حظي التعليم العالي من رائد التعليم الأول في المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بعناية فائقة واهتمام بالغ لأهميته في توفير الكوادر المتخصصة في مختلف الحقول على مستوى رفيع من التأهيل ، وتشجيع البحث العلمي لفتح آفاق النمو والتطور القائمة على المعرفة المنظمة . وبعد أن كان التعليم الجامعي يتم خارج البلاد عن طريق إرسال المتخرجين من مدرسة تحضير البعثات التي أنشأها الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة عام 1370ه / 1950م تولت وزارة المعارف بعد إنشائها إيفاد الأعداد الكبيرة المتتالية إلى كثير من دول العالم . ثم ضمت المبعوثين رسمياً الذين يستكملون التحصيل في الخارج على نفقة ذويهم الخاصة وقد تحققت ولله الحمد في جميع الجامعات السعودية برامج متميزة للدراسات الجامعية والعليا في كثير من التخصصات النظرية والعملية و تعطى فرصة مواصلة الطلاب والطالبات لدراستهم العليا حتى نيل الماجستير والدكتوراه. وبعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي حفظه الله على عدد من القرارات التى اتخذها المجلس فى جلسته التاسعة والعشرين ومنها دمج فرعى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وجامعة الملك سعود فى القصيم ليكونا جامعة مستقلة اعتبارا من العام الدراسى القادم 1424/1425ه و دمج فرعى جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وجامعة الملك عبدالعزيز فى المدينةالمنورة ليكونا جامعة مستقلة اعتبارا من العام الدراسى القادم 1424/ 1425ه وتحويل فرع جامعة أم القرى بمدينة الطائف الى جامعة مستقلة اعتبارا من العام الدراسى القادم 1424/1425ه وموافقة المقام السامي الكريم على قرار مجلس التعليم العالى قيام وزارة التعليم العالي بإعداد دراسة لانشاء جامعات فى كل من مناطق الجوفوحائل وجازان والباحة وتبوك ونجران والحدود الشمالية تكون الكليات القائمة فى كل منها نواة لإنشاء تلك الجامعات. تخفيض الضغط وبهذه المناسبة التقت اليوم بعدد من المسئولين وطلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للحديث في هذا السياق , فقد قابل الدكتور سهل نشأت عبدالجواد عميد التطوير الأكاديمي هذه القرارات بالتفاؤل والبهجة حيث أوضح أن الفائدة ستكون مباشرة وجذرية للمتخرجين من المراحل الثانوية حيث سوف يحقق الطالب هدفه في الجامعات المستقلة كونها تشمل كل الخيارات والتخصصات في مكان محدد وبالتالي سوف يخفف الضغط على بقية الجامعات في استقبال الاعداد الكبيرة من المناطق المجاورة , وأضاف الدكتور سهل بأن نوعية التخصصات العلمية وحاجة المنطقة المعنية يجب أن تأخذ في الحسبان ويفضل أن لا نكرر أنفسنا في التخصصات ويفضل أن تكون كل جامعة ذات ميزة تختلف عن مثيلاتها حتى تكسب ثقة وسمعة لدى أفراد المجتمع داخليا و خارجيا , وأضاف الدكتور سهل بانه يجب الاستفادة من خبرات الجامعات والكليات الذين لهم باع طويل سواء من أعضاء هيئة التدريس أو خبراء الادارة والبحوث كما أتمنى من بقية الجامعات أن تطبق نظام التقويم الداخلي للبرامج الاكاديمية المبني على متطلبات سوق العمل وأن تضع كل جامعة لها لوائح وبرامج أكاديمية متميزة كالذي لجامعة الملك فهد من دور ريادي في هذا النظام. ومن جهة أخرى التقينا بالدكتور محمد بن عبدالعزيز النافع عميد كلية المجتمع بحائل الذي بارك تلك القرارات وتمنى ان يطبق هذا الدمج في كثير من الكليات المتعددة في نفس المنطقة وعلى سبيل المثال لا الحصر كلية المعلمين بحائل دمجها لتصبح كلية للتربية سوف يعود بالنفع الكبير على أبناء المنطقة وكذلك كليات البنات حيث أن الدمج كما ذكر الدكتور النافع له فوائد عديدة منها ترشيد الموارد المالية والكوادر البشرية ومنها توحيد الرؤيا التي ينطلق منها مفهوم موحد يخدم توجهات المنطقة المعنية , وإنشاء جامعات مستقلة متخصصة هي هاجس صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل. وأضاف الدكتور النافع أن الجامعات الحديثة أو التي سوف تنشأ يجب أن تقوم تحت اشراف هيئة استشارية من جامعات المملكة العريقة ورجالات التعليم ذوي الخبرة الطويلة وذلك لرسم الخطط والبرامج المتخصصة الناجحة وتمنى أن تتاح لتلك الجامعات المعول عليها خدمة المجتمع منح الدرجات المختلفة وأن تكون هناك مرونة بين التخصصات حتى يتمكن الطالب من تحديد قيمته العلمية وحتى يضمن الخريج حاجة سوق العمل له كما يجب التركيز على التأهيل السليم والتسويق السليم لبرامج الجامعة لدي الشركات والمؤسسات المختلفة كما أن وضع برنامج تعاوني يقوم به الطالب قبل تخرجه بالعمل لدى القطاعات الحكومية او الاهلية الراغبة في توظيف هذا الخريج له أهميته لدى الخريج وصاحب العمل ايضا. كما التقت اليوم بالطالب علي عبدالله الصادق والذي قابل هذه القرارات بكل فرح وتقدير وذكر أن هاجس كل طالب هو أن ينضم إلى جامعة ذات تميز يفوق غيرها لان هذه الميزة التي تجعل الطلاب يبحثون عن الجامعة التي تملك سمعة ومستوى دراسيا مميزا حتى وان تكبد معاناة البعد الجغرافي والمادي , وأضاف الصادق أن أمنياتي أن تقوم تلك الجامعات بالتركيز على الكيف لا الكم وأن تبني خططها بشكل متواز مع العرض والطلب وضمان الوظيفة بعد التخرج وهذا دافع قوي لتقديم أفضل ما لدى الطالب كما أتمنى أن يكون هناك تبادل خبرات بين الطلاب والاساتذة بين جميع جامعات المملكة مثل، زيارات متبادلة أو بعثات داخلية للمتفوقين لبث روح الحماس وبناء جسور بين أفراد المجتمع العلمي. كما اكد الطالب عبدالله المحمد بان القرارات نقلة نوعية في التعليم الجامعي وتنعكس ايجابا على الطالب ومستواه الدراسي.. اما الطالب ناجي الخلف فقال ان القرارات تنهي معاناة الابتعاد عن الاهل وتهيء جوا مناسبا للدراسة. كما تحدث الاستاذ ولي محمد حدادي مدير الخريجين بجامعة الملك فهد قائلا ان قرار دمج الجامعات والتوجيه بالكليات المختلفة لتكون نواة لجامعات مستقبلية وتطوير قدراتها العلمية والعملية وامكانياتها الاستيعابية, لهو بجد غاية المنى لما سوف يفتح من ابواب مغلقة امام خريجي الثانوية العامة ممن يرغبون في مواصلة دراساتهم الجامعية ولايجدون المقاعد في الجامعات الحالية.. كما ان فتح باب الجامعات الخاصة سوف يثري الحقل التعليمي وبشجع على بث روح التنافس بين الجامعات لتوفير شتى حدوث التعليم وبانسب الاسعار، وكل ذلك يصب في دفع دفة التعليم في بلادنا الحبيبة ليرقى بمستوى ابناء هذا البلد الغالي الى مصاف الدول المتقدمة.. باذن الله. د. محمد عبدالعزيز النافع - د. سهل نشأت عبدالجواد