عزيزي رئيس التحرير إن لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجوداً وجهوداً وإنجازات متميزة، ولها كذلك تعاون مع الباحثين بشكل لافت للنظر، وفي مقدمة أحد كتبي أشرت إلى هذه الجهود المشكورة وتعاون مسئولي المدينة معي. وقد قرأت ما نشر في جريدة ( اليوم) بعددها 10959 في يوم الثلاثاء 17- 4- 1424ه الموافق 17- 6- 2003م بعنوان بالنبط العريض ( الزلزال لم يحدد موقعه.. ولا أضرار) وأسفل منه ورد ما نصه: بين مدير الدفاع المدني بمنطقة القصيم العقيد فهيد فرحان الفايدي أن الهزة الأرضية التي رصدتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية صباح أمس الأول في منطقة القصيم شمال مدينة بريده لم يتم تحديد موقعها بدقة. وأشار إلى أن الدفاع المدني تلقى نشرة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن رصدها لزلزال حدث في الساعة التاسعة وأربع وخمسين دقيقة صباح يوم أمس الأول ويقع مركزه على بعد أربعين كيلو مترا تقريباً شمال مدينة بريده عند خط طول (01، 44) وخط عرض (62، 26) وأوضح العقيد الفايدي ل ( اليوم) أن الهزة لم يشعر بها أحد ولا توجد لها آثار كما أنه يوجد لدينا بلاغ من مواطنين بوجود أضرار أو تصدعات في المنازل. وأشار إلى أن النشرة التي أعلنتها مدينة الملك عبد العزيز تقول أن قوة الزلزال ثلاث درجات على مقياس ريختر. (انتهى كلامه) ثم كتبت تعقيباً في يوم الاثنين بتاريخ 14- 5- 1424ه 14- 7- 2003م العدد 10986 بعنوان بالبنط الصغير: ( باحث يعقب على تقرير اليوم ويسأل) وأسفل منه عنوان آخر بالبنط العريض ( زلازل القصيم حقيقة أم تفجيرات صناعية..؟) وفي نهاية حديثي ذكرت في صفحة (عزيزي رئيس التحرير) ما نصه: تحدثت عن آثار الزلازل في منطقة القصيم في كتابي الموسوم ب ( أرض القصيم 1419 ه) فأرجع إلى الكلام هناك أن شئت. ثم أقرأ ما قلته في صفحة 224، وفي صفحة 249 وأحب أن انبه هنا إلى أنه سبق أن تم رصد عدة زلازل بالقرب من تلك المنطقة، وللتحقق من ذلك قمت بزيارة ميدانية في عام 1417ه لمرصد الزلازل بجامعة الملك سعود وأفادني المختص بوجود زلازل خفيفة بالقرب من المنطقة المذكورة، ثم التقيت ببعض المعنيين في القسم وأفدتهم بوجود مصنع لأسمنت القصيم بالقرب من الموقع المذكور، وربما يكون الرصد من أثر تفجيرات المصنع، عن طريق وضع ( ديناميت) في الصخور الجيرية ( الكلسية) التي تعد من المواد الأساسية في صناعة الأسمنت وذلك بهدف تحطيم الصخور في الحافة الصخرية وتحويلها إلى أحجار صغيرة ليسهل جلبها إلى المصنع. علماً بأن مصنع أسمنت القصيم لا يقع في نفس المنطقة التي أعلن في جريدة ( اليوم) عن حدوث زلزال فيها، وإنما يقع بقربها، وتحديداً يقع شمال بريده ويبعد عن جامع خادم الحرمين الشريفين 19، 2كم تقريباً وشرق بلدة الوطاة بحوالي أربعة أكيال ومكانه على خط العرض 330، 29، 26 وخط الطول 230 ، 58، 43 والسؤال هنا هل تلك الهزات الخفيفة التي تم رصدها من أثر تفجيرات مصنع أسمنت القصيم كما أعتقد؟ أم أنها زلازل طبيعية ورصدها جاء دقيقاً كما أكدته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟ أقول : يبدو لي أن لتفجيرات مصنع أسمنت القصيم دوراً في تلك القياسات، والذي أعرفه من خلال زياراتي الميدانية لتلك المنطقة أن آكل الحجارة القويطير بدأ يزحف نحو الشمال، ويجلب صخورة من منطقة قريبة من الموقع الوارد في الخبر، وحيث أن الكاتب إمكانياته محدودة، ولا يملك أجهزة قياس حديثة لرصد الزلازل، واعتماده في دراسته هذه على مشاهداته الشخصية على أرض الواقع لذا آمل من المعنيين التكرم بإيضاح حقيقة تلك الهزات التي حدثت بالقرب من المصنع، ولتحري الدقة يمكن للمعنيين في مدينة الملك عبد العزيز أو في جامعة الملك سعود أن يقوموا بدراسات دقيقة وان يعملوا على التنسيق مع إدارة مصنع أسمنت القصيم ، مثال على ذلك تحديد وقت رصد الزلزال بالمنطقة ثم مقارنته مع وقت حدوث التفجير . ثم أكدت مدينة الملك عبد العزيز في صحيفة الشرق الأوسط وفي الصفحة الأخيرة بتاريخ 24 يوليو 2003م بعنوان بالبنط الكبير (السعودية: تفجيرات مصنع للأسمنت له علاقة بزلزال بريدة) وجاء في الخبر ما نصه : كشفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن تفاصيل الهزة الأرضية التي وقعت يوم 15 إبريل (نيسان) الماضي شمال مدينة بريدة بمنطقة القصيم مؤكدة وجود علاقة بين ما سجلته مراصدها الزلزالية والتفجيرات التي يقوم بها مصنع الإسمنت في تلك المنطقة . وأوضحت المدينة في تقرير لهها أنها تقوم برصد جميع الهزات الأرضية التي تدخل في نطاق حدود تغطية مراصدها الزلزالية، مشيرة إلى رصدها وتسجيلها في السابق لعدد من التفجيرات التي قام بها مصنع أسمنت القصيم في المنطقة ، إلا أنه في التفجير الأخير الذي أحدث هزة أرضية ذات قدر زلزالي بلغ ثلاث درجات على مقياس ريختر استخدم المصنع نظام تفجير ارتدادي متأخر مشابه للهزات الأرضية ويحمل نفس القوة والخواص الفيزيائية، وكان من الشدة بحيث احدث هزة أرضية بالدرجة المشار إليها . وأكدت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وهي الجهة الرسمية المكلفة بالرصد الزلزالي والإبلاغ عند حدوثه على مستوى السعودية، حرصها على الإبلاغ عن هذه الهزة الأرضية وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المنطقة وللحفاظ على سلامة السكان. وكانت المدينة قد أصدرت في حينه بيانا أوضحت فيه أن الزلزال حدث عن الساعة التاسعة وأربع وخمسين دقيقة من صباح يوم الأحد 15 إبريل حيث يقع مركزه على بعد 40 كيلو متراً تقريبا شمال مدينة بريدة . قلت: أحب أن أنبه هنا إلى أنني أول ممن أشار إلى أن تفجيرات (الديناميت) في مصنع أسمنت القصيم تحولت إلى زلازل !! وقد استغربت عدم الإشارة إلي في كشف حقيقة زلزال القصيم ولو بإشارة عابرة في الخبر المنشور، فما أعلنته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هو حدوث زلزال يقع مركزه على بعد 40 كلم تقريباً شمال مدينة بريدة. وما عقبت به وما أشرت إليه بل أنادي به منذ عام 1417 ه أن زلازل القصيم ما هي إلا تفجيرات (الديناميت) في مصنع أسمنت القصيم ! وأكدت أنه يقع شمال بريدة ويبعد عن جامع خادم الحرمين الشريفين 19،2 كم! في كتابي السابق الذكر وفي عدة صحف محلية . ولعل ما حدث كان سهواً لا عمداً، وهنا لا أطلب خطاب شكر على جهودي، وإنما آمل التكرم من مدينة الملك عبد العزيز أن تورد في تقريرها دور ابن الوطن في الكشف عن حقيقة الزلازل، وأسأل الله أن لا أكون من الذين يحبون أن يحمدون بما لم يفعلوا ! تركي بن إبراهيم القهيدان القصيم