوار وطني استهدف تأصيل الوحدة الوطنية, والضرب على أيدي من يحاول تفتيتها, والأخذ بعقول وأفكار من يدركون أهمية حوار بين مواطنين من أجل الوطن, وليرحم الله (عبدالعزيز) فقد ترك وطنا يحسن بكل مواطن منا ان يعض عليه بالنواجذ, وان يكون شغله الشاغل, وان يحميه من كل فكر ضال منحرف, ومن أي فرد يسعى خائبا ان شاء الله الى زرع الضغينة والشحناء, والأحقاد بين أفراده. قرر الملك فهد وأعلن أخوه الأمير عبدالله ان يكون هناك مركز للحوار الوطني أهدافه: مواصلة الحوار, والإسهام في إيجاد قناة للتعبير المسؤول, ومحاربة التعصب, والغلو, والتطرف, وإيجاد مناخ نقي, تنطلق منه المواقف الحكيمة, والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر والإرهابي. تسعة أهداف للمركز اضحت معلنة وفي ظلها يعمل مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني, مستخدما كل من ينضوي في إطاره, القول بالحكمة والموعظة الحسنة لتطوير أوضاع المجتمع والمراجعة الفكرية العقلية لما آلت اليه الأمور, والإجابة عن أسئلة واردة في هذه الحالة: ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ولماذا حدث؟ ومن وراء ما حدث؟ عرف عن المجتمع السعودي انه لا يخضع لأفكار منحرفة, وكم تعرض هذا المجتمع لأفكار من هذا النوع, ولكنه خرج منتصرا بتوفيق الله, فقد حمى الله هذا البلد, فاطعم اهله من جوع وآمنهم من خوف, وسينتصر بمشيئة الله هذا البلد من أي فئة ضالة, او احداث مستنكرة عليه لانه يعرف طريق الحفاظ على الوحدة الوطنية, وسبل تعزيزها وسيادة النظام. أتمنى ان يخرج المركز على النحو الذي خطط له, وان يحقق الأهداف المتوخاة منه, وان نعمل جميعا من خلاله على كل ما يحقق أمن الوطن وأمانه ورخاءه ورفاهه, بفضل العقيدة الإسلامية, ثم بفضل التمسك بوحدة هذا الوطن, والإيمان بالمساواة ين أبنائه, والاقتناع بأن أي حوار مثمر لا بد ان ينطلق من هاتين الركيزتين. بيد اننا نود ألا يكون هذا المركز جهة ادارية بحتة تمارس انشطة روتينية تقليدية بل ينبغي ان يتمتع المركز بالمرونة والحركية والنشاط والتجدد والتطور والنظرة الثاقبة والاحتواء الكبير لكل صاحب عطاء مميز او مشاركة منتجة او فكر رصين. لذا فاننا نرجو ألا يكون المركز نتاج مرحلة مؤقتة او طارئة, وانما منارة اشعاع وهداية ودلالة وإرث للأجيال القادمة, كما هو مرتجى ومؤمل من قيادتنا الرشيدة. وبهذه المناسبة فينبغي ان نثمن الجهود الخيرة من رجالات الدولة واساتذة الجامعات والباحثين المخلصين على مشاركتهم وتوصياتهم التي كانت نواة هذا المركز المبارك. ان الحوار بشكل عام مطلب فطري وقضية دينية ومن يقرأ القرآن الكريم, ويستعرض الأحاديث النبوية ويتأمل أحداث السيرة النبوية ومواقف الصحابة والسلف الصالح يجد ان الحوار كان أساسا ومقياسا ووسيلة فاعلة في الحياة وقضايا المجتمع الرئيسية. ختاما فاننا نرجو من المركز ان يهتم أكثر بمحاورة القضايا المصيرية ومناقشة الأفكار الهدامة وتصحيح الآراء المغلوطة وتوجيه الناشئة الى العقيدة السليمة الصحيحة وغرس الثوابت في النفوس والقلوب من أجل جيل واع مثقف قادر على مواجهة الصعاب واضح الرؤى, سليم المعتقد خالص النوايا, ثابت الخطى. مشاركة فاعلة وقال الدكتور زيد بن محمد الرماني مستشار اقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: لقد سعدنا جميعا وخصوصا نحن المثقفين بما سمعناه في الكلمة التوجيهية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز, حين اعلن موافقة خادم الحرمين الشريفين على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مدينة الرياض. ولا شك في ان هذه الخطوة المباركة من القيادة الرشيدة تعد لبنة أساسية في سبيل مشاركة فاعلة من القطاعات المختلفة للدولة جنبا الى جنب مع شرائح المجتمع المتنوعة. وفي اعتقادي الخاص ان ما يرتجى من هذا المركز ان يكون حلقة وصل الدولة بالمجتمع قيادة وشعبا وان يكون كذلك حلقة اتصال بين المثقفين في انحاء البلاد المترامية الأطراف. ولا شك في ان المركز سيكون نموذجا لمراكز مماثلة في مناطق أخرى من بلدنا العزيز, ليوصل رسالته الفكرية الى جميع أفراد المجتمع. ومن هنا فاننا نتطلع الى ان يكون المركز بوتقة تنصهر في داخلها المشاركات الفاعلة والعطاءات الجادة والأفكار النيرة والمبادرات النبيلة. مواجهة المستجدات أما الدكتور/ خليل بن عبدالله الخليل - الاكاديمي والكاتب المعروف فقال: ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - يحفظه الله - للمواطنين بنفسه من صدور الموافقة السامية الكريمة على إنشاء مركز وطني دائم للحوار إنجاز من إنجازات المملكة، وخطوة موفقة لمواجهة المستجدات الراهنة. وكما جاء في خطاب سمو ولي العهد من أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الجديد أسلوب بناء من أساليب الحياة في المملكة و (قناة) للتعبير المسؤول، وإن الحوار المنشود يقوم على الدين الحنيف والوحدة الوطنية والمساواة بين افراد الشعب. إن المملكة تواجه أزمات متعددة، وسمعتها في الخارج انعكاس لما هي عليه في الداخل، وما سعى اليه سمو ولي العهد من (مواجهة) لتلك الأزمات إنما هو تجسيد لما عليه القيادة السياسية السعودية طيلة تاريخها والتي تعاهدت على مر العقود على الحفاظ على المكتسبات وخدمة المقدسات ودعم العرب والمسلمين. لقد حقق سمو ولي العهد - حفظه الله - برعايته للحوار الوطني الأول الذي عقد قبل شهرين في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض، وبما أعلن عن إنشاء مركز وطني للحوار الدائم ما يحتاجه الوطن وما يرغب فيه المثقفون والمستنيرون والمختصون الذين يستشعرون الحاجة الماسة للإنفتاح والتسامح والتفاهم والتحاور والتواصل من خلال قنوات سليمة واضحة تقوم على قدم المساواة بين المواطنين رجالا ونساء، بدون إعطاء القداسة للخصوصيات الهشة والمصنعة والمؤقتة.. مع الحفاظ على الثوابت القويمة التي لا يختص بتحديدها ولا احتكارها أحد لأسباب تاريخية أو وهمية، لقد اختارت الدولة أن تكون دولة حديثة لا أن تكون دولة أيدلوجيا ضيقة، دولة تساوي بين شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها، دولة تتبنى الحوار بحرية وشفافية، دولة تسمح للمواطن من أي منطقة أو مدينة أو قرية أو محلة بأن يكون شريكا في صناعة القرارات المصيرية.. من أجل استقرار الوطن ووحدته وازدهاره وقوته ومنعته. سمو ولي العهد في حديث مع احد المشاركين في المؤتمر