كانت النظرة الى المعاقين خلال العصور القديمة مزيجا من الاحتقار والسخرية, او من الاشفاق والاحسان,. ومع ظهور الاسلام حظى ذوو الاحتياجات الخاصة بالرعاية والاهتمام في وسط المجتمعات الاسلامية, ذلك لأن الاسلام اعطى لكل انسان انسانيته بغض النظر عن اعاقته, وكرم الانسان وساوى بين افراد البشر. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع العاديين في مجالات الحياة المختلفة ممن تسمح لهم اعاقتهم بذلك ولكن ما الذي يتوقعه المعاق من المجتمع المحيط حوله والذي سيدمج فيه هل هوالقبول؟ ام الرفض والابعاد؟؟ قضية الدمج من اهم قضايا التربية الخاصة في العالم, لان الدمج بشتى مجالاته سواء الدمج الأكاديمي او الاجتماعي او المهني حق من حقوقه, لماذا نحرمه من الاندماج في مجتمع لمجرد جهل المجتمع نفسه بمفهوم الدمج واهدافه؟؟ فعندما استمع الى خبر دمج طفل اصم في مدرسة عادية تغمرني الفرحة وينتابني شعور يقول لي انها بداية النجاح, وبداية الانطلاق نحو هذا المجتمع بكل ما فيه, وفجأة يتراجع هذا الشعور وابدأ بالتفكير ما مدى تقبل الوسط الذي سيدمج فيه؟ وهل دمجه سيعود عليه بنتائج سلبية ام ايجابية؟ المعاقون سمعيا بجميع فئاتهم (الصمم - ضعاف السمع) يلقون الاهتمام والرعاية في معاهد الأمل ولاشك بوجود المعلمين ذوي الخبرة والاختصاص الذين يقدمون المادة العلمية للصم بالطرق والوسائل الخاصة بهم (لغة الاشارة), واخصائيين للنطق والتخاطب يقومون بتدريب الصم على النطق والكلام في غرف خاصة مجهزة بالوسائل السمعية المساعدة الخاصة بذلك, كما انهم يحظون بالرعاية الصحية والنفسية الدائمة. ولا ننسى انه في المعهد المتوسط والثانوي يتم تدريب الطلاب الصم على الحاسب الآلي ليتخرج هذا الاصم ثم يبدأ حياته العملية وهو معد للعمل. السؤال الذي يطرح نفسه هل سيحظى هذا الأصم الذي سوف يدمج في مدرسة عادية بكل هذه الخدمات التي كانت تقدم له في المؤسسة التعليمية الخاصة به؟؟ وقبل كل شيء هل يقبل وجود اصم بين الطلاب العاديين سواء كان الدمج جزئيا او كليا؟! @ الدمج الكلي: هو دمج ضعاف السمع ممن لديهم بقايا سمعية او يستطيعون السمع بالسماعات في الصف العادي مع تركيز من المعلم العادي. @ الدمج الجزئي: هو دمج الصم ممن ليس لديهم أي بقايا سمعية (صمم تام) في صف خاص داخل المدرسة العادية ليتلقى التعليم على يد معلم مختص في هذا المجال واستخدام وسائل ومعينات خاصة, ويتم اختلاطهم في بعض الحصص مثل التربية البدنية والتربية الفنية وفي الأنشطة اللامنهجية. وفي النهاية فان الدمج هدف انساني ومرحلة مهمة من مراحل حياة الأصم, ولكي نصل الى الهدف المرجو لابد من توعية المجتمع بجميع شرائحه, واعطائه الفكرة الكافية عن عملية الدمج مفهومها واهدافها, لأن افراد المجتمع سواء اولياء امور الصم أ واولياء امور الطلاب العاديين والصم انفسهم وجميع العاملين في المدرسة العادية هم اهم الاطراف الذين سوف يحددون مدى نجاح او فشل عملية الدمج, وذلك بتقبلهم للأصم بينهم والأخذ بيده ومساعدته, وانضمامه لمدرسة عادية تقدم فيها كامل الخدمات التي كانت تقدم له في معهد الأمل, او رفضهم له والحكم عليه بالعزلة. بثينة العفالق اخصائية صعوبات التعلم