الولادة والموت لا يعلم لحظة وقوعهما الا الله وعلى الرغم من التطورات الكبيرة التي تحققت في عالم الطب النسائي بما فيه من اشعات سينية، وفحوصات وتحاليل مخبرية، الا ان هذه اللحظة الحاسمة لا يعلمها احد. لذلك فآلام المخاض تأتي المرأة بلا موعد مسبق وبلا مكان محدد، وتبقى هذه اللحظة من اهم لحظات المباغتة في عالم المرأة.. التقيت بعدد من النساء اللاتي استرجعن مواقف كثيرة للحظة المخاض والظروف اللاتي مررن بها، هنا جزء من احاديثهن. لم تشأ سارة ان تضع مولودها الاول في سيارة الاسعاف، لكن محاولاتها المتكررة للاتصال بزوجها باءت بالفشل، تقول: كنت بالطابق الثاني ولدى نزولي الى احدى الجارات صرخت من شدة الالم ففتحت الخادمة الباب بسرعة، لكن جارتي كانت حديثة العهد بالزواج فاحتارت ثم ابلغت الاسعاف، وبينما السيارة تشق طريقها الى المستشفى قمت بوضع مولودي الاول. قبل سيارة الاسعاف تتذكر ام وليد عندما وضعت اختها مولودها الثاني في صالة المنزل وتقول: كانت اختي تقوم بزيارتنا وهي في شهرها التاسع، وذهبت الى المستشفى لشعورها ببعض الالم وقد طلب منها الطبيب الرجوع الى البيت فمازال امامها بعض الوقت وكنا في منتصف الليل تقريبا، وبعد ساعات قليلة وبعد ان اتجه جميع الرجال الى اعمالهم بساعة فوجئنا باختي تتألم بشدة وهنا عرفنا ان ساعة الولادة قد حانت قمنا بالاتصال باحد رجالنا الا ان الوقت لم يكن يسعفنا فطلبنا سيارة الاسعاف على اساس انها اقرب الا ان المولود لم ينتظر فاختار ان يولد في صالة بيتنا وبنفس اللحظة كانت سيارة الاسعاف عند الباب وقد تولت امي توليد اختي وتركت باقي المهمة للمسعفين الذين حملوا اختي ومولودها الذي تم ربط حبلها السري بحزام مريول مدرسة ابنة الجيران. ولدت في السوق اما ام سالم فموقفها كان اكثر عجبا، اذ جاءتها آلام الوضع في السوق وتوضح قائلة انها على الرغم من انها المرة الرابعة الا انها لم تتوقع هذه المباغتة في هذا الوقت، وتضيف: كنت في نهاية الشهر الثامن والالام تأتي وتروح ولم اعرها انتباهي فقررت ان اذهب الى السوق، وهناك جاءت الالام مرة اخرى لكن بشكل اكثر قسوة، فشعرت بانها اللحظة الحاسمة فحاولت الاسراع لاصل الى السيارة حيث كان ينتظرني زوجي، لكني شعرت بان اطراف المولود تتدلى وفي المستشفى اكتشفوا ان المولود توفي لان اطرافه خرجت قبل الرأس. ولادة برية توضح نوف ان اختها وضعت مولودها في البر اثناء كشتة برية استمرت ثلاثة ايام وكان مقررا ان تكون اسبوعا، وتضيف: لم نكن نريد اصطحابها معنا لكنها اصرت على الذهاب معنا رغم انها في الشهر السابع واكدت انه لم يحصل لها شيء والطريق امان كما كانت تردد لم تكن تريد ان تضيع رحلة كهذه خاصة ونحن نعيش اجواء ربيعية، وقد باغتت اختي الام الولادة في البر، ولاننا بعيدون عن اقرب مستشفى وخوفا من عاملي الوقت والطريق فقد قامت جدتي بعملية الولادة التي تمت بسلام ووضعت اختي صبيا. وتحكي ام عبدالرحمن عن جارة لها مرت بموقف لا تحسد عليه، فقد اتتها آلام الولادة في الشهر الثامن وليس معها احد وزوجها في العمل وقد خرجت مستنجدة بي، كانت والدتي وخالتي في زيارتي اما زوجي فقد خرج لقضاء مستلزمات خاصة للبيت والمسكينة قطعت مسافة حتى تصل لنا وكان الجو ممطرا وتحت المطر وعند الباب بالضبط اختار ابنها ان يخرج فما كان من امي وخالتي الا لفها بالعباءة ومحاولة مساعدتها على الوضع وقد وضعت بنتا وما هي لحظات الا وزوجي حضر فقمت انا وامي بنقلها مع زوجي هي ومولودتها الى المستشفى.