ان زائرا من الزوار يلح على زيارة كل واحد منا وله رغبة شديدة واكيدة في ملاقاتنا لانستطيع له صدا وليس عنه مرد ولا يقبل منا اعتذارا وليس لاحد عنده وقار لا يرحم صغيرا ولا يوقر كبيرا ولا يقبل شفيعا ولا يفرق بين غني او فقير ولا امير او غيره ولا سليم او سقيم. ان هذا الزائر سيزور كل واحد في هذه الحياة ولو سكن القصور العالية وتحصن بالحصون المنيعة بل ولو كان في بروج مشيدة وهذا الزائر أيها الاخوة لا يعرف استئذانا ولا يقدم بيانا بل يأتي في اجل حدد له من قبل رب العالمين فقد يأتي وانت نائم في ساعة متأخرة من الليل وقد يأتي وانت في غمرة فرحتك او شغلك او غناك او فقرك او سفرك او حضرك وقد يأتي والانسان على حال لا يرضي الله عز وجل. اظنكم عرفتم من يكون هذا الزائر الاخير انه الموت الذي نفر منه وليس منه مفر. (قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بماكنتم تعملون). (اينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) وكون هذا الموت يأتي في وقت محدد لانه محدد من رب العالمين (فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). ان الموت كحقيقة مرة سيتجرعها كل انسان منا مهما طال عمره او قصر (لكل اجل كتاب) فالموت شيء محتوم وقدر سابق معلوم فنحن في هذه الدار مسافرون ويوشك المسافران يصل الى غايته ويحط رحله، ولابد لكل دورة في الحياة ان تتوقف ولابد لقطار العمر ان يصل الى مرحلته الاخيرة. ولنطرح على انفسنا هذا السؤال: ترى هل نحن استعددنا لاستقبال هذا الزائر الذي لا نعلم متى سبفاجئنا بزيارته ويستل احدنا من بين اهله واخوانه واولاده وزوجه؟!