سعادة رئيس تحرير جريدة "اليوم" سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الغراء يوم الثلاثاء 15/5/1424ه للكاتب الاستاذ سليمان محمد العيسى الذي يشير فيه الى ان المستثمرين في قطاع السياحة يعانون قلة التشجيع وان هناك فجوات بين القطاع الخاص وأمانات المدن والبلديات ووزارة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات ذات العلاقة. ويوجه الدعوة كذلك الى تسويق الاستثمار في السياحة السعودية خارجيا, ونحن اذ نشكر لصحيفة (اليوم), وللأخ الكاتب هذا الاهتمام المستمر بقضايا السياحة الداخلية, ونشير الى ان موضوع تحفيز الاستثمار في قطاع السياحة ودعم المستثمرين يعد قضية محورية حظيت باهتمام الهيئة العليا للسياحة منذ البدايات الأولى لها حيث عملت الهيئة في إطار السياسة العامة لتنمية السياحة الوطنية على إجراء العديد من الدراسات التي تهدف الى التعرف على واقع الاستثمار السياحي في المملكة وتحديد العقبات والصعوبات التي تعترض نموه بهدف العمل على تذليلها وازالتها, وقد أظهرت نتائج المسوحات والدراسات واللقاءات والمقابلات مع عدد كبير من المستثمرين والمهتمين بالقطاع السياحي في المملكة والتي تميزت بشفافيتها التامة عن عدد من المعوقات المؤسسية والسوقية والمالية والمعلوماتية, وأهم من ذلك عدم وضوح الرؤية, وعدم اكتمال الإطار المؤسسي والتنظيمي وهو ما يشير اليه الكاتب بوجود فجوة بين القطاع الخاص والجهات ذات العلاقة وعدم توافر المواقع القابلة والمؤهلة للاستثمار السياحي في بعض المناطق, بالاضافة الى عدم توافر الكوادر الوطنية المؤهلة وصعوبة الاستقدام. وتعمل الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والوزارات ذات العلاقة على وضع الخطط والآليات التي تعمل على تشجيع الاستثمار وتذليل المعوقات التي تعترض طريقه. وتتضمن مرحلة العناية المركزة التي تسعى الهيئة من خلالها الى إحداث نقلة عميقة في قطاعات السياحة, واعادة هيكلة الصناعة جذريا خلال السنوات الخمس القادمة مجموعة من الخطوات المهمة التي تستهدف تحفيز الاستثمار في قطاع السياحة وتسهيل اقامة المشروعات السياحية وتشمل هذه الخطوات تأسيس وتشغيل (مركز خدمات الأعمال السياحية) وذلك لترويج الاستثمار في السياحة, وتقديم الاستشارة والمساعدة لمشغلي المرافق السياحية الحاليين, وبناء القدرات اللازمة لتقييم المشروعات السياحية كجزء من عملية تخطيطها, وتحديد أنماط مشاركة القطاع الخاص في مشروعات تنمية السياحة بما في ذلك ايجاد الحلول الشاملة لطرح العطاءات ولتأجير الأراضي العامة. كما تشمل ايضا تأسيس شركات التنمية السياحية, وتنظيمات السياحة الإقليمية في المناطق والمحليات كأداة للتخطيط التفصيلي وتنمية مشروعات السياحة المختارة, وتأسيس (صندوق تنمية السياحة الوطنية) لتسهيل تمويل مشروعات السياحة خاصة تلك التي يتم ترويجها من قبل شركات التنمية السياحية, وأخيرا وضع وإدارة حوافز لتنمية المشروعات السياحية. وفيما يتعلق بما أشار اليه الكاتب من وجود فجوات واختلاف بين الجهات الحكومية ذات العلاقة بصناعة السياحة ستعمل الهيئة خلال مرحلة العناية المركزة على اعادة تنظيم الصناعة وتوحيد مرجعية المشروعات السياحية وذلك من خلال تفعيل برنامج الشراكة وتوقيع مذكرات التفاهم مع المناطق والمحافظات والوزارات والمؤسسات الحكومية لتحديد الصلاحيات ونقل بعض الاختصاصات مما سيسهم بإذن الله في الحد من كثير من المشكلات التي يواجهها المستثمرون في قطاع السياحة. وتقبلوا تحياتي. د. محمد بن عبدالعزيز الحيزان مدير عام الاتصال والإعلام