اشتريت من احدى مكتباتنا كتابا عنوانه (البحث عن الذات) لمؤلفه الرئيس المصري السابق انور السادات يرحمه الله وهذا الكتاب يبحر بالقارىء إلى الريف المصري وحمامات السجون كما يسجل الكتاب احداثا سياسية قبل وبعد ثورة يوليو 1952م ويتطرق المؤلف لقيادة الثورة والعلاقات السوفيتية المصرية حينذاك. ومعرفة ما ذكر من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية تساعد على اصدار احكام عادلة نسبيا لكل مرحلة سابقة. قبل الولوج الى بعض محتويات هذا الكتاب اود ان انشر المعلومات الاحصائية التالية عن محتويات الكتاب. فقد خصصت مائة واحدى وثلاثون صفحة من أصل اربعمائة وست عشرة للحديث عما قبل ثورة يوليو 52م أي بنسبة 31% اما النسبة الباقية وهي 69% فقد خصصت للحديث عما بعد الثورة وقد وزعت تقريبا بالتساوي عن الحديث عن حكم جمال عبدالناصر وعن حكم السادات. وفي مرحلة حكم السادات تناول الكتاب احداث حرب اكتوبر بنسبة 23% بينما خصص الباقي للكلام عن السلام. تكرر ذكر شخصيات معينة في الكتاب مرات مختلفة فقد تكرر اسم جمال عبدالناصر 144 مرة واسم عبدالحكيم عامر 43 مرة وكيسنجر 23 مرة وروجرز 23 مرة وحسن عزت 20 مرة والبقية اقل من ذلك. يذكر الرئيس السادات في كتابه المذكور (البحث عن الذات) انه من مواليد 1918م وانه حفظ القرآن ودرس في مدرسة للاقباط وقد روى في الكتاب ذكرياته عن السجن الذي اعتقل فيه قبل الثورة حيث كانت هناك سجون خاصة للاجانب واخرى للمصريين وقد كانت سجون الاجانب افضل حيث تتوافر الفرش الوثيرة والنور الكهربائي والطعام بدون مقابل. يقول يرحمه الله عن السلاح الروسي إنه اغلى من السلاح الغربي لان عمره اقل من عمر السلاح الغربي واذا أضفنا الى هذا فائدة ال 5ر2% التي يتقاضاها السوفييت لاتضح لنا ان السلاح الغربي ارخص على المدى الطويل. لم ينس ايضا وقفة الرئيس تيتو رئيس يوغسلافيا آنذاك حينما مده ب 140 دبابة محملة بالذخيرة والبنزين اثناء حرب 73م. وقفة العرب بجانب مصر خاصة عامي 67م و73م اشار اليها المؤلف خاصة موقف المملكة العربية السعودية. "أنور السادات" من أقوال المؤلف مايلي.. فلاشيء مثل المعاناة يصقل النفس ويزيل عنها الصدأ ويكشف عن معدنها الأصيل ويقول: صورة الذات في نظري أهم عندي من صورتي في نظر الناس. كتاب لم استطع معرفة تاريخ نشره لكنه يجعلك تتقمص شخصية الكاتب وكأنه يقول لك ماذا ستفعل لو كنت مكاني؟ هذه السيرة بصفة عامة تقول يجب ان ينتصر المنطق على العاطفة.