في القرن الماضي هاجر الاف من الهند الغربية الى بريطانيا ولكن سام كين* أحد قلائل فعلوا هذا مرتين. انضم كينج وهو ابن مزارع من جامايكا الى سلاح الجو الملكي البريطاني في 1943 وأبحر الى بريطانيا ضمن قافلة عبرت المحيط الاطلسي للخدمة في جيوش الامبراطورية البريطانية في الحرب العالمية الثانية وبدء حياة جديدة في أوروبا. بعد نهاية الحرب اعاده البريطانيون الى بلاده ولكنه لم يقنط واشترى تذكرة ذهاب فقط الى انجلترا حيث وصل عام 1948 على متن السفينة ويند رش في رحلة تجسد موجة الهجرة الكبرى من الكاريبي الى بريطانيا. خدم مرة اخرى في سلاح الجو الملكي البريطاني لاربع سنوات في وقت كان فيه وجود السود في بريطانيا شيئا جديدا وعانى من التفرقة وسوء معاملة الانجليز. اشترى بيتا في لندن في الخمسينات وسرعان ما انضم اليه الاف الجمايكيين. قال بلهجة كاريبية ثقيلة لم تتغير منذ نصف قرن "بمجرد أن اشتريت بيتا كان يأتيني واحد من أقاربي كل عام.. ثم تكاثروا.. وبدأت الهجرة الى بريطانيا". وجمع مؤرخ ذكريات كينج وهي الآن ضمن 150 ألف قطعة في المتحف البريطاني ويمكن التجول بينها على موقع بالانترنت اطلقته دار المحفوظات الوطنية وتلقي ضوءا على قصص الاف الوافدين الى بريطانيا من كل مكان.. الكاريبي وايرلنداوالهند وباكستان وبنجلاديش. ويتيح الموقع مشاهدة صور ترجع الى 1869 لعبيد سود عجاف في عنبر سفينة وصور لاول ضابطة شرطة سوداء في بريطانيا.. فاي سيسلين. وتوجد لوحة من العصر الفيكتوري لكومار شري رانسنتنجي الذي جاء من جوجارات في 1880 وكان أول هندي يلعب كريكيت في انجلترا واصبح كابتن انجلترا ولعب 15 مباراة بطولة بين 1896 و1902. كما يمكن الاستماع الى مقابلة مع وافد من الجيل الثاني اليهودي كيث روجرز الذي كان أول شخص في لندن يعالج بالبنسلين عام 1932 بواسطة العالم الذي اكتشف هذا المضاد الحيوي الكسندر فليمينج. ويعرض الموقع نسخة من كتيب "المرشد الصديق" لليهود في ألمانيا النازية وينصحهم بتجنب الكشف عن هويتهم بالكلام بصوت مرتفع أو ارتداء ملابس تظهرهم. ويضم الموقع ايضا ملفات لوزارة الداخلية ومنها واحد عن الكاتب المسرحي الايرلندي برندان بيهان الذي طرد الى ايرلندا بعد ان أمضى عامين في سجن للاحداث لادانته بحاولة تهريب متفجرات الى بريطانيا وهو في السادسة عشرة. ويقول مصممو الموقع انه سيساعد البريطانيين على معرفة المزيد عن بلادهم باعتبارها بوتقة انصهرت فيها عدة جنسيات. قالت سارة تايكي رئيسة دار المحفوظات الوطنية لاول مرة تدمج كل هذه المعلومات في برامج كمبيوتر يمكن الاطلاع عليها بالضغط على بضعة أزرار. تحول الارشيف من ملفات ضخمة متربة الى وثائق بمكن استدعائها في اقل من ثانية"