الى الدكتور/ ناصح الرشيد المحترم تحية طيبة، وبعد.. أولا: اشكركم على هذه الصفحة المفيدة وأتمنى لكم مزيدا من النجاح وأرغب في عرض مشكلتي عليكم فأنا تعجبني نصائحك يادكتور كثيرا. انني فتاة أبلغ من العمر خمس عشرة سنة.. أعيش وسط عائلتي المكونة من أب وأم وثلاثة شباب أكبر مني سنا وأخت في العاشرة من عمرها. ظاهريا تبدو حياتي هانئة لكنني لا أشعر بالهناء والرضا مهما حدث. فاذا ذهبت الى زيارة الأقارب او الأصدقاء لا استمتع وأرغب في العودة للمنزل دون سبب واضح, واذا خبرجت في نزهة مع عائلتي لا أشاركهم المرح.. انني بصراحة لا استطيع التفاعل مع احد، ولدي عصبية شديدة فتجدني اتوتر وانفعل لأسباب تافهة. كما أنني أبكي بشدة اذا جرح احدهم احساسي حتى وان كان بغير قصد.. مؤخرا اصبحت انطوائية أجلس في غرفتي بالساعات امام شاشة الكمبيوتر اتجول بين مواقع الانترنت دون هدف. سمعت أخي الكبير يقول لأمي يوما: ان جلوس ابنتك في غرفتها وحدها أفضل لنا من جلوسها معنا ونشر النكد في بيتنا. عندها بكيت كثيرا لاني ايقنت بان أخي لا يحبني ولا يطيق الجلوس معي بل يفضل ابتعادي لكوني مصدر التعاسة والنكد لهم. اعترف لك بأنني كذلك ولكنني لا أدري لماذا أفعل ذلك؟ انني اعاند أهلي في كل شيء وأرفض مساعدتهم في شيء ولكن رغما عني.. هل لك ان تساعدني ياسيدي الفاضل؟ @@ ...ابنتك : سلوى ... حاولي ياسلوى!! الابنة سلوى نحن نشكرك على وعيك وتفهمك لذاتك ولمشكلتك وهذا الوعي والتفهم هو بداية الطريق نحو الحل.. ونحو تفهم ما سنقوله نحن ببساطة ودون تعقيد. سلوى وكما شرحتي في رسالتك تقولين: (ظاهريا) تبدو حياتي هانئة.. ونتساءل ما معنى ظاهريا فهل هناك أسباب أخرى خفية لم تذكريها، وكان يمكن ان تسهم في مساعدتنا لحل مشكلتك بشكل أكثر دقة!! عموما نود ان ألفت نظرك الى ظاهرة خطيرة يجب ان تدركيها مبكرا وتستدعي مراجعة الطبيب النفسي فانعدام الرغبة في الأشياء والحياة وفقدان الاهتمام بهم تؤكد على (الاكتئاب) وهو مرض نفسي يجب ان يلتفت اليه مبكرا.. وكل الدلائل والعوارض التي ذكرتينها في رسالتك تشير الى ذلك ياسلوى. ونرى انك مازلتي صغيرة على هذا المرض الخطير, وعلى هذه الحساسية المرهفة تجاه أسرتك والعالم. اننا لا نخيفك ولا نريد ان نكتب لك ما لا تفهمينه من مصطلحات وغيرها.. بل فقط نلفت انتباهك الى خطورة الحالة النفسية التي تمرين بها والتي تستدعي اللجوء الى والدك او والدتك للذهاب بك الى الطبيب النفسي وهناك تشرحين حالتك والعلاج نؤكد لك ان شاء الله مضمون. كما ندعوك الى محاولة الاندماج تدريجيا في المجتمع المحيط بك.. شاركي أسرتك حواراتهم ونقاشاتهم, او أجلسي للقراءة وحاولي ان تبدأي بالقرآن الكريم وأيضا وكما لمسنا أسلوبك جيد فلم لا تحاولي كتابة الخواطر والتعبير وان تبعثيها الى احدى الصحف. الحقيقة ياسلوى أن هناك مجالات كثيرة فحاولي ولا تتركي نفسك للآلام والأحزان.. فالطبيعي ان نكون كذلك فحاولي. ......ناصح