بعد 14 عاماً من وضع ولاية سياتل هدفاً لنفسها هو إعادة تدوير 60 في المائة من قمامتها بحلول عام 2008 فإن هذه الولاية التي تعد الأكثر تشدداً في حماية البيئة تتساءل الآن ان كان بإمكانها إنجاز هذه المهمة وكم من الوقت سوف تستغرق. ومع توقف معدل إعادة التدوير عند نحو 40 في المائة من إجمالي القمامة بدأ المسؤولون في المدينة التي تشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة يسلمون بأن الخطة قد تكون مفرطة في التفاؤل. قال تيم كرول مدير قطاع الخدمات في مرافق سياتل العامة: نحن بصدد تقييم الهدف.. سنقدم توصية إلى رئيس البلدية ومجلس المدينة حول ان كنا سنبقى على الموعد المقرر أو نقدمه أو نؤخره.وتسبق سياتل بالفعل متوسط معدل معالجة القمامة في الولاياتالمتحدة والذي يبلغ 30 في المائة. ويرجع تقدمها إلى السكان أنفسهم الذين يعملون بكل جد على فرز الزجاجات والمعلبات والأوراق والأكياس البلاستكية بلا مقابل. إلا أن الوصول إلى نسبة الستين في المائة من الممكن أن تعني استخدام الشاحنات في جمع بقايا الطعام التي تمثل 20 في المائة من إجمالي النفايات أو توفير خدمة جمع القمامة المجانية للشركات التي تستخدم أغلبها الآن خدمات معالجة خاصة اختيارية. وقد يؤدي إضافة مزيد من البرامج إلى رفع التكلفة إلا أن كرول قال ان الجانب المالي عنصر ثانوي. إلا أن هذا يتناقض مع مدن أخرى مثل نيويورك حيث علق رئيس البلدية مايكل بلومبرج في العام الماضي على عمليات إعادة تدوير الزجاج والبلاستيك قائلاً ان ذلك سيساعد على تقليص الميزانية التي تعاني عجزا كبيرا. وترتفع تكاليف معالجة القمامة في سياتل عندما يضعف الاقتصاد مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الورق الذي أعيد تدويره إلا أن الهدف من البرنامج ما زال تحقيق بعض الربح وتحقيق التوازن لبعض الخسائر التي تسببها خدمة نفايات الحدائق. وأضاف كرول: لا أعتقد أن قرارنا له علاقة بالميزانية على وجه الخصوص.. لقد استمررنا عشر سنوات دون زيادة سعر رفع صندوق قمامة واحد. ويدفع سكان سياتل رسوماً شهرياً ضئيلة للتخلص من القمامة وكلما كبر حجم الصندوق ارتفعت التكاليف إلى جانب رسوم أخرى لنفايات الساحات التي لا يمكن التخلص منها مع القمامة العادية. ومع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في السنوات القليلة الماضية أصبحت المدن في أرجاء البلاد تعيد تقييم برامج إعادة التدوير التي عادة ما تظهر ثمارها على الفور في حين أن فوائد الهواء والماء الأنظف لا تتضح سريعاً. ففي منطقة روكي الجبلية حيث الأسعار المنخفضة بصفة عامة للأراضي وقلة الكثافة السكانية أعادت الولايات تدوير 11 في المائة فقط من النفايات الصلبة على مدى عام 2001 طبقاً لمجلة بيوسايكل وهي دورية متخصصة في إعادة التدوير. في حين أن الولايات الأكثر ازدحاماً في منطقة وسط الأطلسي وأولها في ذلك ديلاوير التي بلغ معدل معالجة القمامة لديها 59 في المائة تصدرت قائمة ولايات حققت 40 في المائة في المتوسط. وبلغ معدل إعادة التدوير في منطقة الغرب الأوسط والساحل الغربي ونيوانجلاند 34 أو 35 في المائة. وأعلنت كونيتيكت التي تتسم بكثافة سكانية مرتفعة وولاية نيوانجلاند أن مائة في المائة من سكانها استفادوا عام 2001 من برامج إعادة التدوير. كما أن اركنسو تمكنت من معالجة 45 في المائة من قمامتها تليها في ذلك مينيستوتا ثم نيويورك فكاليفورنيا ومين وكلها تتخطى نسبة الأربعين في المائة. وفي هذا الإطار فإن سياتل تستحق الإشادة على جهودها حتى إذا لم تحقق هدف الستين في المائة الذي رسمته. وقد قلص صانعو المشروبات من وزن المواد التي تستخدم في الزجاجات البلاستيكية ومعلبات الألومنيوم وسعت كذلك إلى الحد من التكاليف. ولكن مع زيادة الطلب على المواد التي أعيد تدويرها والتي تستخدم في صنع السجاجيد وكرات التنس والأسفلت وأجزاء سيارات وملابس وكذلك معلبات وزجاجات جديدة فإن صناعة المشروبات الغازية تأمل أن تستمر زيادة العرض مع الاحتفاظ بالأسعار المنخفضة. وقال ريستون ريد مدير الشؤون البيئية للرابطة الوطنية للمشروبات الغازية: نحن من بين عدد متباين من المتنافسين على هذه المواد.. لذا زادت هذه المواد التي جرى جمعها كلما انخفضت الأسعار.