أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش ان تحقيق تحول في العراق سيكون (مشروعا هائلا طويل الاجل) في مؤشر على ان خروج الولاياتالمتحدة من البلاد في وقت مبكر أمر غير مرجح. وتوعد بوش في احتفال رئاسي للمتطوعين للخدمة في القوات المسلحة أقيم بالبيت الابيض المقاتلين العراقيين الذين يقاومون الاحتلال الامريكي للعراق بأن الولاياتالمتحدة ستتصدى لهم بقوة مباشرة وحاسمة وتعهد بعدم عودة الاستبداد للعراق. وقال إن للحرية أعداء في العراق وألقى اللوم على مسئولي حزب البعث السابق في العراق والموالين لصدام حسين ومقاتلين أجانب في الهجمات الاخيرة التي وقعت ضد العديد من الجنود الامريكيين في البلاد وعددهم نحو000ر230 جندي. ولقي 25 جنديا أمريكيا على الاقل حتفهم بنيران معادية كما قتل العشرات في حوادث متفرقة. وقال بوش إن مقاتلين أجانب دخلوا المنطقة الاكثر اضطرابا في العراق وهي المناطق ذات الاغلبية السنية قرب بغداد ودمروا محطات الكهرباء وخطوط أنابيب الغاز وهاجموا قوات التحالف ويحاولون ترويع الشعب العراقي. وأضاف: إنهم مخطئون ولن ينجحوا .. إنهم لا يهاجمون قوات التحالف فحسب ولكنهم يهاجمون الشعب العراقي أيضا. وأوضح أن إعادة بناء العراق سيتطلب جهدا كبيرا ولمدة طويلة. وقال الرئيس الامريكي للجنود بعد أن حررنا العراق كما وعدنا، سنساعد ذلك البلد في تأسيس حكومة تمثله وعادلة كما وعدنا.. ان صعود العراق كمثال للاعتدال والديمقراطية والرفاهية مهمة هائلة طويلة الاجل.. وانحى بوش باللائمة في المقاومة العراقية على الموالين لحزب البعث وجماعة انصار الاسلام التي بدأت تعمل في معقل السنة بالعراق والجماعات التي لها علاقة بأيمن الظواهري احد زعماء القاعدة. وقال ان مقاتلين اجانب يدخلون العراق ايضا. واضاف: هذه الجماعات تعتقد انها عثرت على فرصتها لالحاق الضرر بامريكا وزعزعة تصميمنا في الحرب ضد الارهاب وحملنا على مغادرة العراق قبل ترسيخ الحرية. وقال: سوف نواصل الهجوم ضد العدو وكل من يهاجم قواتنا سيقابل بقوة مباشرة وحاسمة. وأكد بوش ان الحرب الامريكية الاشمل على الارهاب العالمي ستكون طويلة حيث سيحل زعماء جدد لتنظيم القاعدة محل الذين اسروا أو قتلوا. وقال منذ البداية كنا نعلم ان الجهد سيكون طويلا وصعبا وان تصميمنا سيكون موضع اختبار. وأضاف ان الولاياتالمتحدة حققت مكاسب في جهودها لسحق تنظيم القاعدة حيث تم قتل أو اعتقال 65 في المئة من كبار زعمائها. لكن مصير اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مازال مجهولا وقال بوش: اننا نعلم ان القاعدة دربت الاف الجنود المشاة في عديد من الدول وان زعماء جدد لهم ربما يظهرون. ووصف البيت الابيض تصريحات الرئيس بوش بأنها احدث تقييم للحرب ضد الارهاب وبشأن العراق حيث تهدد الهجمات اليومية ضد قوات الاحتلال الامريكي الروح المعنوية للجنود وتلقي بشكوك على قدرة الولاياتالمتحدة على تحويل العراق الى بلد صديق ومستقر. وامتنع المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر عن تقدير الفترة الزمنية التي ستقضيها القوات الامريكية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس صدام حسين. ويوجد للولايات المتحدة قوات قوامها نحو 150 الف جندي في العراق وتبحث وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ما اذا كانت تحتاج الى تعزيز هذه القوات. ورفض وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد إطلاق وصف (حرب العصابات) على المقاتلين الذين ينصبون الكمائن للقوات الامريكية ويقومون بأعمال سلب وتخريب في البنية التحتية للعراق. وجاءت تصريحات بوش في وقت أظهرت فيه اظهرت نتائج استطلاع للرأي ان غالبية من الأمريكيين تعتبر للمرة الاولى منذ بدء الحرب على العراق ان ادارة بوش هولت في الحقائق وقدمت معلومات كاذبة بكل بساطة في ما يتعلق بوجود اسلحة دمار شامل. وافادت الدراسة التي اعدتها جامعة ميريلاند واجريت لحساب صحيفة (يو. اس. ايه. توداي) وشبكة تلفزيون (سي. ان. ان.) الاخبارية الامريكية ومؤسسة جالوب أن52%من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يرون ان الرئيس جورج بوش ومعاونيههولوا في الحقائق لكنهم لم يدلوا بتصريحات كاذبة بشأن البرامج الكيميائية والبيولوجية والنووية العراقية. ويرى10% من الاشخاص ان المسؤولين الأمريكيين قدموا للكونجرس والرأي العام الأمريكي والاسرة الدولية دلائل كانوا يعرفون انها خاطئة بحسب الدراسة. ويرى 32% من الاشخاص ان الحكومة قالت الحقيقة كاملة حول الترسانة التي يملكها العراق. وكانت اسلحة الدمار الشامل والعلاقات المفترضة بين الحكومة العراقية وتنظيم القاعدة من الدوافع للتدخل الأمريكي عسكريا في العراق. وبعد اكثر من ثلاثة اشهر على شن الحرب لم تعثر القوات الأمريكية والبريطانية حتى الان على اسلحة دمار شامل. ويرى 56% من الاشخاص ان ادارة بوش تمادت في الحقائق او اكدت بشكل خاطىء انه كان لصدام حسين علاقات مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن. واوضح الاستطلاع ان نسبة الامريكيين الذين قالوا ان الامور تسير على نحو جيد للقوات الامريكية في العراق انخفضت الى56 في المئة من70 في المئة في الشهر الماضي. والرقم الاخير يمثل تراجعا من 86 في المئة اثناء الاسبوع الذي بدأ في السابع من مايو عندما قال بوش ان القتال الرئيسي في العراق انتهى ووصف ذلك بأنه انتصار في حربه العالمية المستمرة على الارهاب. واظهر الاستطلاع ان37 في المئة يعتقدون ان ادارة بوش تعمدت تضليل الرأي العام بشأن ان كان العراق لديه اسلحة دمار شامل خطيرة ارتفاعا من31 في المئة في الشهر السابق.ولم تعثر القوات الامريكية على أي اسلحة غير تقليدية لكن بوش صرح الثلاثاء مرة اخرى بأن العراق يمتلك هذه الاسلحة.وتراجعت الثقة في ان الولاياتالمتحدة ستعتقل في نهاية الامر أو تقتل صدام حسين الى 18 في المئة من 36 في المئة في مارس. ومنذ اول مايو ادت الهجمات على قوات الاحتلال الى مقتل 22 جنديا امريكيا وستة جنود بريطانيين. ويدعو بعض اعضاء الكونجرس الامريكي الى انضمام دول مثل الهند وباكستان والمانيا وفرنسا الى قوات الاحتلال. وقال فلايشر ان الولاياتالمتحدة تجري محادثات مع دول اخرى بشأن اسهاماتها المحتملة. القوات الأمريكية المحاصرة داخل العراق ستبقى لوقت طويل حسب رؤية بوش