يتفق المراقبون على ان الجامعة العربية تحتاج الى اعادة نظر في أوضاعها خصوصا بعد سقوط نظام طاغية بغداد صدام حيث انهالت على الجامعة الانتقادات ليس ممن يتعاطون الشأن السياسي في المنابر ووسائل الإعلام فقط بل من الرأي العام العربي, فهي ضحية انظمتها وقوانينها التي صاغها ساسة العرب منذ عقود طويلة دون ان يقوموا بتطويرها ومواءمتها مع المستجدات الإقليمية والعربية. وقد شهدنا بوضوح تام عجز الجامعة عن حل أي قضية سياسية او قانونية بين اعضائها بل ساهمت نتيجة جمود قوانيها في ان تكون جزءا من المشاكل والخلاف بين الدول. وكلنا يتذكر مماطلة المسؤولين في الجامعة في اتخاذ موقف واضح من أزمة العراق سواء أزمة حرب الخليج الثانية او الثالثة وكيف حاولت ان تمسك العصا من المنتصف خوفا من اغضاب عراق صدام وهي مشكلة حقيقية من المفترض على مؤسسة الجامعة ان تتحمل مسؤوليتها بشجاعة وان تضع المبادىء والمصداقية الأدبية والأخلاقية على سلم اولوياتها خصوصا فيما يتعلق بالغزو العراقي للكويت وكذلك بأزمة صدام المخلوع مع شعبه ودول الجوار وهذا ما أثار حفيظة العديد من الشعوب العربية التي رأت في الجامعة طرفا في المشكلة وهذا خطأ قاتل أدركه متأخرا معالي الأمين العام للجامعة لكن كما يقال بعد خراب البصرة. إذا المطلوب هو وضع الجامعة على طاولة التشريح وإزالة الأطراف والزوائد الميتة ومواجهة المشاكل بشجاعة ووضع أسس ومعايير للتعاطي مع الخلافات العربية العربية ويمكن اعتبار تعزيز الأمين العام لدور اللجان مثل لجنة حقوق الإنسان وادانتها للمقابر الجماعية في العراق البداية الحقيقية لتفهم الواقع الجديد لعصر حديث يضع مصالح الإنسان والشعوب فوق كل الاعتبارات وهي بداية نتمنى ان تفعل من خلال برتوكولات وأنظمة. نعم الجامعة بحاجة الى التغيير في الآليات والأهداف حتى لا يتجاوزها الزمن وتصبح عبئا ثقيلا على الدول والشعوب العربية وهو المأمول من عمرو موسى أمينها العام.