حذرت دراسة فريدة من نوعها أمس الخميس من أن معدل انقراض الحيوانات الذي يهدد منطقة جنوب شرق آسيا ربما يبلغ مستويات تنذر بكارثة بحلول نهاية هذا القرن، بل إن سنغافورة وحدها فقدت ما يقرب من نصف أنواع الحيوانات لديها خلال المائتي عام الأخيرة. وتوصلت الدراسة، التي تستند على توثيق مفصل لأحوال الحيوانات الثديية والطيور والأسماك والفراشات في سنغافورة الدولة المدينة، إلى أن 881 نوعا تمثل نسبة 28 في المائة من بين إجمالي عدد الأنواع الذي يبلغ 3196 نوعا قد تلاشت. نشرت الدراسة مجلة نيتشر العلمية. ودعت الدراسة إلى العمل على الحد من معدلات الانقراض فقالت مما لا شك فيه أنه يتعين بذل جهود واسعة النطاق إن أريد لمعدلات الانقراض أن تنخفض. أجرى الدراسة علماء من جامعة سنغافورة الوطنية وجامعة الإقليم الشمالي الأسترالية. ووصفت الدراسة منطقة جنوب شرقي آسيا بأنها واحدة من أكثر مناطق العالم تنوعا من ناحية الأحياء التي تعيش فيها. وأضافت الدراسة، التي نشرتها المجلة العلمية المرموقة، تقول إن نظرة على التضاؤل الهائل في مساحة الموطن الطبيعي للحيوانات في سنغافورة والمعدل الحالي لاستقطاع أشجار الغابات تشير إلى أن منطقة جنوب شرقي آسيا ستفقد نسبة 42 في المائة من أعداد الحيوانات بها بحلول نهاية القرن الحالي، نصفها على الأقل تنفرد بها هذه المنطقة دون غيرها من مناطق العالم. وأوضحت الدراسة أنه منذ وطأت أقدام البريطانيين سنغافورة للمرة الأولى عام 1819 أزيلت المساحة الأصلية للحياة النباتية التي تقدر ب 540 كيلومترا مربعا. ومضت الدراسة تقول إن المحميات الطبيعية في سنغافورة لا تمثل سوى نسبة 25،0 في المائة من المساحة الإجمالية لسنغافورة وهي موطن لأكثر من نصف حيوانات الجزيرة. ويؤكد بيتر إنج، الأستاذ المساعد بجامعة سنغافورة الوطنية، أن من بين أكثر الحيوانات عرضة لخطر الانقراض حيوانان من الثدييات التي لا توجد إلا في سنغافورة وهما: السنجاب العملاق ذو اللون الأصفر الشاحب وأحد أنواع القرود.