@ لم يكن كثير من المتفائلين من عموم الاتفاقيين فضلا عن غيرهم.. أن يكون الفريق الاتفاقي في مشاركته في المسابقة العربية الموحدة الثانية لكرة القدم في القاهرة قادرا على تقديم شيء يذكر سواء بالمستوى أو النتيجة.. فالفريق كان للتو خارجا من موسم تحدرت فيه مستوياته ونتائجه الى الحضيض!.. وليس من السهل أن يتصور متابع أن تكون الفترة الوجيزة الفاصلة بين نهاية الموسم المحلي والمشاركة الخارجية كافية لصناعة فريق مختلف.. هذا فضلا عن مسائل الدعم المادي.. كون الاتفاق أحد أندية الدخل المحدود، أوالأندية التي تعيش على الضمان الاجتماعي!. من الصعب أن ينتظر منه أن يظهر بشكل مختلف يرتقي إلى مستوى استعدادات وجاهزية فرق الأندية التي تمثل بلدانها في تلك المسابقة العربية الموحدة!.. لكن الاسبوعين اللذين قضاهما الاتفاق هناك جاءا بالمفاجأة السارة غير المتوقعة!.. فقد قدم الاتفاقيون فريقا مبهرا بأدائه الجميل، وفكره الفني المثمر، ونتائجه المذهلة!.. ليخرج من أربع مباريات بعشر نقاط وعشرة أهداف لم يحققها فريق آخر في المسابقة!.. فكان بذلك أكثر الفرق المشاركة فوزا وثباتا.. بل تطورا الى الأفضل.. وكان قاب خطوتين أو أدنى من اللقاء الختامي.. حين تدخل عامل نقص الخبرة تدخلا سلبيا متوقعا!.. فبعد أن قطع الفريق نصف زمن لقائه بفريق النادي المنظم (الزمالك) متقدما بهدف صاعق في طريقته التي جاء عليها.. جاء الشوط الثاني ليبين أن (الحلو ما يكملش) كما يقول الاخوة المصريون! الفريق في الشوط الاول تفوق على كبوته باصابة عقله المفكر (كوستا) مهندس الشفرات الهجومية، وسحب من الميدان في وقت مبكر من زمن المباراة.. لكنه في الشوط الثاني الذي كان يلزم على لاعبيه أن يكونوا الطرف الأقوى نفسيا مع استمرار استنزاف المخزون النفسي للاعبي نادي الزمالك المنظم الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره.. بدا العكس.. حين دفعت بهم انفعالات لا داع لها الى ارتكاب عدد من الأخطاء التي كانت مؤشرا اسوأ مما تركه خروج (كوستا).. فبينما نجا ابراهيم المغنم من عقاب الحكم في أول دقيقتين من زمن الشوط الثاني، وقع جمعان الجمعان في شر أعماله بارتكابه خطأ سلوكيا فادحا أدى إلى استبعاده بالبطاقة الحمراء في الدقيقة السادسة حولت مجرى تدفق أحداث الشوط لصالح الزمالك، وتعبئة المدرجات، وزيادة الضغط النفسي على الفريق الاتفاقي الشاب الذي كانت تنقصه خبرة مثل هذا النوع من اللقاءات الكبيرة.. فكان التسلسل الصعب نحو تسليم النتيجة!. الزمالك لم يكن في مستوى الاتفاق.. رغم الاقرار بأنه فريق كبير ويستحق الفوز بنتيجة 3/1 التي فاز بها.. لكنه بحق لم يكن في الحال التي ينتظر ان يكون عليها الفريق الأول في الدوري المصري.. وفي المقابل.. لم يكن الاتفاق الذي لعب ثلاث مباريات في آخر خمسة أيام في مظهرالفريق الذي يحتل ثامن المراكز في الدوري السعودي.. فلقد بدا للمتابعين كما لو كان ممثلا لكرة القدم السعودية كبطل للدوري!، وهذه شهادة يجمع عليه المتابعون وتعني الكثير لصالح أداء ادارة الاتفاق والجهاز الفني واللاعبين، ولكنها كرة القدم في النهاية!.. ولهم جميعا ما يستحقون من التقدير والشكر لكل ذلك الجهد الايجابي الرائع!، وأرجو ألا نثقل على الجمعان.. كما أرجو ألا يفهم جمعان الجمعان وإبراهيم المغنم وغيرهما أن أي ردود أفعال مستنكرة لكبواتهم كانت موجهة لأشخاصهم.. فنحن نعلم يقينا أن ذلك النوع من المنافسات يوجد مثل تلك الأجواء، ولربما اجتمع اللاعبون جميعا بعد نهاية المباراة في أجواء أخوية افضل!.. وما شهدته مباراة إنبي المصري والاتفاق السعودي قبل تلك المباراة كان متوقعا من الطرف المصري في اطار ذلك الجو النفسي الطبيعي للمنافسات.. وان كان التحذير من الانجراف خلف تلك الانفعالات يتردد كثيرا لحماية اللاعبين أنفسهم والفرق من الخسارتين.. الخسارة المعنوية المتمثلة في العلاقة مع الطرف الآخر وما ينجم عن المظهر من رسالة يتلقاها المتابعون فتحسب لك أو عليك، والخسارة الفنية المتمثلة في خسارة الفريق النتيجة وفرصة الكسب والتأهل والوصول الى الغاية!.. ولكن في مثل هذه المواقف والتجارب والمشاركات تتكون خبرات اللاعبين وتصنع الفرق.. والدور يبقى كبيرا على أي ادارة اتفاقية قادمة لحماية هذه العناصر وهذه المجموعة الرائعة وجهازها الفني المتميز، ومجددا اقدم جزيل الشكر للاتفاقيين على نجاحهم المميز في مهمتهم لتمثيل فرق الأندية السعودية في المسابقة العربية الموحدة الثانية لكرة القدم التي أدوا فيها افضل مما كان متوقعا وبكثير. حيث تمكنوا بهدوء من استثمار عدم التركيز الاعلامي والجماهيري عليهم ليقدموا ذلك الأداء الرائع، وتلك النتائج المميزة، مع تمنياتناهذا الاسبوع لممثل الأندية السعودية فريق نادي الاتحاد (بطل الدوري) في مواجهته في القاهرة أمام بطل الدوري المصري (الزمالك) في لقاء النخبة السعودية المصرية الثاني على كأس الرئيس حسني مبارك.