أكد علماء أمريكيون خشيتهم من تعريض الإنسان العديد من أجناس الحيوانات على وجه الأرض لموجة سادسة من الانقراض بعد أن تسبب بالفعل في انقراض الكثير من الأجناس الأخرى مما يعني حسب العلماء أن كوكب الأرض يواجه موجة انقراض سادسة. وتعرضت الأرض بالفعل لخمس موجات من انقراض الحيوانات على مدى ال 540 مليون سنة الماضية والتي أودت بحياة ثلاثة أرباع جميع الأنواع الحيوانية على الأرض. عبر العالم أنتوني بارنوسكي وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا عن مخاوفهم من أن تكون موجة الانقراض القادمة وشيكة غير أنهم أكدوا أن الفرصة لم تفت بعد لإنقاذ هذه الحيوانات المهددة. وقارن فريق الباحثين وتيرة الانقراض في العصور الماضية بوتيرة الانقراض اليوم وأقروا بأن هذه المهمة ليست سهلة حسبما ذكروا في مجلة «نيتشر» البريطانية وذلك بسبب وجود ثغرات في الحفريات التي تشير إلى هذا الانقراض والتصنيف الزمني لوقت انقراض الحيوانات صاحبة هذه الحفريات. كما أن هذه الموجات تعود لفترات زمنية بعيدة للغاية في حين أن رصد الإنسان لاختفاء الحيوانات بدأ منذ فترة قصيرة نسبيا. يضاف إلى ذلك أن عدد الأنواع الحالية غير معروف على وجه الدقة، وأن هناك فروقا شاسعة بين مختلف التقديرات. وقد وقعت خلال العصور الماضية للحياة على وجه الأرض خمس موجات انقراض كبيرة للأنواع، إضافة إلى 20 موجة صغيرة. وكان لهذه الكوارث أسباب عدة منها اندلاع براكين وسقوط نيازك على الأرض وتبخر بحار وتغيرات في نسبة ملح المحيطات أو تغيرات مناخية. كما أن العلماء يدرسون ما إذا كان اندلاع غازات من باطن الأرض يمثل أحد أسباب هذا الانقراض وكذلك انفجارات كونية بالقرب من الأرض. ويعتقد الباحثون أن نيزكا مساحته نحو عشرة كيلومترات سقط على الأرض قبل نحو 65 مليون سنة في منطقة المكسيك الحالية ما أدى إلى انقراض الديناصورات. وتبلغ مساحة الحفرة التي تسبب فيها سقوط النيزك ولا تزال آثارها موجودة حتى يومنا هذا نحو 200 كيلومتر، وتعتبر الديناصورات إحدى أكبر مجموعات مملكة الحيوان والتي زادت عدد فصائلها عن 1500 فصيلة. ويرجح الباحثون أن يكون هذا السقوط قد أثار طبقة هائلة وكثيفة من الغبار مما أدى إلى تبريد الأرض بشكل سريع ومأسوي لم تستطع الكثير من المخلوقات على الأرض التكيف معها مما أدى إلى اختفائها. وفي حالات أخرى كانت تغيرات جذرية على المدى البعيد بسبب تغير كثافة ثاني أكسيد الكربون في الجو على سبيل المثال، أو بسبب نشأة مناطق خالية من الأكسجين في البحار أو اندلاع البراكين فترات طويلة. وكان انقراض الديناصورات تمهيدا لانتشار الحيوانات الثديية. أما الآن فإن الإنسان هو الذي يهدد التنوع البيئي من خلال أكياس البلاستيك التي يرمي بها في البحار ومن خلال إطلاقه مواد سامة في الجو ومن خلال أسلحته الانفجارية ومن خلال تسببه في التغير المناخي. ويحدث هذا التهديد منذ نحو 150 عاما، أي منذ أن بدأ الإنسان في دفع العصر الصناعي بجميع وسائله الحديثة التي لا تروق للكثير من الأنواع على الأرض .