@ جملة صاحب الإدارة بواب العمارة هي مثل حديث وقد عمل منه فيلم سينمائي معبر وساخر بنفس الوقت، ويتكلم في كيفية وصول من لا يستحق لمستوى أو مكان أكبر من حجمه الطبيعي، ويناقش المتناقضات التي يحملها هذا الموقف المتباين بكل معناه، وفي حياتنا الاعتيادية يمر علينا الكثير مثل هذه المواقف المؤلمة والطريفة في نفس الوقت، فمثلا قد نرى صاحب محل صغير في أحد الشوارع يمتلك بعد مدة العمارة التي تقابل محله، ولا تعرف هل هناك سر في المحل أو في العمارة؟ @ اليوم وفي أسواق بورصة الأسهم التي لا ترحم أحدا نرى سهولة أن يسعى من يمتلك المال الى شراء كميات هائلة من الأسهم لأي شركة مساهمة ويجمع بها كمية أسهم مؤثرة لضمان دخوله وتأثيره على أسلوب إدارة وعمل الشركة نفسها، وقد يصل من لا يفقه شيئا عن عمل ونشاط هذه الشركة أو تلك إلى رئاسة مجلس إدارتها والتصرف بما يحلو له من شخبطة نظم وتطبيق نظريات وتنطيط موظفين حتى ينطبق عليه المثل الذي سردناه في بدء المقال. @ منذ مدة قرأت عن اتهامات مزدوجة بين مجلس إدارة سابق لشركة خدمات مساهمة معروفة بالخسائر المتكررة لسنوات عديدة وبين مجلس إدارتها الحديث، والغريب أن الإدارة الجديدة وقعت في نفس المحذور الذي اتهمت هي فيه مجلس الإدارة القديم وبسببه أقصي عن العمل وتولى بفضل ملاك الأسهم ترشيح مجلس إدارة جديد (شخص ينطبق علية كثيرا المثل في أول المقال) فما كان من المجلس الجديد إلا أن ضرب بعرض الحائط جميع خطط التطوير للمجلس السابق وكان بعضها ناجحا وبدأ يأتي بثمار جيدة، ولكن عناد المجلس الجديد ومكابرته أعادا الشركة من مرحلة بداية التصحيح لمرحلة ما قبل الصفر! ، والغريب أن الأخبار الصحفية تكتب وتنشر مدعية تحقيق أرباح وتوزيع مكاسب وتوقيع عقود جديدة، الخ، ونسيت الإدارة الجديدة في خضم تقمصها وتأثرها بالدور التمثيلي أن المجلس القديم الذي أزاحته قسرا يتربص لها بالمرصاد ويحصي كل خطوه وغلطة ويراقب كل اجراء وقد كشف للملاك لاحقا كيف تم التلاعب بالحقائق والنتائج من قبل الإدارة الجديدة السيئة والتي لم تكن أسعد حظا من سابقتها، وكان يفترض إبدال السيئ بالأكفأ وليس بمن يملك عددا أكبر من الأسهم ولا يفهم شيئا من العمل فيجر بذلك المصلحة العامة ( وهو معهم ) من حافة الخسارة إلى الهاوية. @ من المعروف أن النجاح لا يأتي وليد الحظ أو الصدفة فما بالك بضمان أو طلب استمرار النجاح نفسه، واليوم نرى بعض قطاعات الأعمال بنيت بسواعد رجال بسطاء جدا مارسوا شذر الحياة وكابدوا صعابها حتى استطاعوا أن يؤسسوا لهم اسما ومكانا بالمجتمع، ونعرف من قصص بعضهم أنهم أشركوا بنجاحهم الكثير من الكفاءات وأصحاب الخبرة والمعرفة كي يسددوا خطواتهم ومشاريعهم بنجاح وبقوا هم ماسكين الدفة يديرون مركبهم بمساعدة كل موظفيهم بهمة وثبات إلى طريق النجاح تلو الآخر، أما الآن فنسمع عن مجموعات تجارية توظف وتستقطب كفاءات قيادية وخبرات علمية وعملية لضمها إلى فريقها الإداري بقصد التطوير، مما يعد فخرا لها ولإدارتها وبعد مدة نسمع بتهاوي هذه الشركة بسبب سوء الإدارة وتراكم حجم الخسائر وغيرها ! ، وتستغرب أين كل الكفاءات والخبرات والمؤهلات التي استقطبتها الشركة وماذا حل بها ؟ والجواب أن رئيس الإدارة كان يريد أن يضم لإدارته شلة ممثلين مؤيدين له مطيعين لأوامره ومنفذين نظرياته أيا كانت دون مناقشة أو مراجعة، فلا وجود لاستراتيجية أو أهداف تسويقية أو خطة خمسية أو حتى اجتماعات عمل، والموضوع لا يتعدى كونه مظهرا من مظاهر الترف بأن يكون لدى صاحب الإدارة سكرتارية برتبة ومركز عال وما دام يدفع لهم كويس وبسخاء فما الداعي للاعتراض، وعلى كل واحد منهم أن يلملم خبراته ومؤهلاته وآراءه المناسبة ويخليها في درج في بيتهم ولا يجيبها معه للعمل لأنها غير مرغوب فيها وفقط حضور صورته ورده بكلمة نعم أو موافق مع هزة الرأس طبعا لزوم الإثارة هي المطلوب لا أكثر ولا أقل! صحيح إن لم تستح فاصنع ما شئت.