لا تجلس طويلا أمام شاشة السينما فمن الممكن أن تصاب بجلطة دموية. تلك هي نصيحة أخصائيي العلاج الطبيعي في نيوزيلندا حيث سجل الأطباء حالة امرأة أصيبت بجلطة دموية في ساقها بعد جلوسها لمدة ثلاث ساعات كاملة شاهدت خلالها فيلم "البرجان" . ووصف الباحثون الحالة بأنها أعراض "انسداد تجلطي نتيجة للجلوس في حالة ثبات" وذلك في مقال نشروه في أحدث أعداد مجلة "نيوزيلندا ميديكال جورنال". وقالوا إنه يشبه التجلط الوريدي أو "أعراض الدرجة الاقتصادية" التي يصاب بها مسافرو الدرجة الاقتصادية عند ركوب الطائرة لمسافات طويلة. وحث الباحثون الأطباء على أن يضعوا في اعتبارهم "الانسداد التجلطي نتيجة للجلوس في حالة ثبات" إذا ظهرت أعراضه على مرضى لم يسافروا في رحلات طويلة. وكانت قصة فيليس كاتون 53 عاما من روماتي شمالي ولنجتون دفعت جمعية اخصائيي العلاج الطبيعي في نيوزيلندا أن يصدروا تحذيرا بأن الحركة هي مفتاح تجنب الجلطات الدموية. وقالت كيرستن ديفي رئيسة الجمعية "إن من سبق إصابته، أو أي من أفراد أسرته، بأعراض الدرجة الاقتصادية ويذهب إلى السينما يتعين عليه أن يبحث عن مقعد يتيح مسافة لحركة القدم قدر الإمكان، وإذا لزم الأمر عليه أن يجلس في مقعد بجوار الممر". وعلى الجميع أن يحركوا أرجلهم أثناء مشاهدة الفيلم. وقالت ديفي "عمليا.. عندما تكون في المسرح لا يمكن أن تقف وتتحرك في المكان.. لكن يمكنك أن تحرك قدميك والكاحلين والساقين حتى يتواصل ضخ الدم في جسمك". ونصحت بأن يعمل المشاهدون في المسرح، أو أولئك الذين يكتظ بهم أي مكان ضيق آخر، على تنفيذ ما يلي: * تحريك الكاحل بصورة كافية وبقوة من خلال شد القدم إلى أعلى ثم فردها بعيدا عن الساق؛ - ثم رفع الساق إلى أعلى وخفضها مع فرد الركبة، ثم تكرار الحركة نفسها مع الساق الأخرى. o تكرار هذه الحركات من ثماني إلى عشر مرات كل نصف ساعة أو نحو ذلك. وقالت ديفي إن كل هذه الحركات يمكن تأديتها بهدوء في المسرح دون إزعاج الجالسين في المقاعد المجاورة. واستطردت بقولها إن أخصائيي العلاج الطبيعي ينصحون الأشخاص الذين يتعين عليهم الجلوس لفترات طويلة أن يقفوا ويتحركوا في المكان من وقت إلى آخر كلما أمكن ذلك. وعن حالة كاتون، مرتادة السينما، أوضح أطباء معهد الابحاث الطبية بنيوزيلندا أنها أصيبت بألم شديد مفاجئ في ساقها اليمنى خلال 30 دقيقة من مغادرتها لصالة العرض المكتظة بالمشاهدين حيث كانت تشاهد فيلم "البرجان". وعندما بدأت رجلها في التورم في اليوم التالي، شخصت حالتها على أنها جلطة دموية، مما استوجب أن تعالج بأدوية تسييل الدم لمدة ستة أشهر. وقال د. ريتشارد بيسلي، الذي رأس فريق الباحثين في حالة كاتون، إن اعتيادها الجلوس أمام الكمبيوتر لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات في المرة الواحدة ربما جعلها أكثر عرضة للإصابة بالجلطة. وقال إن المعهد لفت انتباه الجمهور إلى الحالة لأنه بالرغم من أن أعراض الدرجة الاقتصادية أو الإصابة بالجلطة في حالات السفر بالطائرة لمسافات طويلة معروفة جيدا، فإن الكثيرين لا يدركون أن من يجلسون لفترات طويلة في ظروف أخرى مشابهة معرضون للخطر ذاته أيضا.