الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    وزير الرياضة يوجه بتقديم مكافأة مالية للاعبي فريق الخليج لكرة اليد    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    إطلالة على الزمن القديم    أرصدة مشبوهة !    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    العوهلي: ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري بالمملكة إلى 19.35% مقابل 4% في 2018    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. الفيصل: عودة سدير من أوائل البلدات التي انضمت لحكم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثم انتقض بعض سكانها
الدكتور الفيصل يفتتح منتدى الضويحي الثقافي بمحاضرة عن تاريخ عودة سدير
نشر في الجزيرة يوم 04 - 01 - 2014

افتتح منتدى بيت الضويحي الثقافي أحد الأنشطة المنبثقة من بيت الضويحي التاريخي أول نشاطاته الثقافية بمحاضرة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل رائد تحقيق الشعر الإسلامي والقديم بشبه الجزيرة العربية وذلك بمقر بيت الضويحي التاريخي بعودة سدير الذي دعى له الشيخ ناصر بن محمد الضويحي وقد أدار المحاضرة الإعلامي المعروف الأستاذ عبدالله الضويحي، وبعد تقديم المحاضرة افتتح الدكتور الفيصل المحاضرة بقوله:
العودة جزء من اليمامة، بل إنها في وسط اليمامة، وتشرف على معبر القوافل في العتك الكبير، فالعتك الكبير هو المسلك الوحيد في طويق ويقابله من الناحية الشرقية العتك الصغير وهو المعبر الوحيد في العرمة، فالقوافل القادمة من العراق لابد لها من هذا الطريق العتك الصغير ثم العتك الكبير، وتموين نجد من الكماليات والقوت في بعض السنين يأتي من العراق، ومن هنا جاءت أهمية موقع العودة، فما هذه الحوامي التي نشاهدها تحيط بالبلد ونخيله إلا بسبب ما تعانيه العودة من موقعها الذي يغري العابرين من البادية بنهب البلد لو تمكنوا من ذلك، كما أن هذا الموقع أتاح للعودة في حال قوتها أن تضع رسوماً على سالكي هذا الطريق، وهذا ما سنشير إليه بعد قليل.
أقول: إن العودة جزء من اليمامة، واليمامة تمتد من وادي الدواسر والسليل جنوباً حتى الزلفي شمالاً، ومن الدهناء شرقاً إلى حيث تنتهي أودية طويق الغربية غرباً، وقد سكن اليمامة في الجاهلية طسم وجديس وهما من العرب العاربة، وقبائل العرب العاربة: حمير وطسم وجديس وعاد وثمود وإرم وحويل، وسكنى طسم وجديس في اليمامة قديم، ففي الجاهلية القريبة من البعثة استوطنت اليمامة قبائل بكر وتغلب العدنانية، فبنو ضبيعة في الضبيعة في الخرج وبنو قيس بن ثعلبة في منفوحة وبنو حنيفة في حجر (الرياض) وفي واديهم وادي حنيفة وبنو سدوس في سدوس وبنو يشكر في ملهم وبنو قران في قران (القرينة) وفي (الفقي) العودة فئات من بكر وتغلب، والاستقرار في قبائل بكر أكثر من الاستقرار في قبائل تغلب، فتغلب تعتمد في معيشتها على الغزو، فإذا عزمت على الغزو جمعت الإبل في أراط وأمرت العبيد بحفظ الإبل، فتبقى فئة من العبيد في مدخل أراط، وفي شعابه وتلاعه، يرصد العبيد الإبل حتى يرجع المحاربون، وقد ذكر عمرو بن كلثوم حفظ أراط لإبل تغلب في معلقته المشهورة وذلك في قوله:
ونحن الحابسون بذي أراط
تسف الجلة الخور الدرينا
وقد أحدثت معركة اليمامة في عقرباء (بجوار الجبيلة) تحولاً سكانياً في اليمامة، ومنها (الفقي) (العودة) فقد انضم سكان الفقي إلى مسيلمة أسوة بقبائل بكر، فانهزم مسيلمة، فأجلى أبو بكر سكان اليمامة، ومنها (الفقي) (العودة) وأحل بني تميم قرى اليمامة، ثم حدثت هجرات من الجنوب في القرن الثامن والتاسع والعاشر لقبائل الدواسر، فشاركوا تميماً في سكنى اليمامة ومنها العودة، وتلك الهجرات لها علاقة بحلف الأزد وربيعة فهي مبنية على استرجاع بلاد ربيعة من تميم.
والعودة تعرف في العصر الجاهلي بالفقي، ونسب الوادي إليها فقيل وادي الفقي، وقد عرفت بهذا الاسم في أول العصور الإسلامية بدليل إثبات هذا الاسم في معجم البلدان، يقول ياقوت الحموي: (الفقي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء ولا أدري ما أصله قال السكوني: من خرج من القريتين متياسراً، يعني القريتين اللتين عند النباج (الأسياح) فأول منزل يلقاه الفقي، وأهله بنو ضبة ثم السحيمية، والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية، وقيل: هو لبني العنبر بن عمرو بن تميم، نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها، وكانوا قتلوا مع مسيلمة، وبها منبر وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم ومنبرها أكبر منابر اليمامة)(1) وعرفت في العصور الإسلامية ب (جماز) يقول الهمداني في صفة جزيرة العرب: (ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي، فأول قراه جماز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة، ثم تمضي في بطن الفقي وهو واد كثير النخل والآبار، ويمضي الهمداني في وصف قرى هذا الوادي إلى أن يقول: وكذلك جماز سوق في قرية عظمة أيضاً)(2) واسم جماز اليوم معروف ولكنه ينحصر في شعب صغير في أسفل العودة، وهذا الشعب من روافد وادي العودة الجنوبية، وجماز الآن أطلال وأبنية متهدمة وأحجار متناثرة وأقروة لا تزال سليمة لأنها منحوتة من الحجر، والأقروة تحمل دلالة واضحة على أن هذا الشعب كان حياً من أحياء العودة المعمورة منذ القديم، وقد يكون اسم جماز أخذ من اسم جماز بن العنبر بن عمرو التميمي، فبنو العنبر سكنوا الفقي بعد هزيمة مسيلمة في معركة اليمامة في عقرباء.
وفي العصور الوسيطة عرفت العودة بالنخلين، ويبدو أنها عرفت بهذا الاسم منذ القرن التاسع أو قبله بقرن، وأول الوثائق التي تثبت (النخلين) اسماً لعودة سدير وثيقة تركية كتبت في القرن العاشر الهجري، فالعثمانيون عندما ضموا الجزيرة العربية إلى ممتلكاتهم جعلوا العودة مركزاً لهم في سدير وكانت تعرف ب (النخلين) وقد جعلوها لواءً فهي ترد في وثائقهم (لواء النخلين) في سدير، وفي القرن الثاني عشر ترد في شعر خريف بهذا الاسم (النخلين)، يقول خريف:
تشطر من النخلين لا عمر جالها
ترى الجار فيها قالات حشايمه
وخريف عاش في آخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر، وعندما انتقل إليها آل شماس أطلقوا عليها (العودة) باسم بلدتهم في الفرعة، والفرعة تشمل ست قرى هجرت اثنتان، قرية آل شماس (العودة) وقرية الخماسين الذين انتقلوا إلى الخماسين التي سميت باسمهم، وقد بقي الاسمان (النخلين) و(العودة) يطلقان على العودة بدليل شعر خريف فهو مرة يسميها العودة كما في قوله:
العودة أم سدير والمدن حولها
معاش وهي فوق المعاش ايدام
ومرة يسميها (النخلين):
تشطر عن النخلين لا عمر جالها
ترى الجار فيها قالات حشايمه
وقد دام ذلك قرابة قرنين ثم تغلب اسم العودة على اسم (النخلين) فراشد بن دباس والمشهور ب(أبو دباس) الذي عاش في القرن الثالث عشر يسميها العودة، يقول:
تنشر من العودة على نور الأنفاس
عند الفجر والليل مقفي مريره
ومنذ ذلك الحين لم يعد للنخلين ذكر إلا في كتب التاريخ، فالعودة عرفت بهذا الاسم واشتهرت به إلى يومنا هذا، يقول الشاعر إبراهيم بن جعيثن:
والى انحدر يضفي على العودة السيل
وتمير ومجزل تملا اهجاله
وموقع العودة في السفوح الشرقية من طويق، وفي الجانب الغربي من العتك الكبير، حيث تشغل مساحات واسعة من وادي سدير، وموقعها في أسفل الوادي أتاح لها وجود مساحات صالحة للزراعة والرعي، سواء كان ذلك في الوادي نفسه أو في الروضات القريبة منه، فالعتك الذي تطل عليه العودة من الناحية الغربية يشتمل على مراع جيدة، وفي الناحية الجنوبية يوجد وادي أراط الغني بمراعيه وهذا الموقع الذي تتميز به العودة له سلبيات لا تنكر، فخصوبة المرعى المجاور للعودة تغري البدو بالحلول فيه في أيام الربيع، فيحدث النزاع بين سكان البلدة والبدو، وفي العصور الماضية عندما كان الأمن مفقوداً في الجزيرة العربية كانت هجمات البدو على العودة أمراً مألوفاً؛ لأن العتك معبر معروف في جبل طويق تسلكه البادية القادة من جنوبي نجد والمتجهة إلى الدهناء والصمان، أو القادمة من الصمان والدهناء والمتجهة إلى جنوبي نجد، وهذه الهجمات المستمرة هي التي جعلت سكان البلدة يحصنونها بالحوامي والأسوار التي لا تزال شامخة، فالحامي الشامل للعودة بمزارعها ونخيلها لا تزال أجزاء منه سليمة مثل الجزء الغربي حيث عبر القرون وهو لا يزال شامخاً بارتفاع عشرين ذراعاً وبسمك أربعة جدران متجاورة، ومكونة جداراً واحداً يعرف في العودة بالحامي، إن هذا الجزء من الحامي جدير بالحماية، فأهيب بالهيئة العامة للسياحة والآثار أن تحمي بقايا السور السليمة، لقد افتقدنا آثاراً بسبب التراخي مثل بوابة باب البر، ومنارة الجامع التي بناها ابن سلامة وحسين التمامي، فالأجدر بنا الآن أن نبذل ما نستطيع لحماية آثار العودة، والحوامي من أبرز هذه الآثار لأنها شاخصة ومعرضة للزوال، أقول إن المراعي الخصبة المجاورة للعودة كانت سبباً في النزاع الذي يتطور إلى حرب تستخدم فيها الأسلحة بأنواعها، وقد شهد جيلي بعضاً من هذه الخصومات التي تقام بعدها العرضة واستخدام الأسلحة حيث تطلق النار في الهواء أو تطلق في الأرض في نمط من الاستعراض حيث ينتظم الرجال ومعهم بنادقهم كل واحد خلف الآخر وقد طأطأ ظهره وثنى ركبتيه في إحاطة بالعرضة فيطلق النار في الأرض وزميله أمامه مكونين دائرة حول العرضة وهم يقفزون قفزات متوالية في خفة حركة ومهارة استخدام سلاح، لقد شهد وادي أراط معارك بين أهل العودة والبادية، فلا يمر عام إلا ويخرج أهل العودة لطرد البدو عن مراعيهم في أراط، ولذلك قيلت الأشعار في أراط وفي معاركه التي قد تكون شيدة في سنة وخفيفة في سنة أخرى، وقد تمتد المعارك مع البدو إلى أماكن بعيدة عن العودة عندما ينهب البدو أغناماً لأهل العودة أو إبلاً، وقد قيلت الأشعار في هذه المعارك وفي استنهاض الهمم للخروج لطرد البدو عن المرعى، وفي الانتصار، وفي تهديد من يرعى في أراط، يقول عبدالله بن شويش أو حمد التمامي:
من نزل بأوراط بيت فهو داس الخطر
ندهشه والمحارم تضيع أفكارها
ويقول عبدالله بن شويش:
إذا وردنا شربنا
هماج ولا قراح
ويقول عبدالله بن هويشل الملقب بالجمل في استنهاض الهمم:
يالبني معملات الجدايل
لا تبن المتقي بالنثيله
ويقول محمد بن صالح في وقعة حدثت عند خشم الزاوية في أراط:
هاض يوم بالأبرق يشيب إلى حضر
عند خشم الزاوية مثل زلزال الرعود
والثميدي بيننا مثل هملول المطر
كل قرم أرخص العمر نجاه الودود
سلاحهم الكشف والملح القهر
معتبينه للملاقا وضربن بالركود
كم صبي بالمعارة تعشاه النسر
دايم تلقى الضواري لمنداته ترود
ويقول حمد بن فواز في معركة بين أهل العودة والبدو امتدت من ضواحي العودة إلى جبل الطوقي الذي يبعد عن العودة بما يقرب من مائة كيل:
الرقيبة قام ينخي ويومي
قال يا الصبيان يا اهل الحمية
قال دنوا كل حمرا ردوم
ونقوا إليِّ عالجوا كل هية
نسفوا بأكوارهن الهدوم
قام كل قرم ينخي خوية
بشروا طيرا علينا يحوم
عيدوا له في ليالي الضحية
وضبعة الطوقي وذيب الحزومي
ولد ابن فرثان ساحت دميه
وإيجابيات موقع العودة محدودة، فهذا الموقع أتاح لها فرض الإتاوة على القوافل القادمة من العراق والسالكة طريق العتك، فإذا امتنعت القافلة عن دفع الإتاوة صودرت بكاملها وأدخلت العودة، كان ذلك في أيام نشأة الدولة السعودية الأولى، عندما كانت في حروب مع العريعر، فكل بلد يتصرف فيها أميرها، وأمير العودة من سنة 1179ه إلى سنة 1181ه عثمان بن سعدون فقد حصن العودة ووضع مركزاً في فم العتك (في المشراة) ووكل بهذا المركز منصور بن حماد، بالإضافة إلى مسؤولياته في الدفاع عن العودة فهو المسؤول عن باب البر وعن الأبراج، وكانت العودة في هذه الفترة إمارة مستقلة في جميع شؤونها مما أتاح لها تعزيز اقتصادها عن طريق الزراعة، والإتاوات التي تفرضها على القوافل، أو مصادرة الأموال في حال امتناع القافلة عن دفع الإتاوة، وقد أتاحت هذه الأموال لأمير العودة الصرف على المرابطين في الأبراج، وعلى المرابطين في مركز العتك، كما أتاح هذا المال شراء السلاح الجيد، بالإضافة إلى السلاح المصادر من ضمن موجودات القوافل الممتنعة عن دفع الإتاوة. وأمير العودة في هذه الفترة عثمان بن سعدون كان يتطلع إلى الإمارة منذ صغره، فقد كان يركب فرساً ويأخذ سيفاً ويمر من بين صفوف نخيل ركية عمر، وكانت لآل سعدون، فيضرب عسبان النخل بالسيف، وكان النخل قصيراً، وعندما آلت إليه الإمارة حصن العودة، وأنشأ مركز العتك، وقسم سيل العلاوة، (أعلى العودة) في قنوات فجعل لكل نخل نصيبه من السيل، وكان سيل العلاوة قبل تنظيم الري في هيئته المشاهدة الآن، يسيل من نخل إلى نخل، مثل الموجود في سيل شعيب الشعبة القادم من جنوب العودة، فهو يملأ نخل فيد فواز، ثم يسيل إلى نخل فيد ابن حمد، وهكذا ينتقل السيل من نخل إلى نخل، فإذا كان السيل قليلاً كان من نصيب النخل الأول، أما إذا كان السيل كثيراً فإنه يستمر في مسيله حتى نهاية النخيل، وهذه النظرية في تقسيم السيل منصفة فالسدود التي توضع في أعلى الوادي وتختص بها البلدة التي بجانبه مجحفة في حق البلدان التي كانت تأخذ نصيبها من السيل قبل إنشاء السد.
ومن الذين كان لهم ذكر من أهل العودة خريف الخريف، فقد نشأ في العودة وأمضى شبابه فيها، ثم انتقل إلى حوطة بني تميم وأقام فيها آخر شبابه وفي سني كهولته وأول شيخوخته، وقد قال في العودة. -وكانت تسمى بالنخلين- عندما كان ناقماً عليها:
تشطر عن النخلين لا عمر جالها
ترى الجار فيها قالات حشايمه
وقد اشتاق إلى العودة لما أحس بالضعف وداهمته الشيخوخة، ونسيه من حوله، فتذكر عمله في نخل هشام في العودة فلم يكن منه إلا أن صنع قصيدة يشيد فيها بالعودة وأهلها منها:
ألا يا غراب الجون وين أنت غادي
بذا الكيح لا ماي ولا طعام
لا عاد ملفاك الرميمي ودنه
وبالليل تضوي في غروس هشام
تضوي على مداليح لكن عذوقها
كبوش على بعض الحياض حيام
العودة أم سدير والمدن حولها
معاش وهي فوق المعاش ايدام
أهلها مغاوير عصاة على العدا
وللجار سمحين الجناب كرام
وقد أرسل القصيدة للعودة فلما وصلت القصيدة أهل العودة عزموا على استقدامه فسار رجال منهم إلى حوطة بني تميم وأحضروا خريفاً إلى بلده العودة، وقد أقام في العودة ثم حدثت أحداث زعزعت الأمن فكثرت التحزبات والاتهامات فخاف على نفسه وغادر العودة إلى تمير وأرسل قصيدة للأمير المنتصر هذا نصها:
يا علي يالي باللقا لك عادة
يا مروي شباة السيف في كل مجال
تومرت ياعلي فيهم واذهبتهم
ياوي زول ياطويل اظلال
ذبحت لي في الضيوف أبو محمد
يا ماملا المرحوم من بطن خال
له جفنة ما يلحق الضيف جالها
للي على مطية واللي ذلوله نعال
شورك من الأوباش أو مع أهمج النسا
أوشور من لا مرضعه حلال
أو شور ضد من قديم عاجز
يوريك نصح خارب الاعمال
وهو يدور عليك عجة كدراء
عليك الضحى صار منها اظلال
ياقاطعين أيمانهم بأيسارهم
يا تايهين الراي يالجهال
تبغي المواكل ياعلي في ديرة
كثير أهلها عن حلاله جال
ويا ماجلوا سكانها من قبلنا
وياما بعد يجلون عنها تال
يولد عيال في كمال ابيارها
وتجوزوا ماجالهن ارسال
إذا وجد الماء فهي مصقوعة
تطلب على العشرين زود احبال
ما يستقى فيها كود صلاقم
شهب الغوارب من بنات جمال
حرفيها يكتب على كدادها
جفوا جفا الله من بها حلال
أقول ذا وأنا بضلع مجزل
متنزح عن كثرة الأوشال
ومنهم زيد بن سعيد، وشهرة زيد في الشجاعة وفي سرعة الجري ففي أيام شبابه كان ماراً بمنهل الحسي فندت بكرتان من مالكتهما فتسارع شباب البدو لرد البكرتين فلم يستطع أحد منهم رد البكرتين وأخذت صاحبتهما تصيح وتنوح عليهما فتقدم زيد للمرأة لما رأى سوء حالها لأن مالها البكرتان، وقال: هل ترغبين في رد البكرتين؟ فقالت: وهل تستطيع ذلك ! فقال: نعم، وكان واثقا من نفسه فردت المرأة بالإيجاب، فسار زيد متتبعاً الأثر حتى شاهد البكرتين فردهما لصاحبتهما، فلما رأتهما استبشرت وقالت:
ياليت زيد في محلي وأنا زيد
واحلو زيد يوم طوح شليله
ما شاقني في الناس كود الفتى زيد
رد ابكار توها مستشيله
وفي أيام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عرف زيد بالمرافق لأمير الدرعية فلا يغزو عبدالعزيز غزوة إلا وفرس زيد بجانب فرسه، وفي واحدة من تلك الغزوات كان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود جاداً في طلب فارس من أعدائه، وكانت الخيل التي مع عبدالعزيز أصيلة وخيل الفارس المطلوب أصيلة كذلك، فحاول الإمام عبدالعزيز اللحاق بالفارس المطلوب فلم يستطع فالمسافة بين خيل الإمام وخيل الفارس تقدر بمائة ذراع، وكان زيد بن سعيد بجانب الإمام عبدالعزيز فقال زيد للإمام عبدالعزيز: أتأذن لي في النزول عن جوادي واللحقا بالفارس؟ فقال الإمام: هل تكون أسرع من الخيل فقال زيد: أظن أن أكون كذلك، ونزل عن جواده وانطلق راجلاً وعقر الفرس المطلوبة عن طريق ضرب رجليها فسقط الفارس عن ظهر جواده فعاجله زيد بضربة بالسيف قضت عليه، وكان زيد قبل هذه الغزوة يأخذ نصيب فارس، فقال الإمام بعد هذه الغزوة يأخذ زيد بروة فارس وبروة راجل.
ومنهم بلال بن عباد الشاعر الرقيق، لقد خرج من العودة لطلب الرزق والعمل واتجه شمالاً غربياً حتى انتهى به المطاف في القصيم فبحث عن عمل بأجر يملأ بطنه فلم يوفق، فأخذ يطوف حول النخيل لعله يجد شيئاً يأكله فلم يجد شيئاً، ولما مسه الجوع أخذ يلتقط بعض التمرات الساقطات من النخل، فيجد واحدة بعد جهد، فجمع بعد ساعات من التطواف عدداً قليلاً من التميرات جمعها في طاقيته، واتجه إلى ظل ليأكل ما جمع، عند ذلك شاهده صاحب النخل فاتجه إليه مسرعاً وضرب يده التي تحمل الطاقية والتمر حتى تناثر التمر على الأرض وسقطت الطاقية ونهره صاحب النخل وطرده وهدده، عند ذلك انصرف بلال مسرعاً هارباً من ذلك الرجل، وقد نسي جوعه بعد أن خيم عليه الحزن وظللته الكآبة، فاتجه إلى مرتفع من الأرض، وجلس القرفصاء وقال:
ياربعنا تعززوا لابن عباد
في رأس مزموم وحيد لحاله
يالله من نو حقوق إلى انقاد
برقه يشوق العين زين اشتغاله
يسقي من المشقر إلى العتك من غاد
والوشم والمحمل وطاهن خياله
عساه يسقي كل بلدان الأجواد
أهل الصخا والجود وأهل الجزاله
يسقي غروس ما منع عنه رداد
إلى اجلبت عجز المبيعة خلاله
لو زعلوا القصمان مانيب نشاد
من زعل يشرب من زعتري ازلاله
ومنهم محمد بن صالح الشاعر المكثر ولكن شعره لم يجمع، وقد سجل كثيراً من أحداث العودة في شعره، فلا تحدث وقعة بين البدو وأهل العودة إلا ويسجلها في شعره، ومن تلك الوقعات يوم الزاوية يقول في تلك الوقعة:
هاض يوم بالأبرق يشيب إلى حضر
عند خشم الزاوية مثل زلزال الرعود
والثميدي بيننا مثل هملول المطر
كل قرم أرخص العمر نجاه الودود
سلاحهم الكشف والملح القهر
معتبينه للملاقا وضربن بالركود
كم صبي بالمعارة تعشاه النسر
دايم تلقى الضواري لمنداته ترود
ومنهم راشد بن دباس والمشهور ب(أبو دباس) وقد اشتهر بقصيدته التي أرسلها إلى ابنه، وهي قصيدة معروفة ومشهورة في الجزيرة العربية والعراق والشام، ولم تحفظ هذه القصيدة وتثبت في أوائل دواوين الشعر النبطي إلا لجودتها وتأثيرها في المتلقي، وأبو دباس من رجال القرن الثالث عشر، ومطلع قصيدته:
يا ونة ونيتها من خوا الراس
ومن واهج بالكبد مثل السعيرة
وقد ذكر العودة في القصيدة في قوله:
تنشر من العودة على نور الأنفاس
عند الفجر والليل مقفي مريره
ومنهم حمد بن فواز وهو شاعر مكثر ولكن شعره لم يجمع فقد ضاع أكثره وهو من رجال القرن الرابع عشر، توفي في منتصف القرن، ومن شعره قوله في انتصار أهل العودة على البدو في ثنية الطوقي:
الرقيبة قام ينخى ويومي
قال يا الصبيان يا اهل الحمية
قال دنو كل حمرا ردومي
ونقوا إلى عالجو كل هية
تسفوا بأكوارهن الهدوم
قام كل قرم ينخى خويه
بشروا طيراً علينا يحوم
عيدوا له في ليالي الضحية
وضبعه الطوقي وذيب الحزوم
ولد ابن فرثان ساحت دميه
وقد حج حمد بن فواز في السنة التي ضم فيها الملك عبدالعزيز الحجاز وكانت عين زبيدة قد سدت مجاريها فقال الملك عبدالعزيز لحجاج نجد: من كانت معه امرأة فيعود بها إلى بلده ومن لم يكن معه امرأة فيبقى في مكة لتنظيم مجرى عين زبيدة، وكان حمد بن فواز ليس معه امرأة فبقي في مكة وقال قصيدة منها:
يوم ان أبو تركي ومر بالجهاد
فكرت بوجيه النشا ما غدت سود
الي تعذر صار عذره سداد
وش عذرنا يالي على ضمر قود
حمر إلى أوحت حس صوت المنادي
لكن يطردها من الحشو مفرود
ومنهم عبدالله بن هويشل الملقب بالجمل، قال أشعاراً في الحماسة والإخوانيات والغزل وغير ذلك، وقد جمع شعره، اطلعت على كراسة منه عند إبراهيم الغانم غفر الله للجميع، ولا أعلم مصيره الآن، وكان الجمل يرتجل شعر العرضة الحماسي في موقفه فيغني بذلك الشعر في العرضة المقامة من أجل طرد البدو عن مراعي العودة ومن شعره في الحماسة قصيدة مطلعها:
يا البني معملات الجدايل
لا تبن المتقي بالنثيلة
وتشتمل العودة على أماكن تاريخية كثيرة منها (مسافر) في أسفل العودة في ضفة الوادي الشمالية حيث يلتقي شعيب العتيقية بالوادي (وادي سدير) فالآثار ما تزال شاخصة فأكوام البيوت مرئية وألزية الآبار واضحة وقنوات الماء بادية والآبار اندفنت ولكن فوهاتها تدل عليها، ويبدو أن هذا الجزء من العودة كان معموراً قبل أربع مائة سنة فالروايات الشفوية تقول إن مسافراً كان مشهوراً بنخيله وبساتينه، وأظن أن هذا الجزء من العودة تأثرت آباره ببناء سد السبعين في روضة سدير، فرميزان بن غشام زين لزيد بن محسن الشريف أمير مكة ضم سدير لإمارة مكة وكان هدفه الوصول إلى إمارة الروضة، فخرج زيد الشريف إلى نجد سنة سبع وخمسين وألف هجرية واستولى على الروضة وقتل أميرها محمد بن ماضي وجعل رميزان بن غشام أميراً على الروضة، وسار إلى العودة وحاصرها ولم يستطع فتحها، وفي تلك الحقبة التاريخية طلب رميزان من زيد الشريف تزويده ببنائين لبناء سد في الروضة فبنى سد السبعين في القرن الحادي عشر فتأثر أسفل العودة ونضبت آباره التي كانت تعتمد على سيل وادي سدير، أما أعلى العودة فلم يتأثر كثيراً لاعتماده على شعاب الجوفاء والشعبة والداخلة، وقد ناله بعض الشيء فهجرت نخيل وحيالات، ولكن أكثر الآبار في أعلى العودة بقي ماؤها كافياً لسقي النخيل.
ومنها القرناء وهي أقدم أحياء العودة وهي في أسفل وادي العودة، وأظن أن هذا الحي هجر منذ أن هب سكانه من بكر بن وائل -وفيهم نصارى- هبوا لمساعدة مسيلمة في عقرباء، فآثاره قديمة، وهو يحوي مقبرة على عمق ستة أمتار وكنيسة، أما الأحجار فنقل أكثرها إلى حوطة سدير لبناء البيوت في الأحياء الجديدة التي بنيت في العقد التاسع من القرن الرابع عشر الهجري، وإذا كانت المقبرة والكنيسة من شواهد القدم فهناك شاهد ثالث على قدم حي القرناء فقد زرع محمد التمامي أثلاً في القرناء وأحاطه بحجارة فكان يخرج إلى القرناء ويجمع الحجارة من أساسات البيوت ليقيم بها الحائط حول الأثل، فعثر على مزهرية تحوي صكوكاً قد تحولت إلى رماد وبقيت حافاتها، يقول إبراهيم العمار ونحن في عزاء سلطان بن زيد الحسين والمجلس يحوي ما يقرب من عشرين رجلاً، وكلهم يستمعون إلى حديثه، يقول: كنت جالساً عند والدي في المصنع فجاء محمد التمامي ومعه مزهرية تحوي صكوكاً قد تحولت إلى رماد وبقيت حافاتها وقال: (خذ هذي يا أبو إبراهيم يمكن تستفيد منها في صناعتك)، فأخذها والدي ونظرنا إليها وتعجبنا من جمالها، ونظرنا إلى الصكوك فإذا هي بالية وحافاتها تدل عليها، وقد باع محمد التمامي الأثل لناصر بن سليمان، وموقع الأثل في القرنا في شمالي مزرعة عثمان أبو حيمد فالأثل في ضفة وادي سدير الجنوبية.
ومنها مدينة غيلان، والمدينة تحوي قصراً كبيراً محاطاً بسور وله ملحقات حوله وما زالت جدران القصر شامخة، وبداخل القصر بئر، بقيت فوهتها، وهي محفورة في الجبل المنبسط الذي يقع عليه القصر، والقصر لغيلان، وغيلان صاحب القصر حاكم قوي هيمن على سدير والوشم، ففي العودة مدينة غيلان وفي أشيقر صندوق غيلان وصندوق غيلان جبل مشرف على أشيقر، ولم يسم بهذا الاسم إلا ولغيلان سلطة ووجود في أشيقر، ثم إن ياقوت الحموي يقول في حديثه عن الفقي وهو اسم العودة القديم: (وبها منبر، وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم، ومنبرها أكبر منابر اليمامة) أي إن العودة أكبر من حجر (الرياض) وأكبر من اليمامة في الخرج فهذا يدل على أن القصر مركز حكم، لقد تكلمت مع (أبو درك) المسؤول عن الآثار في ذلك الحين في وزارة المعارف عن تاريخ القصر فقال: سنحفر البئر وسنجد ما يحدد تاريخ القصر، وربما توصلنا إلى صاحب القصر لأن البئر يوجد فيها الخاتم وعملة العصر والعمامة وما إلى ذلك، هذا الكلام مضى عليه ثلاثون عاماً أو أكثر ولم تحفر البئر ولم تلتفت الآثار إلى القصر، وحسناً فعلت إدارة الآثار في وزارة المعارف في وضعها سياجاً على مدينة غيلان.
ومنها برج الحميدية، وهو برج من أبراج السور الداخلي ولا يزال البرج شامخاً في الشمال الشرقي من السور، وينسب هذا البرج إلى الحميدية جمع الحميدي، والحميدي معروف في القصيم ومجهول في سدير، فالحميدية من آل شماس الذين انتقلوا من بلد الشماس في القصيم إلى العودة عندما انتصر عليهم حجيلان بن حمد أمير بريدة ودمر الشماس، فسمي هذا البرج باسمهم لأنهم يرابطون فيه.
ومنها سوق باب البر، وقد شهد هذا السوق المبارزة والمصاولة بين عبدالله بن سلطان الشماس وعلي بن علي الشماس، فقد كان عبدالله بن سلطان يطرد علي بن علي بالسيف حتى يوصله إلى الحوش (سوق العودة) ثم يصده علي بن علي ويطرده إلى أن يوصله باب البر، وكان يهدف علي بن علي إلى إخراج عبدالله بن سلطان عن طريق باب البر وإغلاق الباب إن لم يستطع قتله، وكان سلطان والد عبدالله يرقب الموقف ولحظ وهن ابنه، فخشي أن يخرج، فعمد إلى إغلاق الباب وكسر المفتاح وسلطان هذا هو الذي بنى قصر الرميحية وشيد برجه، فلما تم البناء اجتمعت العاملات وأخذن الدفوف وشرعن في الغناء، قائلات:
سلطان بني قصره وفوالته السعد فيه
سلطان بني قصره ونبي جزور يذبحه فيه
وأرى أن يرمم هذا القصر فهو جزء من تاريخ العودة، وقد انتهت المبارزة بقتل علي بن علي، فعبدالله بن سلطان ساعده شبابه، وكان علي بن علي قد تقدمت به السن، وهذه المبارزة حدثت في سنة 1165ه وكان علي بن علي قد قتل أخوي عبدالله بن سلطان دباس وحمد في سنة 1163ه.
ومنها بيت محمد بن عبدالله بن فيصل الواقع في وسط العودة، فقد جرت في هذا البيت معركة بين محمد بن سعيد (أبو فيصل) وأخوه زيد من جانب، وعثمان بن سعدون من الجانب الآخر، وكان عثمان بن سعدون قد قتل مزيداً بن سعيد سنة 1170ه عندما كان أخواه خارج العودة، فلما عادا إلى العودة بعد أيام من مقتل أخيهم مزيد عارضهم رجال من آل عيسى وأخبروهما بمقتل أخيهم فرجعا ولم يدخلا العودة، وفي هذه الفترة عارض ابن سعدون الدولة السعودية الناشئة واستقل بالعودة وأحكم الحوامي والبروج ووضع مركزاً في فم العتك الشرقي لأخذ الجمرك، وجعل منصور بن حماد مسؤولاً عن الدفاع ومركز العتك، فهو مسؤول عن باب البر والبروج وكل أمن العودة، وقد مرت قافلة بالعتك فاعترضها رجال المركز، فلم تقف لدفع الجمرك فجرت معركة بين الفريقين انتهت بتخلي رجال الحملة عن بعض موجوداتهم، وكان ابن حماد حاضراً في المركز فحصر الغنائم ليقدمها للأمير وأخفى بعض النفائس ومنها جوالق بداخله (بشوت) غالية الثمن، فنما إلى ابن سعدون خبر ما أخفاه ابن حماد، فسأل الأمير ابن حماد عن النفائس التي أخفاها فأنكر ابن حماد ما أخذ فساءت العلاقة بين ابن سعدون وابن حماد، وفي هذه الفترة أرسل ابن حماد إلى محمد بن سعيد وأخيه زيد مبدياً رغبته في الاجتماع بهما، فاجتمع الطرفان في أراط، وأبدى ابن حماد تسهيل مهمتهم في أخذ ثأرهم من ابن سعدون، فاشترطا على ابن حماد تقديم ابنه عبدالله رهينة لديهم، فإن أخل بالاتفاق قتلا ابنه، وبعد أسبوع حضر ابن حماد ومعه ابنه الذي سلمه رهينة لدى آل سعيد، وحدد يوم الهجوم على ابن سعدون، وقد عرف مكان الاجتماع ب(ثنية الوعد) وقد نفذ آل سعيد خطة الهجوم ودارت المعركة في بيت ابن سعدون الذي آل إلى آل سعيد حيث قتل فيه عثمان بن سعدون وقد أنهى آل سعيد حكم ابن سعدون، فاستبشر الإمام عبدالعزيز بسقوط حكم ابن سعدون في العودة ذات الأسوار الممتنعة، وعد هذا السقوط مقدمة لإنهاء حكم دهام بن دواس في الرياض، فسور دهام على الرياض كان عاملاً مهماً في صمود الرياض أمام إمام الدرعية، وكان الإمام عبدالعزيز يرحب بجلوية البلدان المناوئة للدولة السعودية، فقد قرب آل سعيد، فزيد مرافق للإمام، وحسين جعله الإمام أميراً للعودة وأميراً لغزو أهل سدير بعد استقدام منصور بن حماد إلى الدرعية، وبعد مقتل حسين جعل الإمام أخاه محمداً أميراً للعودة.
ومنها نخل العليا، فقد دخل التاريخ عن طريق قضية فيه بين ورثة عبدالله بن أحمد ابن فارس وعلي بن محمد بن خريف، فقد نظر في القضية عدد غير قليل من قضاة القرن الحادي عشر، منهم محمد بن ربيعة العوسجي وعبدالوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأحمد بن محمد المنقور وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل، ثم إن امتناع علي بن خريف عن الحضور، وقضاء ابن ربيعة في القضية مدد الخلاف فكتب في هذه القضية ثمانون صفحة على امتداد سني الخلاف.
ومنها الحامي الغربي للعودة، فهذا الجزء من السور الخارجي لا يزال شامخاً بارتفاع عشرين ذراعاً، فالمحافظة عليه كأنموذج للسور الخارجي واجب وطني، إنني أدعو الهيئة العامة للسياحة والآثار لحماية هذا الأثر بوضع سياج عليه وحمايته من العبث الذي لحق بأسوار العودة.
ومنها المقبرة القديمة فهي جزء من تاريخ العودة، لقد أهملت هذه المقبرة, فالسيارات تسير على القبور، والمارة يطؤون القبور، فأين حقوق الموتى؟!، لقد كنا في أيام طفولتنا وأول شبابنا نفرح إذا سقطت عجلة السيارة في قبر لنجتمع ونتعاون في دفعها وإخراجها مما وقعت فيه، ثم إن سيل عام ثماني عشرة وأربعمائة وألف هجرية تسبب في هبوط القبور الجنوبية من المقبرة، والقبور التي هبطت في ذلك السيل أكثر من عشرة وقد شاهدها الكثير، إن تسوير هذه المقبرة واجب ديني، ثم وطني، ثم إنساني، فإذا كان الإنسان حياً له حقوق فإن الأموات لهم حقوق، إنني أدعو اللجنة الوطنية للسعي في حماية المقبرة وتسويرها، أما الآلية فهي كما يلي: يوقع الشهود بأن هذا المكان مقبرة وبه بشر أموات فإذا جمعت التوقيعات ذهب بها واحد من اللجنة الوطنية للقاضي ليصدق عليها، فإذا أيد القاضي ما شهد به الشهود ألزمت البلدية بوضع سور على المقبرة.
إن تاريخ العودة الجاهلي مرتبط بحجارة القرناء وأرضها وجبالها، وتاريخها في الخمسة القرون الأولى مودع في جماز ومدينة غيلان، وتاريخها في العصور الوسيطة مودع في المقبرة القديمة فقماش الكفن يحدد الفترة التاريخية، وتاريخها في القرن العاشر وما بعده في الوثائق التركية وفي أرض مسافر وفي كتب التاريخ، ولا أنسى الاستعانة بمعاجم البلدان القديمة والحديثة بالإضافة إلى الوثائق الخاصة بالأسر مع ما في الحصول عليها من مشقة، فلو توافر ما ذكرت لكتبنا مجلداً كاملاً عن تاريخ العودة، والله المستعان في كل أمر)).
المداخلات
- مداخلة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الغزي رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للدراسات الأثرية ووكيل كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود:
أشكر أصحاب المكان على تنظيم هذه المحاضرة التي استفدنا منها كثيراً, وأشكر الحضور فقد جاء فيها الكثير من المعلومات التي أبعدت الموضوع التاريخي عن الأسطرة التي اعتدنا عليها عند الكتابة عن البلدات التراثية في وسط الجزيرة العربية، كما أشكر أستاذنا القدير وعالم الأماكن والأدب ونعجز عن تعداد مناقب الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل وأتمنى أن يستمر في عطائه إن شاء الله، ولا يفوتني أن أشكر أخي الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفيصل - دكتور الغد- على تواصله وإتاحة الفرصة لنا لحضور هذه التظاهرة الثقافية، أريد أن أعلق على ما ذكره الدكتور الفيصل في أن تقوم هيئة السياحة والآثار بواجبها نحو حماية الأماكن الأثرية وبخاصة البلدات التراثية التي تعني تاريخنا الحديث، وما نراه في عودة سدير هو مثال حي على المدينة التراثية المتكاملة, ومثال حي على سوء الأمن الذي كانت تعيشه البلدات النجدية قبل ثلاثة قرون أو أكثر ونحمد الله على نعمة الأمن وأن هناك منشآت علمية تحمي تاريخنا الوطني عن طريق الكتابة وتحقيق الكتب مثل دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية والجامعات أيضاً وإن كان للدارة النصيب الأكبر في ذلك، ولكن أطالب وأثني على مطالبة والدي الدكتور عبدالعزيز الفيصل بأن تقوم السياحة بحماية المدينة بأكملها، وبدلاً من أن تقول إن الأمن كان ضعيفاً والحروب منتشرة في ذلك الحين فتحكي هذه البيوت ما كان في تلك الأيام, وهي خير شاهدٍ على الأمن الذي كان مقلقاً للناس، فذكر الدكتور الفيصل أن أهل العودة كانوا يجبون الإتاوة على القوافل وقد كان لها وضع معين فجاءت الدولة السعودية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة فسيطرت على الأمن، فالواجب الآن على هيئة السياحة ترميم القرى التراثية وأن تتيح الفرصة للناس لزيارتها ليعرفوا معاناة الناس قديماً.
كما أقترح على الدكتور الفيصل أن يخرج كتاباً عن هذه المواقع الأثرية التي دعا إلى دراستها ميدانياً من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار ولو ألح في الدعوة عليهم، فقد ذكر قبراً عمقه ستة أمتار ومسافر وغيلان والقرناء وغيرها فيا حبذا أن اللجنة الوطنية التي ذكرت والباحثين ووجهاء البلدة، ومنها ديوانية أبوحيمد وبيت الضويحي وبيت محمد الفيصل وغيرها من الأماكن التي لا أعرفها، وكل هذه أماكن تستحق العناية.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل:
أنت من الذين زاروا بلدتنا قبل هذه الزيارة ولك جهود تشكر في جامعة الملك سعود فلك مني الشكر والتقدير على إشارتك لصيانة البلدة بكاملها.
- مداخلة الباحث إبراهيم الحقيل:
أشكر أسرة الضويحي على هذه الندوة الصباحية الماتعة وأثني شكري لأستاذي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل الذي استفدنا منه كثيراً سواء في الناحية الأدبية أو ناحية تأصيل تراث البلدان النجدية.
مما يحمد لأستاذنا الدكتور الفيصل أنه محايد في طرحه دائماً ويقصد الحقيقة التي نفتقدها كثيراً فيمن يتناول تاريخ البلدان النجدية التي أصبح تاريخها مرتهناً لبعض النظريات والأطروحات التي يتبناها أصحابها ويضعون النتيجة قبل البحث، حتى يصل إلى هذه النتيجة ويلزم الباحثين بقبولها، مما شدّني في كلام أستاذنا الدكتور الفيصل موقع القرناء وهو موقع جدير أن يعمل له مجسات من علماء الآثار حتى نتمكّن من الوصول إلى جزء من تاريخنا نسمع عن انتشار النصرانية في بعض بلدان اليمامة وخاصة في حجر وغيرها ولكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن وجود كنيسة في منطقة سدير وهذا يقودنا إلى إعادة كتابة تاريخ المنطقة وذلك بالبحث الآثاري العلمي وليس بالأساطير التي تتداول سواء في المنتديات الثقافية أو في بعض الكتابات.
ومما أعجبني أن الدكتور الفيصل الوحيد في منطقتنا الذي اهتم بتاريخ منطقة بلده واستطاع أن يربط بين الجيل القديم الذي توفي في السبعينات وما قبلها وبين الجيل الحديث الذي يمثّله الباحثون الآن وهذا ما نواجهه في بعض البلدان النجدية مما أوجد مدخلاً لبعض مدعي الثقافة والعلم والتراث الذين ملؤوا الساحة علينا، وأكرر شكري وتقديري لأستاذنا الدكتور عبدالعزيز الفيصل.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل
أشكرك على الاهتمام بالقرناء وهي منطقة أثرية مهمة، علماً بأن الآثار في الضفة الجنوبية من الوادي وقد تأثرت بالطريق المعبد وبالمزارع المحدثة.
مداخلة معالي الشيخ عبدالرحمن أبوحيمد:
في البداية أشكر بيت الضويحي التاريخي على تنظيم هذه المحاضرة وهذه الندوة وأشكر أستاذنا الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل على ما أجاد به من معلومات أثرى بها هذا الاجتماع, قرأت ما كتبه -جزاه الله خيراً- سابقاً في مؤلفاته وما كتبه ابنه محمد، ولكن في هذه المحاضرة أمور جديدة أسمعها لأول مرة تدل على اهتمامه ودقة بحثه عن تاريخ العودة، ولهذا فإني أشكره جزيل الشكر على ما يقدمه لعودة سدير وأهلها،
وأؤيد أن تطور هذه المحاضرة لتكون في كتاب يضم لكتبه السابقة لكي يقرب من اكتمال تاريخ عودة سدير فهو الأجدر والأحق أن يكمل هذه المسيرة التي بدأها من تاريخ قديم، وهو القادر من أبناء العودة أن يكمل هذه المسيرة، ومرة أخرى أشكر بيت الضويحي على هذه الندوة وأشكر أستاذنا الدكتور عبدالعزيز على هذه المحاضرة وعلى ما قدمه وأرجو أن نرى هذا البحث في كتاب مؤصَّل وأشكر الحضور على تلبية هذه الدعوة وعلى الحضور في هذا اليوم الذي أعتبره من أيام عودة سدير المشهورة والمشهودة وشكراً جزيلاً للجميع.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل:
لك الشكر والتقدير أنت من رجال العودة البارزين بمالك وسعيك فلك مني الشكر والتقدير، وأنت دائماً حاضر في منتديات العودة وحاضر بمالك فلك مني الشكر والتقدير.
- مداخلة فهد بن زيد الدعجاني:
أشكر أسرة الضويحي على إقامة هذه الندوة العلمية الثقافية، وكذلك أشكر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل على ما طرحه في هذه المحاضرة من المعلومات، ولدي اقتراح، أقول: إن الحراك الثقافي هو الخطوة الأولى ولهذا فإنني أناشد أهل العودة أن يقوموا بالخطوة الثانية وهي التنقيب عن الآثار واستقطاب خبراء عالميين عبر القنوات الرسمية للتنقيب عن الآثار لعلنا نجد آثاراً قد تغير التاريخ وتثري تاريخ العودة ومنطقة سدير.
- مداخلة المهندس عبدالمحسن الماضي:
الشكر لأسرة الضويحي وللدكتور عبدالعزيز الفيصل, يقال إن التاريخ هو أبو العلوم ومشكلتنا مع المؤرخ الجيد أنه ليس بالضرورة كاتبا جيدا لكن اليوم سمعنا محاضرة مفهومة من ألفها إلى يائها وأشكر د.الفيصل على هذا الطرح، قلت يادكتور عبدالعزيز إن الفقي لا يوجد له معنى, هناك مفكر مصري شهير اسمه الفقي يظهر مع السيسي أليس هناك من مجال لمعرفة معنى هذه الكلمة عبر هذا المفكر؟، السؤال الثاني: ذكر الدكتور الفيصل (العتك) ما معنى هذه الكلمة؟ وهناك امرأة شهيرة اسمها عاتكة الخزرجية فهل هناك من صلة؟ السؤال الثالث: ذكر الدكتور الفيصل أن أهل العودة كان لهم دور مع مسيلمة الكذاب في حروب الردة المسافة بعيدة من العودة إلى العيينة وسدوس كنت أتصور أن أهل المنطقة هناك هم الذين كان لهم دور فقط وهم أكثر ضحايا هذه الحروب منهم مع أن حروب الردة شملت «نجد» تقريباً كلها.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل:
قلت إني ذكرت أني لا أعرف معنى الفقي الذي قال هذا الكلام ليس أنا إنما هو ياقوت الحموي وقد نقلت مقولته نصاً، أما أنا فقد ذكرت معنى هذه الكلمة في كتابي من غريب الألفاظ أن الفقو والفقي: العشب عندما يحصد أول مرة, ويطلق هذا الاسم على الحصدة الثانية بدليل أن العشب متوفر أن الوادي مشهور بعشبه, فما زالت مستعملة في لهجتنا، وقد ذكرته في كتابي، فالذي قال لا أعرف هو ياقوت الحموي. والعتك كل شيء صعب متعتك وهو الأرض التي فيها صعوبة حجر وما إلى ذلك. أما عن استفسارك عن أهل العودة كيف كان لهم دور في حرب مسيلمة وحروب الردة فقد ذكرت في بداية المحاضرة أن البلاد بلاد بكر سواء أكان ذلك في الخرج بنوضبيعة أو في وادي حنيفة في واديهم أو في قرّان، فأهل قرّان أسروا عمرو بن كلثوم وقصته معروفة والمسافات لا تشكل عائقاً في الماضي، وقد ذكرت قبل قليل أن البدو عندما أخذوا غنماً لأهل العودة, جرت المعركة بينهم في الطوقي على بعد مئة كيلو فكيف تستغربون أن أهل العودة من بكر يساعدون إخوانهم من بكر في الجبيلة أو في حجر، وهذا ليس بغريب وياقوت الحموي يقول في كتابه إن العودة التي كانت تسمى الفقي قد خلت من أهلها بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى الذين قتلوا مع مسيلمة، وهذه المسألة شائكة حتى أن الصحابي الجليل وخليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه مال مع مضر ضد ربيعة في هذه المسألة وهذا كلام تاريخي ونحن مسلمون والخليفة على رؤوسنا وهو الذي بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم ولكن هذا الذي يقال في التاريخ, وليس كل من قال قولاً فهو صحيح.
- مداخلة الأستاذ عمر الماضي رئيس مركز روضة سدير:
ذكرت يا سعادة الدكتور عبدالعزيز في محاضرتك الحوامي وكان الوالد -رحمه الله- يذكر كثيراً حامي سدير، وشكراً للدكتور عبدالعزيز ولأسرة الضويحي هذا اللقاء الجميل الذي جمعنا بهذه الكوكبة الرائعة.
- مداخلة الوجيه الأستاذ بندر بن عثمان الصالح:
سؤالي ليس للدكتور العالم عبدالعزيز الفيصل بقدر ما هو موجه للدكتور عبدالعزيز الغزي، السؤال: كيف نستطيع أن نجعل من هذه الكلية الحديثة السياحة والآثار التي ننتظر منها الشيء الكثير كالمتعة والشفافية والصدق الذي سمعناه اليوم من الدكتور الفيصل فهل هناك مانع دون أن نجد المتعة والسلاسة في الطرح بقدر ما أن نلاقي الملل وعدم الوضوح وعدم الشفافية وعدم الصدق في المحاضرات وفي المحاضرين وفي الكتب.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل:
أنتم من الشخصيات المتنوعة في الأدب والاقتصاد وحاضر في كل المنتديات فلك الشكر والتقدير.
- مداخلة الأستاذ حمود المزيني :
في البداية أشكر أسرة الضويحي على تنظيم مثل هذا اللقاء وكذلك أشكر الدكتور عبدالعزيز الفيصل على ما أثرى به في هذه المحاضرة، منطقة سدير مترامية الأطراف من منطقة القصيم حتى ما خلف الدهناء وقد نالت نصيبها من التنمية ونعتز بماضيها، وقد تحدث الدكتور الفيصل عن أحد بلدان منطقة سدير الهامة وهي عودة سدير ولا شك أننا نفخر بهذا البلد ومنطقة سدير عزيزة على الجميع ومسماها عزيز على الجميع في ظل القيادة الرشيدة ونحرص على هذه التسمية التي نفتخر بها ولها جذور تاريخية وجغرافية ولي ملاحظة على الدكتور عبدالعزيز وهو أنه قال محافظة سدير طبعاً معروف أنها محافظة المجمعة وهذا لا يعني عدم اعتزازنا بسدير! ولكن هذا وضع إداري موجود وليس تعصباً للمجمعة وأهل المجمعة، فهم أول من طالب أن تكون محافظة باسم سدير، فالمستحسن أن نطلق عليها اسمها المعروف، وأشكر مرة أخرى الدكتور الفيصل على هذه المحاضرة المهمة التي تحدث فيها عن منطقة مهمة التي تعتبر على ثغر وكانت تتحكم بمرور القوافل عبر العتك وكون هذا البلد منفرداً بين بلدان سدير على هذه الجهة مما جعله يحتك بالقوافل، وشكراً لكم.
تعليق الدكتور عبدالعزيز الفيصل:
أنا لم أذكر محافظة سدير! فقد جئت بها من نفسك ولم أذكر هذا من قريب أو بعيد ونحن تابعون لمحافظة المجمعة وإن أردت أن نوقع وقعنا!
وبعد نهاية المحاضرة كرم الشيخ عبدالعزيز الضويحي نيابة عن الشيخ ناصر الضويحي الدكتور عبد العزيز الفيصل حيث اهداه درع بيت الضويحي التاريخي قام الحضور بزيارة ديوانية محمد أبوحيمد وكان في استقبالهم معالي الشيخ عبدالرحمن أبوحيمد الذي رحب بهم وأعطاهم فكرة عن الديوانية والضيافة، وقد زاروا معرض الصور في الديوانية، وبعد ذلك زاروا متحف الأستاذ محمد العيسى وكان في استقبالهم الأستاذ محمد العيسى والأستاذ عيسى العيسى والأستاذ عثمان العيسى، بعد ذلك اتجه الجميع لمسجد القرية التراثية، وبعد الظهر توجهوا إلى مركز عودة سدير وكان في استقبالهم رئيس المركز الأستاذ محمد بن منور العتيبي الذي رحب بهم وقدم الضيافة لهم، بعد ذلك أخذتهم الحافلة الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.