@ اغلب الزوار يعطونك موعدا قبل ان يطرقوا بابك الا الموت فهو الزائر المنتظر والوحيد الذي يدخل بدون استئذان ولكنك تعرف انه آت.. آت.. متى بالضبط.. لا تعرف، ولهذا فانك لا تستعد له جيدا كالزائر الذي يعطيك موعدا فتحرص على الاستعداد له نفسيا اضافة لاعداد مستلزمات الضيافة، وحين نكون صغارا لا نعرف معنى الموت ولا دلالاته ولكن حين نكبر ويتخطف الموت الذين نعرفهم ونحبهم ونعزهم واحدا بعد الآخر نبدأ في التساؤل.. يدفعنا الخوف من الآتي، ربما مرت السنوات واصبحت زيارة هذا الضيف لنا قريبة، ذلك لأن كل واحد من هؤلاء الذين يغيبهم الموت ينتزع بضعة منك مشاعر وافكار ومعاناة، ويذهب معهم شيء منك، وربما تراودك بعض الافكار عن مدى جدوى الحياة والاجتهاد فيها طالما هذا الساعي يترصدك وانت على وجه الدقة لا تعرف منتهاك.. ولولا فسحة الامل ونعمة النسيان لما قامت حياة.. وحضارات وامم. يبقى ان تسأل نفسك ماذا اعددت للدار الآخرة التي سيسكنها جسدك وتلك التي ستسكنها روحك؟ هل وضعت مخططا لها كما فعلت مع بيتك الذي تسكنه الان؟ كيف ستؤثثه، وبأي الاصباغ ستصبغه؟ واي انواع السيراميك ستختار لأرضيته؟ @ هل تخيلت نفسك وانت محمولا على الاكتاف الى تلك الدويرة الضيقة التي لن تحرك بها ساكنا؟ ترى هل ستسرع بك جنازتك.. ام ستمشي مشي السلحفاة خوفا مما ستلاقيه في تلك الدويرة؟ هل ذرفت عيناك دموعا على نفسك؟ @ ترى كم استثمرت في تلك الدار من قول وفعل ومال لتعيش فيها مرتاحا حتى يوم البعث؟ ==1== لا دار للمرء بعد الموت يسكنها==0== ==0== الا التي كان قبل الموت بانيها فان بناها بخير طاب مسكنها==0== ==0== وان بناها بشر خاب بانيها==2== @ نسأل الله حسن الخاتمة