لم أجد ما يؤرخ للفارس والشاعرحمد الغيهبان رحمه الله, فسيرته لم تذكر بالتفصيل في أي من الكتب التي بحثت عنه فيها فماذكر عنه لا يتعدى بعض قصائده التي اشتهرت بين الناس. والغريب أن بعضا منها يختلف من راو الى آخر, ومن مؤلف الى آخر أيضا, فلو أن أحدا من المهتمين وضع دراسة حول حياة هذا البطل لأمكننا سبر أغوار ممتعة فالاعتماد على النقل ربما يفتقر إلى التوثيق والتوثيق مهمة صعبة فالأحداث التي عاصرها الغيهبان وقعت قبل مائة وخمسين سنة على أقل تقدير. كأن لاسمه (الغيهبان) علاقة بما في أيدينا من سيرته, فهي لا تزال (غياهب) تكتشف عن مكتشف, فغرابة الروايات عن هذا الفارس الذي قيل أنه كان يمارس دور المجنون في حياته ثم يتحول إلى فارس تؤكد إن كانت صحيحة أن هناك ظاهرة يجب أن تدرس وتوثق وتنشر للناس, فمن حق هذا الرجل أن تقرأ سيرته الغريبة, لكن مالدي عن هذا الرجل هو من السمع المباشر !!! نشأ حمد الغيهبان في منطقة يبرين (التي أسميها بوابة الربع الحالي), وهي موطن (آل جابر) الذين ينتمي إليهم الغيهبان وهم فخذ من قبيلة آل مرة المعروفة. قيل نشأ يتيما وكان يركب جريد النخل ممثلا دور الفارس رغم كبر سنه !! وعندما أراد أخوه الأصغر الزواج نصحته أمه باستشارة أخيه فقال لها مامعناه : هل أستشير مجنون ؟؟؟ وهذا مايحيرني في سيرة الغيهبان .. فهل كان مجنونا حقا .. أم كان يتصنعه؟؟ ذهب أخيه إليه وأخبره بعزمه على الزواج فقال له فورا : (إحذر من أم الحرس .. واحذر من أم الجرس .. وإحذر من عشبة الدار.. ووخر عن وجه الفرس) وكان يعني بالفرس جريدة النخل التي يضعها بين قدميه ثم ابتعد عن أخيه ممتطيا الفرس الجريده. ذهب أخيه الى أمه وأخبرها بما قاله الغيهبان فتفاجأ أنها كانت رسالة توجيه لم يفهمها.. فأم الحرس هي المطلقة أو الأرملة ذات الأطفال.. وأم الجرس هي التي سيرتها على ألسنة الناس أما عشبة الدار فهي الفتاة الجميلة لكن أباها لا يفي بمقاييس الرجوله في ذلك الوقت. (هنا تكمن الغرابة أيضا وتزداد الحاجة لبحث سيرة الغيهبان).ومما ذُكر أنه كان لديه ( قناة ) أو رمح من عروق شجر بري يقال له ( العبل ) وقيل انه كان يدهنه بشكل يومي حتى أنه أصبح مثل المطاط الذي لا ينكسر !!! وقد تفاخر بذلك في قصيدته المشهورة والتي لا أحفظ منها سوى مايلي: ==1== لا عدت أفعال الرجال فعد لي==0== ==0==من الجود عولءي ثمان خصايلي الأوله نقال عجفا جاري==0== ==0==لاراح يمدح جودتي مع جمايلي==2== ويقوم بذكر ثماني خصال يتمتع بها وهي من شيم الرجولة وأخلاق الفرسان إلى أن يأتي على ذكر ذلك (العرق) الذي نقله هو صفته السابعة: ==1== والسابعة نقال عرقٍ أدهم==0== ==0==من الدما عرض الدروع هشايلي==2==