يبدو ان زويل الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء حريص على ابناء جلدته العرب, فهو يحثهم على العلم مطلقا دعوة سماها (الجهاد التعليمي) فذلك اجدى لهم - من وجهة نظره - من جهاد الحرب على الآخرين, حتى يتمكنوا من اللحاق بالركب ويقللوا اعتمادهم على غيرهم ويعيدوا أمجاد حضارة سادت ثم بادت.. يا عم.. تنادي على من؟ يا عم ان الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا حين خصنا بالموارد الطبعيية, ثم سخر لنا بعد ذلك عقول وايدي خلق الله (كلاتهم) - بلهجتك الصعيدية - لتعمل على راحتنا وتخدمنا, فتخترع وتصنع وتسوق ونحن ما علينا الا ان نستورد ونستهلك ونهز رجلينا، بل اننا على درجة من الكمال الديني والخلقي والعلمي والفكري والابداعي ما يعطينا الحق نحن العرب بالذات في الحكم على الآخرين لنقرر من منهم سيدخل فسيح جنات رب العالمين ومن منهم سيلقى به في جهنم, فلم تأتي انت وتدخلنا في متاهات وحاجات ومحتاجات ليس لها داع ابدا؟؟ خذ مثالا يا عم زويل الساعة الصغيرة التي تضبط توقيتها وفقا لموقعك في اي دولة لتجد الاذان المسجل من مكةالمكرمة يصدح بالقرب من اذنك مع توقيت كل صلاة (الله اكبر) بلسان عربي فصيح يصدح من جهاز ياباني الصنع, آلة يخترعها ويصنعها ويسوقها لنا ابناء ديانة غير ديانتنا وابناء لسان غير لساننا لخدمة ديننا.. تخيل؟ لله درنا اترى عزا اكثر من عزنا؟ يا عم زويل ان كان العالم الاسلامي - غير العربي - قد اختار طريق التعليم بدءا من شرق آسيا وايران وتركيا فهو حر, وان كان المسلمون في الدول الغربية اوروبا او امريكا قد رفعوا راية العلم كأي مواطن لتلك الدول يكتشفون ويصنعون وينتجون بالاضافة لما هو متاح لهم من حرية دينية لا نحلم بها نحن في دولنا فهم احرار, وها انت مثال على ذلك وصلت الى اعلى مرتبة علمية ولو بقيت عندنا لما شممت رائحة النوفل.. اقصد النوبل, انما نحن يا عم زويل مازلنا مشغولين فلا تعطلنا, فلدينا بياناتنا واجتماعاتنا ومؤتمراتنا واستبدال وزاراتنا ومعالجة هياكل اداراتنا وقصة انتاجية الفرد العربي منا ضمن ما تنتجه البشرية في الفكر، الصناعة، الطب والعلوم فرغم انها (تفشل) وشيء مخز الا ان الآخرين كما ترى ينوبون عنا بفضل من الله ونعمه علينا منذ ان نصحو من النوم ونغسل اسناننا بفرشهم وبمعاجينهم ونغسل وجوهنا بصنابيرهم ونلبس شماغهم ونركب سياراتهم ونتصل بموبايلاتهم ونستخدم آلاف المنتجات التي اسمعتنا حتى آذاننا بالقرب من أذاننا فلا مشكلة يا عم زويل في قلة مساهمتنا في النتاج البشري مع كثرة استهلاكنا له, بل هي كما ترى في علاقتنا مع هؤلاء فنحن مازلنا لم نحسم موقفنا منهم بعد, هل نصفيهم جميعا ونرث الارض ومن عليها؟ ام نبقيهم يخدموننا؟ فإلى ان نحسمها رجاء وفر دعواتك لنفسك ولا تلفت الانظار الينا! فنحن يا عم زويل بالرغم من كوننا بيئة يتكاثر فيها الذباب والبعوض وتضمحل فيها العقول والادمغة كان بودنا ان يستر الله على حالنا حتى نحدد موقفنا, الا ان بيننا جماعة (حسبي الله ونعم الوكيل فيهم) نجحت في جذب الاضواء العالمية (كلاتها) وتسليطها على عورتنا مبكرا قبل ان نقرر ونحسم امرنا وجاءت بكاميرات العالم كله من بعد غزوة منهاتن لتنقل بالصوت والصورة للآخرين كيف يمكن لعقول بشرية مجمدة ان تجتمع مع نتاج عقول اخرى حية تنبص في مكان واحد؟ فلا تأت انت اليوم وتزيد الطين بلة وتصرح بتصريحات غريبة وعجيبة.. تعليم اليه اللي انت جاي تقول عليه؟ عيب.. الا ترى ان لا خلاص لنا سوى بالخلاص من الآخرين.؟ بلا كلام فارغ بلا تعليم.. قال تعليم قال!!