كشف باحثون في جامعة دوك الأمريكية مؤخرا عن إثبات جديد لمدى تأثير غذاء الأم في صحة أطفالها ومظهرهم وحيويتهم0 فقد تمكن هؤلاء الباحثون من تغيير لون فراء صغار الفئران بطريقة بسيطة جدا من خلال إطعام أمهاتها أربعة مكملات غذائية رئيسية قبل الحمل وخلاله كما ساعدت هذه المكملات في تقليل حساسية الأجيال الجديدة للإصابة بالبدانة وداء السكري والأورام السرطانية0 وقام الباحثون بإعطاء بعض الفئران الحوامل مكملات غذائية تحتوى على فيتامين ب 12 وحمض الفوليك والكولين والبيتان فأنجبت جميعها صغارا بفراء بنى اللون بينما أنجبت الحيوانات التي لم تعط تلك المكملات فئرانا بفراء أصفر0 وأظهرت التحليلات أن المغذيات الإضافية سببت تغير لون الفراء من خلال تقليلها لنشاط جين معين يسمى اجوتى إذ لم تغير هذه المكملات بنية الجين نفسه ولكنها نشطت عملية إضافة مركب الميثل للحمض النووي دى أن ايه المكون للمادة الوراثية التي تضعف عمله0 ويعتقد الباحثون أن نفس العملية تؤثر على عشرات الجينات الأخرى التي تجعل البشر والحيوانات حساسين للإصابات السرطانية والبدانة والسكري وحتى مرض التوحد النفسى00 لافتين النظر إلى أن هذه الدراسة توضح التأثير المبكر للعوامل البيئية على تغير ترجمة الجينات دون إحداث طفرات فيه أو الإخلال ببنيته الوراثية0 وقال الباحثون أن أهمية هذه النتائج كبيرة للبشر لان عملية إضافة الميثل تحدث تغيرا كثيرا في الجينوم البشرى00 لافتين النظر إلى أن بالإمكان إحداث تغيرات في مثل هذه العملية أثناء وجود الإنسان في الرحم وفى مراحل تطوره الاولى0 وأشار العلماء إلى أن الظروف البيئية التي تؤثر على هذه المنافذ في مراحل التطور المبكرة قد تسبب تغيرات تنموية تبقى مدى الحياة بعضها مفيد والآخر حتمي ومصيرى0 ونبه هؤلاء الباحثون إلى أن من الممكن أن تحدث نفس هذه التغيرات في الحيوانات المنوية أو البويضات النامية في صغار الفئران وعندها يصبح بالإمكان انتقالها للأجيال لتغدو تغيرا دائما في المسار الوراثي للعائلة0 وأوضح العلماء أن عملية إضافة الميثل تتسبب عن مجموعات إضافية من الذرات التي تلصق نفسها بالجينات وتستخدم الخلايا هذه العملية كطريقة لتعطيل نشاط أجزاء المادة الوراثية للفيروسات التي تغرس نفسها أحيانا في المادة الوراثية للخلية ولكنها تعمل في الوقت ذاته على إضعاف الجين0 ونوه الخبراء إلى أن حقيقة أن غذاء الأم يشجع هذه العملية قد تفسر الاختلافات بين البشر وحتى بين التوائم المتماثلة جينيا أو معدلات الإصابة بالسكتة بين الأشخاص فيى الشمال والجنوب0 وخلص العلماء في مجلة البيولوجيا الخلوية والجزيئية إلى أن الأم ذات التغذية الجيدة أكثر إنجابا للأصحاء من الأم سيئة التغذية لذا فمن المهم المحافظة على صحة الأم أثناء الحمل من خلال تناول أغذية متوازنة وتعاطى مكملات الفيتامينات المتعددة والمعادن التي تزود بالمغذيات المناسبة والضرورية0